دراسة: فيلة الماموث تعرضت لتغيرات جينية مضرة بفعل تراجع أعدادها
واشنطن- أ ف ب
تسبب التدهور الكبير في أعداد فيلة الماموث الصوفي بتغييرات جينية مدمرة أدت إلى زوال آخر هذه الحيوانات الموجودة في جزيرة في المحيط المتجمد الشمالي قبل 3700 سنة، على ما أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة "بلوس جينيتيكس" العلمية الأميركية.
وكانت فيلة الماموث أكثر الحيوانات العاشبة إنتشارا في أميركا الشمالية وسيبيريا حتى انقراضها على الأراضي القارية قبل حوالي عشرة آلاف سنة.
وأوضح معدو الدراسة أن هذه الحيوانات كانت ضحية الاحترار المناخي بعد العصر الجليدي الأخير (-75 ألف سنة إلى -12 ألف سنة) ولأنشطة الصيد البشرية.
وقارن هؤلاء الباحثون بينهم ريبيكا روجرز ومونتغومري سلاتكين من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، بين مجين ماموث قاري يعود إلى 45 ألف سنة عندما كانت أعداد هذه الحيوانات وفيرة، مع مجين حيوان من هذا النوع كان يعيش قبل 4300 سنة في قطيع من ثلاثة آلاف رأس في جزيرة رانغل الصغيرة قبيل اندثارها.
وكشف التحليل أن مجين أحد فيلة الماموث هذه راكم تغييرات جينية سلبية عدة.
وفقدت هذه الحيوانات عددا كبيرا من مستقبلات الشم بما يسمح برصد الروائح إضافة إلى بروتينات البول ما كان له أثر على وضعها في المجموعة وعلى تكاثرها.
وقد منحت المقارنة بين هذين المجينين للباحثين فرصة نادرة لرؤية ما يحصل للتركيبة الوراثية عند تقلص أعداد افراد جنس معين بنسبة كبيرة.
وخلص الباحثان عبر استخدام نماذج رياضية إلى ان الفروق بين مجيني فيلة الماموث كانت كبيرة جدا لدرجة لا يمكن تفسيرها بعوامل أخرى.
وتعزز هذه النتائج نظرية قيد المناقشة منذ عقود تفيد بأن التراجع الكبير في أعداد أفراد فصيلة يؤدي إلى تكاثر التغيرات الجينية المضرة، وفق معدي الدراسة.