العدد 5290 بتاريخ 01-03-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


"سعادة" ومال في معرض رسوم ثلاثية الابعاد وسط دبي

دبي - أ ف ب

تحول وسط دبي إلى معرض مفتوح للفن الثلاثي الابعاد برسوم نفذت ضمن مفهوم "السعادة"، الشعار الذي تجهد دولة الامارات العربية المتحدة لجعله جزءاً من صورتها الخارجية في منطقة تشهد حروباً وأزمات سياسية واقتصادية.

وينظم المعرض الذي يحمل اسم "دبي كانفس" للعام الثالث على التوالي بمشاركة 25 فنانا عالميا واربع فنانات تشكيليات اماراتيات، يتنافسون لأول مرة على جوائز نقدية تبلغ قيمتها أكثر من 620 الف دولار.

وفن الشارع عادة ما ينفذ بطرق غير تقليدية وغير منظمة تعكس نبضاً شعبياً شاباً، إلا أن "دبي كانفس" يقام برعاية حكومة دبي ضمن خطة رسمية تهدف إلى جعل الامارة "متحفا مفتوحا" أملا في إضفاء طابع ثقافي أكبر على مدينة تستقطب نحو 15 مليون سائح سنوياً.

ومنذ أمس (الأربعاء)، يغص مجمع "سيتي ووك" التجاري الراقي القريب من برج خليفة، أطول مبنى في العالم، برسوم ملونة تعكس مفهوم "السعادة"، في أجواء تتخللها عروض موسيقية ضمن فعاليات ثقافية تستمر حتى الثلاثاء المقبل.

وقالت مديرة ادارة "براند دبي"، الذراع الابداعي للمكتب الاعلامي لحكومة دبي والمسئول عن المعرض، ميثاء بوحميد: "نحن في دولة السعادة، ومن هذا المنطلق قررنا ان نستعين بهذا المفهوم لجعله شعارا للمهرجان". واضافت "نريد ان نصدر هذا المفهوم إلى كل العالم".

وتسعى دولة الامارات العربية المتحدة والعضو في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" المتطرف، إلى إبراز صورتها كبلد مستقر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في منطقة تعصف بها النزاعات.

وعلى بعد نحو 500 كيلومتر من دولة الامارات، يشهد اليمن، البلد الفقير الذي اشتهر في الماضي بلقب "اليمن السعيد"، نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المعترف بها، قتل واصيب فيه عشرات الالاف، بينهم جنود اماراتيون.

لكن في "سيتي ووك"، بين محلات الالبسة الفاخرة والمقاهي المنتشرة عند اقدام الابنية الصغيرة الاوروبية الطابع، لا مكان للتقشف، او للازمات: زوار مبتسمون، باعة مثلجات ملونة، شاشة كبيرة لوجوه لا تتوقف عن الضحك، وسيارة كلاسيكية بيضاء تنقل عائلات.

حنان، الشابة التونسية التي انتقلت إلى دبي أخيراً للعمل فيها، تلتقط صورة مع صديقتها اميرة امام احدى الرسوم وهما تبتسمان ايضا لعدسات مصورين اخرين تجمعوا فجأة في المكان امام الشابتين. وتقول حنان لوكالة "فرانس برس": "اعجبني المكان جدا. الناس تحب الصور ولذا فان المكان جميل ولابد أن يستقطب العائلات وخصوصا الاطفال".

تنوعت الرسوم من البسيطة مثل رسم لبالون أصفر مبتسم، إلى الاكثر تعقيدا كمجموعة من السيارات المتوقفة في ما يبدو مبنى يتألف من خمسة طوابق.

وامام رسم لدراجة هوائية تحلق في السماء قرب طائرين فوق مدينة دبي، تجمع عدد كبير من الزوار وهم يتبادلون الادوار في الوقوف امام الدراجة واتخاذ أفضل وضعية ليعطوا انطباعا بأنهم يطيرون بها فعلا.

ويشارك في المعرض الفريد من نوعه في الشرق الاوسط فنانون عالميون مشهورون بينهم الصيني تشي زينغوا الذي دخل موسوعة "غينيس" لأكبر رسومات ثلاثية الابعاد، والهولندي ليون كير الذي يعتبر من رواد فن الجداريات في العالم.

ويتنافس هؤلاء الفنانون على أربع جوائز نقدية بقيمة 2.3 مليون درهم (نحو 626 ألف دولار). ومن المقرر ان تعلن اسماء الفائزين يوم السبت المقبل، علما أن المنظمين وضعوا معايير محددة بينها "اتساق العمل الفني مع مفهوم السعادة".

وقال الفنان البريطاني فاناكابان الذي شارك في النسخة السابقة ايضا "نوعية الاعمال المنجزة هنا هي من الافضل على مستوى العالم... لكنها تعني ايضا منافسة صعبة".

واضاف الفنان الذي قام برسم البالون المبتسم "اليوم نحن في منافسة محتدمة على العكس من المرة السابقة... معظم الفعاليات في دول العالم تدفع مصاريف التنقل فقط، لكننا هنا نتنافس على جائزة نقدية وهذا مهم جدا".

واخترع هذا الفن في الاساس الاميركي كيرت وينر الذي تحظى اعماله بشهرة منقطعة النظير بين زملائه. وقدم وينر اعمالا في النسختين السابقتين من المعرض اللتين ركزتا على مواضيع تراثية تقليدية.

وتحولت دبي التي لا تحوي الا القليل من النفط على عكس جارتها ابوظبي، على مدى السنوات الماضية الى مركز رئيسي للمال والاعمال والنقل والسياحة في الشرق الاوسط. وبدا وكأن التنمية العمرانية والاقتصادية تطغى على باقي الابعاد في المجتمع، ولاسيما الثقافة.

لكن في الاعوام الاخيرة شهدت دبي توجها أكبر نحو القطاع الثقافي، فافتتح مؤخرا متحف يروي تاريخ وحدة دولة الامارات، ودارا للأوبرا، وزينت جدران شارع رئيسي بجداريات ضخمة، في وقت تستعد العاصمة لحدث ضخم يتمثل في افتتاح متحف اللوفر أبوظبي في العام الجاري.




أضف تعليق