«منتدى البحرين للكتاب» مشروع يراهن على فكرة إعادة الاعتبار لمفهوم «القراءة» خليجياً وعربياً
المنامة - بنا
تأكيداً لرسالة مركز «عيسى الثقافي» التي تأتي تخليداً لذكرى المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، و ترجمةً للمشروع الإصلاحي لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في نشر ثقافة التنوير و الفكر الحر القائم على احترام مجتمع الأفكار والاختلاف وفكرة التعددية الثقافي.
وإدراكاً لحالة الارتداد و التراجع الكبير التي باتت تعيشه كثير من المؤسسات الثقافية و انحسار دوائر الدراسات الفكرية التنويرية الجادة لأسباب كثيرة في قبالة تصدر الخطابات الطائفية و التكفيرية للمشهد و تفلت الكراهيات و بزوغ ظواهر مثل التوحش و الإحتراب وغياب مفاهيم مثل التسامح و فكرة العيش المشترك.
ليصبح الرهان على فكرة التنوير وإعادة الاعتبار لمفهوم «القراءة» بمعناها المجاوز لوظيفتها في مفهومها «العادي» ضرورة، وصولاً لتلك «القراءة» الناقدة التي تتقصد تفكيك الخطاب و الأنساق الثقافية الخطرة التي يعيشها عالمنا العربي.
من هنا تأتي مبادرة مركز «عيسى الثقافي» لاقتراح حوارية فكرية ثقافية وسمها القائمون عليها بــ«منتدى البحرين للكتاب» حوارية مكملة لعناصر كثيرة في المشهد الثقافي البحريني والخليجي و العربي، غايتها الالتحام بإرث من سبقها من مؤسسات كانت قد أسست لميادين و لمختبرات فكرية كان لها ثقلها وانتهت ولا تزال أخرى مستمرة في اشتغالاتها.
هكذا فإن «منتدى البحرين للكتاب» لا ينطلق من فراغ في تأسيس مختبر القراءة الناقدة لأفكار الكتاب، ومحاولة فهم الواقع من خلال مسارات النقد الثقافي والانفتاح على مضامين وعوالم المعرفة الإنسانية، وخلق حوارية تطل على الجهات كلها.
ربما يكون هذا شيء مما كان يشي به كلام القائمين على المشروع ممثلين في مجلس أمناء مؤسسين للمنتدى كان على رأسهم الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، علي عبدالله خليفة، حسن مدن، أنور عبد الرحمن، محمد عبدالله النويري، نور الهدى باديس، عبدالقادر عقيل، عبيد يوسف عبيدلي، يوسف الحمدان، علي القميش، أحمد رضا، شيرين أحمد رفيع، خلال حفل أقيم مساء يوم الأحد الموافق لـ 12 من مارس الجاري، في بهو «مركز عيسى الثقافي».
وفي بيان الإعلان الرسمي لــ «منتدى البحرين للكتاب» تم الإشارة إلى أن هذا المشروع الثقافي، جاء ليختبر الأفكار التي انتجها نخبة من المفكرين في عالمنا العربي، عبر إقامة سلسلة من السيمنارات النقاشية التي من شأنها أن تثري مجالات مختلفة من المعارف،و من المقرر أن يستضيف المنتدى في كل شهر من شهور السنة، «متحدثًا يتناول كتابًا مختارًا يجري انتقاؤه بعناية، ليكون من بين تلك الكتب التي أضاءت زاوية كانت معتمة، وشقت دروبًا غير مأهولة، وفتحت نوافذ نحو فضاءات جديدة، وليكون محتواه موضوع حوار وسجال بين أولئك الذين تأسرهم الكتب، ويلهمهم الجديد من الأفكار والمعارف».
وسيعهد المنتدى كل شهر لواحد من الفكرين، بتناول كتاب يتم اختياره، بالعرض والتحيلي والمناقشة البناءة، كما أوضح القائمون على هذا المشروع، إذ سيسعى المنتدى إلى استضافة مؤلف الكتاب ليكون طرفا في الحوار حول كتابه، وذلك في سياق «إثراء المناقشة وتعميقها، وإضاءة محتويات الكتاب وأفكاره من الجوانب المختلفة».
ويضع هذا المشروع الثقافي الفريد من نوعه كما يؤكد القائمون عليه، مهمة تحويل فعل القراءة إلى عمل خلاق، واجتماعي، وذلك عبر «إشراك جمهور المنتدى في قراءة الكتب المختارة، ومناقشتها، ليكون هذا المنتدى إضافة إلى طبيعة الأنشطة الثقافية والفكرية المعنية بالكتاب في مملكة البحرين»، وليسهم في إغناء الساحة الثقافية في المملكة بالجوانب الفكرية والثقافية والمعرفية التي يعتبر الكتاب أحد أهم وأبرز وسائلها.
ويضيف القائمون على المشروع «نحن على ثقة بأن (منتدى البحرين للكتاب) يلبي حاجة ملحة من حاجات الحركة الثقافية والفكرية في البحرين، والتي بلا شك ستثري الدينامية الثقافية، خاصة في ظل الاقبال المتزايد على القراءة ومناقشة الكتب في صفوف القراء، وبصفة خاصة بين الأجيال الجديدة من الجنسين، كثمرة من ثمار التراكم الثقافي في وطننا الذي تعود بداياته إلى بواكير النهضة الأدبية والتجديد الثقافي والتنوير الفكري على تخوم القرنين التاسع عشر والعشرين، والذي كانت الكتب بالذات، إضافة إلى الدوريات الثقافية العربية الرصينة، هي الروافع التي بها شيدت مداميك الثقافة الحديثة في البحرين».