سورية تستعيد تمثالين نصفيين من آثار تدمر بعد ترميمهما
دمشق - أ ف ب
استعادت سورية تمثالين نصفيين تم ترميمهما في إيطاليا بعدما دمرهما تنظيم "داعش" خلال سيطرته على مدينة تدمر الأثرية، وفق ما افاد المدير العام للآثار والمتاحف في سورية مأمون عبدالكريم لوكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء (1 مارس/ آذار 2017).
وقال عبدالكريم "تمت استعادة التمثالين الثلثاء وانضما من جديد الى القطع الاثرية الـ400 التي تم انقاذها من مدينة تدمر"، في محافظة حمص (وسط). وألحق تنظيم "داعش" أضراراً بالغة بأثار المدينة خلال سيطرته عليها في الفترة الممتدة من مايو/ ايار 2015 حتى مارس/ آذار 2016.
وبعد ذلك تم اخراج المئات من القطع الاثرية المدمرة والمتضررة من المدينة، قبل أن يتمكن التنظيم مجدداً في 11 ديسمبر/ كانون الاول من السيطرة على المدينة، مدمراً معالم جديدة فيها. وتمكن صحافيو "فرانس برس" اليوم من مشاهدة التمثالين في إحدى غرف متحف دمشق قبل أن يتم نقلهما إلى مكان آمن، أحدهما لرجل والثاني لامرأة. وطالت أعمال الترميم وجهيهما بعدما حطمهما المتشددون بالمطارق.
وقال عبد الكريم إن ترميم التمثالين اللذين يعودان إلى القرن الثاني والثالث يعد "أول خطوة إيجابية مرئية وحقيقية اتخذها المجتمع الدولي لحماية التراث السوري". واعتبر أن ذلك "يندرج في إطار الدبلوماسية الثقافية التي لا تمنع تعاون الشعوب مع بعضها في محاربة التطرف والهمجية لأنه في النهاية... التراث السوري هو تراث انساني"، معتبراً أن ما جرى "يمهد لترميم اكثر من مئة تمثال متضرر".
وخلال الشهر الماضي، أوضح فريق الترميم للصحافيين في روما أنه أصلح وجه أحد التمثالين بعدما كان الجزء الأعلى منه محطماً بالكامل، فأعاد تشكيل القسم المدمر بواسطة آلة طابعة بثلاثة أبعاد، وفق تقنية لم يسبق أن استخدمت حتى الآن في هذا النوع من أعمال الترميم.
وثبت العلماء الجزء الجديد المصنوع من مسحوق النايلون الاصطناعي على الوجه بواسطة عدة قطع مغناطيس.
وخلال فترة سيطرته الأولى على تدمر، ارتكب التنظيم اعمالاً وحشية بينها قطع رأس مدير الاثار في المدينة خالد الاسعد (82 عاماً) وتنفيذ إعدام جماعي لـ25 جندياً سوريا على المسرح الروماني. كما دمر معبدي بعل شمسين وبل وقوس النصر وقطعاً أثرية في كانت في متحف المدينة.
وبعد سيطرته مؤخرا على المدينة، دمر التنظيم التترابيلون الاثري المؤلف من 16 عموداً، كما الحق اضرارا كبيرة بواجهة المسرح الروماني. ووصفت الامم المتحدة ذلك بـ "جريمة حرب جديدة".
ويعود تاريخ مدينة تدمر "عروس البادية" إلى أكثر من ألفي سنة وهي مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي الانساني. وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.