في محاضرته عن القطاع الخاص والأمن الوطني ووسط تفاعل كبير من الحضور
السعودية: الأمير فيصل بن محمد بن ناصر يشخص ويحلل الجرائم التي تخص القطاع الخاص
الوسط - المحرر الاقتصادي
على مدار أكثر من ساعتين ووسط نخبة من رجال الاعمال وسيدات الأعمال وأكاديميي الجامعات والرياضين والطلبة العسكريين، استضافت غرفة الشرقية التجارية والصناعية بالسعودية، صاحب السمو الملكي الأمير العميد فيصل بن محمد بن ناصر في محاضرة تحدث فيها عن دور القطاع الخاص في الأمن الوطني ليلقي الضوء عن دور القطاع في حماية الامن الوطني.
وقد استهل سموه محاضرته بتعريف القطاع الخاص ودوره في بناء وتنمية الدولة حيث أنه تأسس مع بدايات الدولة، وأشار الأمير إلى أن الامن الوطني هو القدرة على حماية الاوطان من الاخطار الخارجية والداخلية وأن متطلباته الاربع مشتركة في القدرة المادية للدولة بقطاعاتها في مواجهة الاخطار بالقوة العسكرية والسياسية بالإضافة الى تحقيق متطلبات الحياة والرفاهية للمجتمع وبعد ذلك تكتمل تلك المنظومة بتحقيق الهدف النهائي للأمن الوطني وهو الاحساس بالأمان ولكي يتم الوصول الى ذلك لابد من الايمان بالعلاقة القوية بين راس المال والأمان.
وقال سموه إن للقطاع الخاص دوراً كبيراً ايجاباً وسلباً، واستعرض سموه في اسلوب شيق مزج بين الحس الامني والفكر الاكاديمي، جميع أبعاد الأمن الوطني حيث استهلها بالبعد العسكري ووصفه بأنه البعد الذي لا يمكن التنازل عنه أو تهميشه لأي دولة تريد الاستمرار والبقاء في عالمنا المضطرب.
وتحدث عن دور القطاع الخاص في الاستثمارات العسكرية وأن نقل التقنية العكسرية من الخارج إلى الداخل يعزز قوة الدولة وعدم استسلامها للضغوطات والابتزاز، كما تحدث بعد ذلك عن البعد السياسي وقال إن تكامل الاقتصاد مع السياسة هو ماتسعى اليه جميع الانظمة لبسط سلطتها الكاملة والحفاظ على مكتسباتها ويشكل القطاع الخاص دور كبير في هذا الجانب من خلال استقطاب رؤؤس الاموال من دول العالم مما يجعلها تشكل جبهة مصالح متينة وتجعل تلك الاسثتماراث جبهة قوية وحيوية يدافع عنها الجميع كما ان للقطاع الخاص دور كبير في تعزيز علاقات الدولة مع العديد من الدول من خلال ضخ الاموال والاستثمار في تلك الدول.
وانتقل الامير فيصل بن محمد للحديث عن البعد الاقتصادي في منظومة الامن الوطني واوضح ان تحقيق الرفاه للمواطن يجب ألا يكون ألا من خلال تعاضد القطاع الخاص مع الدولة في استغلال الموارد والنعم التي وهبها لهذا البلاد وكذلك استغلال الطاقات أو الموارد البشرية وفيما يخص البعد الأمني.
وقال سموه إن الدول دائماً ماتسعى جاهدة لانخفاض معدلات الجريمة وتقوية انظمتها حتى لا تدمر المجتمع واقتصادها ومن الجرائم التي يتأثر بها القطاع الخاص وتنعكس سلباً على الأمن جرائم غسيل الأموال وأن دخول تلك الاموال القذرة الى الاقتصاد الوطني أوعودتها مجدداً الى الخارج تقوي المنظمات الارهابية وتضر المجتمعات وتطرق كذلك الى جريمة التستر التجاري حيث تربك الدولة وتعطي صورة غير حقيقة عن الاقتصاد كما أن انتشار العمالة السائبة والمتخلفين أحد معاول الهدم الاقتصادي حيث أن إدخال عمالة غير مدربة يعرض المشاريع للفشل ويضر بالمواطن وبمكتسبات الدولة وأن تواجدها يوفر بيئة خصبة للجريمة بعد فقدان العامل لعمله بسبب عدم كفائته ومن الجرائم التي ترتبط مباشرة بالقطاع الخاص وتحل بالأمن الوطني جرائم تهريب الأموال.
وذكر الامير فيصل بن محمد بن ناصر أن الرقم الحقيقي للأموال التي يتم تهريبه خارج الوطن سوف يشكل صدمة كبيرة فيما لو تم إعلانه وان العمالة السائبة ومن خلال نشاطاتهم المشبوهة وتهريبهم للأموال يشكلون خطر أمني كبير وختم الأمير أبعاد الامن الوطني بالتطرق إلى البعد الاجتماعي والديموغرافي والايدلوجي، لينتقل بعد ذلك إلى أهم النقاط المفصلية التي تربط الامن الوطني والقطاع الخاص وهي الاثر المتوقع لها على رؤيه 2030.
وقال إن الأوطان لكي تستمر قوية وشامخة لابد من مراجعة نهج العمل الخاص والحكومي للخروج بحلول منطقية وشاملة في ضوء المتغيرات العالمية وهذا ماجاءت به رؤيه 2030 والتي يعول عليها نقل الوطن الى الامام وتطرق الى ان دور القطاع الخاص مفصلي ولا يمكن تجاهله، واختصره بعدة نقاط وهي البعد السياسي حيث ذكر ان خصخصة الخدمات وفقاً للرؤية يشكل ذلك البعد ويعزز من الشفافية وهذا مادفع لتبديل الأنطمة والخدمات عبر برنامج التحول الوطني كما ان البعد الاجتماعي للرؤية يسلط الضوء على خفض البطالة والبعد الاقتصادي للرؤية هو التوسع في الاسثمارات الغير نفطية وتسهيل الاستثمارات الجنبية ودعم المشاريع المتوسطة الصغير وبعد ذلك جاء دور الاسئلة والنقاش والتي كانت في مجملها تصب في نفس السياق الذى طرحه وتحدث عنه الامير وقد اضطر رئيس مجلس غرفة الشرقية عبدالرحمن العطيشان للاعتذار للجمهور نظراً لكثافة الأسئلة وضيق الوقت حيث استغرقت المداخلات والأسئلة أكثر من ساعة وسط اعجاب وتقدير من الحاضرين لبساطة المحاضر وسعة أفقه وممازحاته.
وكان من أبرز المداخلات طلب أحد الحاضرات من دولة الكويت إقامة محاضرة ممثلة تتحدث عن الامن الوطني الخليجي والتحديات التي تواجهه وقد أبدى الامير موافقته المبدئية فيما لو قدمت له الدعوة الرسمية كما ضجت القاعة بالتصفيق عندما مازح الامير الكابتن والمدرب الوطني خليل الزياني، والذين كان من ضمن الحضور مشيداً بانه اول من ادخل الفرحة في قلوبنا بالحصول على اول كاس للمملكة وفى الختام قدم الامير فيصل بن محمد جزيل شكر ه وتقديره لرجل المنطقة الاول امير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز والذي استقبله ظهر يوم المحاضرة في مكتبه بالإمارة وتحدث عن بعض مادار بينهم من حوار ينم على حرص سموه على كل مامن شأنه تقديم الافضل لسكان المنطقة والتي كانت هذه المحاضرة احد نماذجها وقد قدم عبدالرحمن العطيشان هديه تذكارية لصاحب السمو الامير الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر باسم غرفة الشرقية وقدم كذلك الامير فيصل بن محمد درع تذكاري تقديراً من سموه لمنسوبي غرقة الشرقية.