العدد 5293 بتاريخ 04-03-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


"ايرين": لماذا يهاجم تنظيم "داعش" الصوفيين؟

الوسط – المحرر الدولي

ينادي الواعظ زاهد حسين بالتسامح في ضريح باري إمام الصوفي في العاصمة الباكستانية منذ 30 عاماً، ولكن هذه الرسالة ذاتها تتطلب الآن وضع متاريس حول الضريح من قبل الشرطة وحراس الأمن، طبقاً لما ذكرته شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على موقعها.

ومن المعروف عن الصوفيين سعيهم الروحاني للحصول على الحكمة الإلهية وتبنيهم للتنوع الذي يمتد حتى إلى ما وراء الإسلام، لكن هذا الانفتاح غير مقبول لدى المتطرفين المسلحين مثل ما يسمى بتنظيم "داعش"، الذي فجر ضريحاً صوفياً آخر في إقليم السند يوم 16 فبراير، مما أسفر عن مقتل 88 شخصاً.

وحتى أثناء تضييق الخناق على هذه الجماعة المسلحة لإخراجها من معاقلها في الشرق الأوسط، فإنها توسع نطاق وجودها في باكستان وأفغانستان المجاورة.

إنها أخبار سيئة بالنسبة للصوفيين وغيرهم من المسلمين الذين يعتبرهم تنظيم "داعش" مرتدين.

وصرح مسئول كبير في مجال مكافحة الإرهاب لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن مئات الباكستانيين قد عادوا مؤخراً من سورية بعد حصولهم على التدريب وخبرة المعارك من خلال انضمامهم إلى تنظيم "داعش".

 وقال "إن العلاقة بين الجماعات الطائفية والمتشددة، مثل تنظيم داعش، تسفر عن هجمات على الأضرحة الصوفية، لأنها تريد دفع الناس إلى العودة إلى العصر الحجري،" كما أفاد حسين، الذي كان يجلس في حجرة الدفن المكسوة بالرخام الأبيض والتي تحمل اسم صاحب الضريح، الذي توفي في عام 1705.

وتجدر الإشارة إلى أن تفجير الشهر الماضي، الذي استهدف ضريح لعل شهباز قلندر في إقليم السند، قد دفع المسؤولين إلى اتخاذ إجراءات أمنية في هذا الضريح، الذي يقع في تلال مارغالا في الجزء الشمالي من إسلام أباد. ويصلي الرجال والنساء الآن في قاعات منفصلة، ويقوم حوالي عشرة رجال مسلحين بحراسة المدخل.


 

 

أعداء التنوع

وكان ضريح باري إمام قد تعرض لهجوم آخر في عام 2005 أسفر عن مقتل 20 شخصاً في تفجير انتحاري تبنته حركة طالبان الباكستانية.

وبعد ذلك، أوقف المسئولون دامال، وهي طقوس قديمة يقوم فيها الناس من مختلف المعتقدات والأجناس بالدوران في انسجام تام على وقع الطبول.

 ولكن أتباع هذه الطريقة يقولون إن الروح الشمولية لا تزال مستمرة.

 وفي السياق نفسه، قال جميل أحمد، الذي كان يزور الضريح مع أسرته: "إن الأضرحة الصوفية تنتمي إلى الجميع، بما في ذلك المسلمون والمسيحيون والهندوس والمتحولون جنسياً، وهذا هو السبب الذي يجعل المتشددين المرتبطين بتنظيم داعش يطلقون على من يأتي إلى هنا وصف زنادقة يجوز قتلهم".

وهذا بالضبط هو التنوع الذي يجعل المجتمع الصوفي مستهدفاً.

وعقب هجوم 16 فبراير، أصدر تنظيم "داعش" بياناً قال فيه أنه استهدف الصوفيين لأنهم "مشركين"، وفقاً لمنظمة سايت (SITE)، التي تراقب الجماعات المسلحة.

 


 

 

توسع المتطرفين

وقد هاجم متشددون مسلحون 16 ضريحاً صوفياً منذ عام 2005، وفقاً لصحيفة دون الباكستانية.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قال مسئول بارز في مكافحة الإرهاب اشترط عدم الكشف عن هويته أن التهديد يتصاعد مع انتشار تنظيم "داعش" في البلاد بمساعدة نحو 400 مقاتل عادوا من سورية.

وكان تفجير 18 فبراير واحداً من سلسلة هجمات اجتاحت جميع أنحاء البلاد وأسفرت عن مقتل نحو 100 شخص في غضون أسبوع، مما دفع السلطات إلى إطلاق عملية استهدفت جماعات متشددة تسمى رد الفساد. وفي حين أن العمليات المماثلة ركزت على السيطرة على المناطق الوعرة، مثل وادي سوات والمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية على الحدود مع أفغانستان، فإن جماعة رد الفساد هي أول فصيل يركز على المدن.

وفي هذا الشأن، قال مالك أحمد خان، المتحدث باسم حكومة إقليم البنجاب، أن "الهدف الرئيسي من العمليات الأمنية في المراكز الحضرية هو القضاء على الخلايا النائمة التابعة للجماعات المسلحة وإلقاء القبض على الممولين والوسطاء".

وأضاف في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية أن قوات الأمن قتلت 100 مسلح حتى الآن، واعتقلت 600 شخص مشتبه به، ومن بين المعتقلين خمسة على الأقل من أعضاء تنظيم "داعش" الذين عادوا مؤخراً من سوريا.

وفي يناير 2015، أعلن تنظيم "داعش" عن عزمه إنشاء "خراسان"، في إشارة إلى المنطقة التاريخية التي كانت تغطي أجزاءً كبيرة من أفغانستان الحديثة وكذلك أجزاء من إيران وآسيا الوسطى، ولكنه تمكن حتى الآن من فرض سيطرته فقط على منطقة صغيرة في ننغرهار، وهي ولاية أفغانية على حدود باكستان.

 

وأوضح أمير رنا، وهو خبير في الحركات المتشددة ومدير معهد باك لدراسات السلام، لشبكة الأنباء الإنسانية أن تنظيم "داعش" قد وسع وجوده في باكستان في الأشهر الأخيرة، لكنه في الوقت نفسه لا يزال يفتقر إلى "القيادة الكاريزمية" هنا القادرة على اجتذاب مجندين جدد، وتوطيد مكانته، وإقامة تحالفات قوية مع الجماعات المتشددة الراسخة.

وأضاف أن "تنظيم داعش لا يستطيع إقامة حكم في أي إقليم في باكستان دون قيادة محلية نشطة، ولكنه يبدو قادراً على استهداف بعض الأماكن الضعيفة، مثل الأضرحة الصوفية".

 



أضف تعليق