محادثات السلام السورية تخرج عن مسارها بعد مقاطعة المعارضة
موسكو، أستانا - رويترز
توقفت محادثات السلام السورية التي تدعمها روسيا اليوم الثلثاء (14 مارس/ آذار 2017) حيث قاطعت المعارضة السورية المدعومة من تركيا جولة ثالثة في كازاخستان وأكد الكرملين أن هناك انقسامات دولية بشأن العملية.
وقالت روسيا، أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد، إن الأسباب التي أوردتها المعارضة للمقاطعة غير مقنعة وإن قرارها كان مفاجئا.
وقال مبعوث الحكومة السورية الذي وصف المعارضين بأنهم وكلاء لتركيا إن أنقرة أخلت "بالتزاماتها" في محادثات أستانا.
وقالت جماعات المعارضة اليوم إنها لن تحضر المحادثات المقرر عقدها الثلاثاء والأربعاء بسبب ما قالت إنه عدم استعداد روسيا لوقف الضربات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وفشلها في الضغط على الجيش السوري والمقاتلين الذين تدعمهم إيران للالتزام بوقف إطلاق النار.
وسعت روسيا لإحياء الجهود الدبلوماسية بشأن سوريا منذ أن ساعدت قواتها الجوية القوات الحكومية السورية على هزيمة جماعات المعارضة في شرق حلب في ديسمبر كانون الأول وهو أكبر انتصار للأسد في الحرب الأهلية السورية.
وتعاون تركيا، أحد أهم الداعمين لجماعات المعارضة التي تقاتل في شمال سوريا، شديد الأهمية للجهود الدبلوماسية الروسية وساعد في التوصل لوقف إطلاق نار في ديسمبر كانون الأول بعد هزيمة المعارضة في حلب.
وسعت أول جولتين لمحادثات السلام في آستانة لدعم وقف إطلاق النار وهو ما يسلط الضوء على تحسن العلاقات الروسية التركية التي توترت ووصلت لنقطة الانهيار بسبب الحرب السورية.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن وزارة الدفاع تتواصل مع قادة المعارضة السورية الذين قاطعوا الجولة الثالثة من محادثات السلام. وأضاف أن روسيا تتعامل مع الوضع.
ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف المحادثات بأنها معقدة للغاية. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف "أحيانا يكون الوضع في هذه المحادثات معقد للغاية بسبب الخلافات الهائلة في أساليب مختلف البلدان."
المبعوث السوري يتهم تركيا
يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات قازاخستان التي تركز على الحد من القتال واستئناف محادثات السلام التي قادتها الأمم المتحدة في جنيف وتسعى لتسوية سياسية للنزاع الممتد منذ ستة أعوام.
وانهارت محادثات جنيف دون إحراز أي تقدم بسبب استمرار الخلافات التي يبدو أنها غير قابلة للحل والتي تتعلق بشكل رئيسي بمستقبل الأسد المحصن عسكريا على ما يبدو في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية غرب البلاد
وحضرت جماعات المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر جولتي السلام السابقتين في آستانة. واتهم متحدث باسم المعارضة روسيا أمس الاثنين "بمواصلة جرائمها" ضد المدنيين في سوريا في إشارة للضربات الجوية الروسية ودعم "جرائم النظام السوري".
وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم معارضي مسلحين وسياسيين للأسد إن المعارضة قد تذهب إلى آستانة برغم أن القرار حتى الآن هو المقاطعة. وأضاف خلال مقابلة مع قناة الحدث "ينتظرون أن يسمعوا ردا من روسيا ولكن حتى هذه اللحظة لم يأت أي شيء."
وقالت المعارضة إن روسيا فشلت في الوفاء بالتزاماتها كضامن لوقف إطلاق النار مضيفة أن القوات الحكومية وحلفائها يواصلون تنفيذ هجمات على المناطق الباقية تحت سيطرة المعارضة في غرب سوريا.
وقال مبعوث الحكومة السورية في المحادثات بشار الجعفري إن وفده ذهب إلى آستانة للاجتماع مع حلفاء سوريا السوريين والإيرانيين وليس فصائل المعارضة.
وقال الجعفري في تصريحات بُثت من آستانة "عندما يخل أحد الضامنين الثلاثة بالتزاماته وأعني بذلك تركيا فهذا يعني أن تركيا هي التي يجب أن تساءل على عدم حضور أو مشاركة تلك المجموعات المسلحة."
وأضاف "على تركيا تحمل المسؤولية عن عدم قدوم المعارضة إلى آستانة 3 باعتبارها الدولة الضامنة."
وفي الأسبوع الماضي زار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موسكو سعيا لبناء تعاون مع بوتين بشأن العمليات العسكرية في سوريا.
وتحاول تركيا إقامة "منطقة آمنة" على الحدود في شمال سوريا خالية من وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية. وتقدمت القوات السورية التي تدعمها روسيا إلى حدود المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية لكنها لا تحارب الأكراد.