الامين العام للأمم المتحدة يدعو إلى تعبئة كبرى لتجنب المجاعة في الصومال
مقديشو - أ ف ب
دعا الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش اليوم الثلثاء (7 مارس/ آذار 2017) خلال زيارته مقديشو المجموعة الدولية الى حشد طاقاتها بقوة لتجنب "الاسوأ" في الصومال، الدولة الواقعة في القرن الافريقي والمهددة بخطر المجاعة.
ويشهد شرق افريقيا موجة جفاف جديدة فيما اصبحت الصومال على شفير مجاعة للمرة الثالثة خلال 25 عاماً. وتقدر منظمة الصحة العالمية ان أكثر من 6,2 مليون شخص أي نصف السكان، في الصومال بحاجة لمساعدة انسانية طارئة بينهم حوالي ثلاثة ملايين شخص يعانون من المجاعة.
وأعلنت السلطات الجديدة في هذا البلد الغارق منذ عقدين في حروب وازمات انسانية متكررة، في نهاية فبراير حالة "الكارثة الوطنية" وبدأت تظهر صور الضحايا في وسائل الاعلام ما اثار مخاوف من شبح المجاعة التي حصلت في 2011 وتسبب بوفاة 260 ألف شخص.
وقال غوتيريش للصحافيين بعد لقائه الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله محمد الذي انتخب في 8 فبراير "من الممكن تجنب الاسوأ، من الممكن تجنب دخول الصومال في وضع مماثل لذلك الذي حصل في 2011".
وأضاف "نحن بحاجة لدعم كبير من المجموعة الدولية لتجنب تكرار الاحداث المأساوية التي حصلت عام 2011".
وسيزور الامين العام للأمم المتحدة خلال النهار مخيما للنازحين في جنوب البلاد.
واضاف "بدون هذا الدعم نواجه خطر مأساة غير مقبولة على الاطلاق لا تستحقها الصومال".
وكان الامين العام للأمم المتحدة أكد للصحافيين خلال الرحلة الى مقديشو ان "النزاع والجفاف الى جانب التغير المناخي والامراض والكوليرا كلها عوامل تشكل كابوسا".
من جهته قال الرئيس الصومالي "نواجه جفافا يمكن ان يتحول الى مجاعة إذا لم تهطل الامطار الشهرين المقبلين".
خطر اوبئة
أعلنت الامم المتحدة رسمياً في 20 فبراير المجاعة في جنوب السودان الذي يشهد حربا، تطال مئة ألف شخص. اما الصومال واليمن ونيجيريا فهي على حافة المجاعة. ويواجه أكثر من 20 مليون شخص خطر الموت جوعا في هذه الدول الاربع.
وتعلن المجاعة حين يكون أكثر من 20% من الشعب في مواجهة صعوبات في تأمين مواد غذائية اساسية وحين يفوق معدل الوفيات شخصين من أصل كل عشرة الاف في يوم واحد وحين يطال سوء التغذية الحاد أكثر من 30% من السكان.
وهناك دول اخرى في شرق افريقيا مثل كينيا واثيوبيا تشهد موجات جفاف بعد عدة فصول من الامطار الضئيلة.
وفي الصومال ادى الجفاف الى انتشار امراض الاسهال الحاد والكوليرا والحصبة فيما يواجه حوالي 5,5 مليون شخص خطر التقاط امراض تنقل بواسطة المياه. حيث ان الشعوب التي تعاني من العطش غالبا ما تلجأ الى مصادر مياه "تنطوي على مخاطر" اوبئة مثل مياه البرك.
واحصيت حوالي 110 وفيات بسبب الجفاف والاسهال الحاد الناجم عن المياه خلال 48 ساعة في نهاية الاسبوع الماضي في مناطق جنوب الصومال.
وهي الزيارة الثالثة لأمين عام للأمم المتحدة الى الصومال منذ 1993. وكان الامين العام السابق بان كي مون قطع فترة غياب طويلة عن الصومال وزار مقديشو للمرة الاولى في 2011 وعاد اليها في 2014.
وجرت زيارة بان كي مون الاولى بعد أشهر على اعلان المجاعة في الصومال بسبب ازمة جفاف خطيرة ضربت القرن الافريقي. وهذه المجاعة، الافدح في افريقيا خلال 20 عاما، اوقعت 260 ألف قتيل.
وقال غوتيريش ان الزيارة تهدف اساسا الى "التضامن مع الصومال".
وتواجه الدولة الصومالية التي تساندها قوة الاتحاد الافريقي البالغ قوامها 22 ألف عنصر، صعوبات في فرض سلطتها خارج العاصمة مقديشو. وتوعدت حركة الشباب الاسلامية، التابعة لتنظيم القاعدة، بشن حرب "بدون هوادة" ضد السلطات الجديدة.