بالصور... 59 قتيلاً على الاقل غالبيتهم من الزوار العراقيين في تفجيرين في دمشق القديمة
دمشق - أ ف ب
قتل حوالى 59 شخصا، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين، واصيب العشرات بجروح في تفجيرين استهدفا احد احياء دمشق القديمة في اعتداء من الاكثر دموية في العاصمة السورية منذ بدء النزاع قبل ست سنوات.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مساء اليوم السبت (11 مارس/ أذار 2017) ان حصيلة التفجيرين ارتفعت الى "59 قتيلا، هم 47 من زوار المقامات الدينية غالبيتهم من العراقيين الشيعة، و12 مقاتلا سوريا مواليا للنظام".
وبرغم بقائها في منأى عن المعارك العنيفة التي شهدتها غالبية المدن السورية الكبرى الاخرى، استهدفت العاصمة دمشق ومحيطها خلال سنوات النزاع الطويلة بتفجيرات دامية عدة اودت بحياة العشرات.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان التفجيرين، واحدهما انتحاري، استهدفا منطقة تقع فيها مقبرة باب الصغير في حي الشاغور في المدينة القديمة.
وتضم مقبرة باب الصغير اضرحة يعد بعضها مزارات دينية شيعية وسنية.
وفي وقت سابق، اعلنت وزارة الخارجية العراقية ان "الاحصاءات الاولية تشير الى سقوط قرابة أربعين شهيداً عراقياً ومئة وعشرين جريحاً بعد استهداف حافلاتهم بعبوات ناسفة".
وتشهد دمشق ومنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة حركة سياحية دينية كثيفة خصوصاً للعراقيين والايرانيين الذين يأتون برغم الحرب لزيارة المقامات الدينية.
وافاد وزير الداخلية السوري محمد الشعار من مكان وقوع التفجيرين ان "العمل الارهابي استهدف حافلة حجاج من عدد من الجنسيات العربية".
ونقل التلفزيون السوري الرسمي ان "الجهات المختصة تمكنت من تفكيك دراجة نارية مفخخة" في منطقة مقبرة باب الصغير.
احذية ونظارات ودماء
واظهرت صور بثها التلفزيون السوري الرسمي بقعا من الدماء على الارض واحذية مبعثرة ونظارات محطمة فضلا عن حافلة احترقت اجزاء منها وحافلات اخرى تساقط زجاج نوافذها واقتلعت ابوابها.
وروى مصور وكالة فرانس برس في المكان أنه شاهد بركا من الدماء في المنطقة التي فرض حولها طوق امني.
وقال احد سكان الحي ان انفجارا أول دوى تلاه الثاني بعدما تجمع الناس في المكان.
وطالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي بادانة التفجيرين.
واعتبرت في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان التفجيرين جاءا "ردا على الانتصارات التى حققها الجيش العربي السوري على تنظيمي داعش وجبهة النصرة الارهابيين والكيانات المرتبطة بهما فى العديد من المناطق".
ولم تتبن اي جهة التفجيرين في الوقت الحاضر.
وعادة ما تتبنى تنظيمات متطرفة التفجيرات الدامية في العاصمة دمشق ومحيطها، آخرها هجوم انتحاري وقع في كانون الثاني/يناير، تبنته جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) واسفر عن مقتل عشرة اشخاص في حي كفرسوسة الذي يضم مقرات امنية واستخباراتية في دمشق.
ووقعت الاعتداءات الاكثر عنفا في في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق التي تضم مقام السيدة زينب. وشهدت تلك المنطقة في شباط/فبراير 2016 تفجيرا ضخما تبناه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" واوقع 134 قتيلا بينهم على الاقل تسعون مدنيا.
فرار من الرقة
وفي شمال البلاد وعلى وقع عملية عسكرية واسعة لقوات سوريا الديموقراطية، فرّ حوالي 300 من عائلات المتطرفين الاجانب منذ فجر الجمعة من مدينة الرقة، ابرز معاقل تنظيم "داعش" في سوريا، باتجاه محافظة دير الزور شرقا وريف حماة (وسط) الشرقي من الجهة الجنوبية الغربية، وفق المرصد السوري.
وتخوض قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية واسعة لطرد تنظيم "داعش" من الرقة.
وقطعت تلك القوات كافة طرق الامداد الرئيسية للمتطرفين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وبرغم ذلك لا يزال باستطاعة المتطرفين الفرار من الجهة الجنوبية للمدينة الواقعة على ضفاف نهر الفرات.
واوضح مدير المرصد السوري ان عائلات المتطرفين فرت "عبر زوارق وعبارات الى الضفة الجنوبية لنهر الفرات" ومنها الى دير الزور وحماة.
وتعد الرقة هدفا للعديد من الاطراف المقاتلة في سوريا. وبالإضافة الى قوات سوريا الديموقراطية، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مرارا ان قواته تنوي التوجه اليها، كما اكد الرئيس السوري بشار الاسد السبت ان الرقة تعد "اولوية" للجيش السوري.
وقال الاسد في مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية نقلتها سانا السبت "لقد بتنا قريبين جدا من الرقة الآن"، مضيفا "وصلت قواتنا إلى نهر الفرات القريب جدا من مدينة الرقة، والرقة هي معقل داعش اليوم، وبالتالي فإنها ستكون أولوية بالنسبة لنا".
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ ست سنوات تسبب بمقتل اكثر من 310 آلاف مدني وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وعلى الصعيد السياسي، تطرق الاسد الى جولة المفاوضات الاخيرة التي جرت بين الحكومة والمعارضة السوريتين بين 23 فبراير/ شباط والثالث من مارس في جنيف برعاية الامم المتحدة، وانتهت بإعلان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا جدول اعمال من اربعة عناوين هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب.
وقال الاسد "اننا لم نتوقع أن ينتج جنيف شيئا، لكنه خطوة على طريق ستكون طويلة، وقد تكون هناك جولات أخرى سواء في جنيف أو في أستانا" حيث عقدت جولتان من المحادثات خلال الشهرين الماضيين بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة.