"الصحة" تعتمد برامج تعليمية وتدريبية لتأهيل الأطباء وفقاً لأعلى المعايير العالمية
الجفير - وزارة الصحة
في إطار الخطط والبرامج الاستراتيجية الطموحة الهادفة إلى الارتقاء بجودة وكفاءة الخدمات الصحية بمملكة البحرين، وفي سبيل تطوير مستوى جودة الأداء الطبي ووضعه ضمن أهم الأولويات لصالح خدمة المواطنين والمقيمين بالمملكة، حرصت وزارة الصحة وباهتمام ومتابعة من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على تعزيز البرامج التدريبية وذلك حرصاً على دعم العنصر البشري البحريني من خلال توفير البرامج التعليمية والتدريبية بما يساهم في تأهيل كل الكوادر الطبية عالية الكفاءة والمعززة بالخبرات العملية والمهارات اللازمة والتي تتوافق مع أعلى المعايير والمستويات الطبية والعالمية المعتمدة.
وانطلاقاً من تلك الأهداف والأولويات الرامية إلى متابعة تفعيل وضع المناهج التعليمية والتدريبية الطبية وتقييم الأطباء، أعرب الوكيل المساعد للتدريب والتخطيط محمد أمين العوضي في هذا الصدد عن بالغ فخر واعتزاز وزارة الصحة بمستوى النتائج والنجاح الذي حققه المتدربون البحرينيون في برنامج طب العائلة التدريبي المتميز من نوعه، مشيراً إلى النسب العالية التي يحققها المتدربون سنوياً بعد اجتيازهم للامتحانات التي يخضعون لها بالمركز التدريبي لطب العائلة بوزارة الصحة.
وأشار إلى أن هذا النجاح للطلبة المتدربين يضاف إلى رصيد إنجازات وزارة الصحة كمركز تدريبي عالمي معترف به للتخصصات الطبية، الأمر الذي ينعكس على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى ومرتادي الخدمات الطبي بمرافق الصحة، وتطور نوعية الخدمات والحفاظ على جودتها، مما يجعل مملكة البحرين مركزاً متقدماً للخدمات الصحية النوعية المتميزة كما أشارت التقارير العالمية والإشادات من مختلف الهيئات والمنظمات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية، التي بينت المستوى المتقدم في الرعاية الصحية الأولية عبر شبكة المراكز الصحية التي تقدم خدمات صحية شاملة بمستوى العلاج في المستشفيات.
من جانبه، كشف مدير إدارة التدريب بوزارة الصحة محمد السويدي عن نسبة نجاح الأطباء المتدربين البحرينيين في تخصص طب العائلة والذين تقدموا للامتحان التحريري للمجلس العربي للاختصاصات الطبية في تخصص طب الأسرة والمجتمع للمتقدمين من مملكة البحرين، مشيراً إلى أن نسبة النجاح بلغت 100 في المئة.
وقال السويدي إنه تقدم 18 طبيباً متدرباً بحرينياً في تخصص طب العائلة، للامتحان التحريري للمجلس العربي للاختصاصات الطبية في تخصص طب الأسرة والمجتمع والذي تم عقده خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2016، حيث كان الامتحان بإشراف برنامج طبيب العائلة التابع لإدارة التدريب بوزارة الصحة. ولقد جاءت النتائج مشرفة، وبلغت نسبة النجاح للمتقدمين من مملكة البحرين 100 في المئة.
وأشار إلى أن جهود إدارة التدريب تتماشى مع رؤية وتطلعات الإدارة العليا في وزارة الصحة وتعبر عن التزام وزارة الصحة التام بتوجيهات القيادة في مملكة البحرين والتي تتمثل في تأكيد أهمية تطوير الكوادر العاملة في القطاع الصحي والارتقاء بها إيماناً منها بأهمية التدريب في تقديم خدمات صحية وعلاجية ذات جودة عالية لكل المستفيدين من خدمات وزارة الصحة. وبين أن إدارة التدريب بوزارة الصحة تحرص على تنمية وتطوير خبرات ومهارات كوادرها من خلال طرح برامج تدريبية متنوعة داخل ومملكة البحرين خارجها ويستفيد من هذه البرامج جملة من الأطباء والممرضين والإداريين والموظفين وغيرهم ممن يعملون تحت مظلة وزارة الصحة.
تأهيل أطباء العائلة
إلى ذلك، قالت رئيسة برنامج طبيب العائلة ابتسام محمد فخرو إن طلبة مملكة البحرين حظوا بنتائج مشرفة خلال هذه الامتحانات بعد أن خضعوا للتدريب اللازم في هذا المجال، والتهيئة للتقدم للامتحانات، مشيرة إلى أنه سيتقدم المتدربون لعمل الامتحان العملي والسريري في طب الأسرة والمجتمع في شهر أبريل/ نيسان المقبل وسيلتحق الأطباء الذين أنهوا الامتحان بالمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة كأطباء عائلة مؤهلين لمعاينة كل حالات الرعاية الصحية الأولية وطب العائلة. وبينت أن هذا النجاح يعزى إلى اهتمام الوزارة الكبير بهذا البرنامج الذي يعتبر من أنجح البرامج التدريبية على مستوى الوطن العربي، والجهد المستمر للمشرفين على البرنامج.
وذكرت فخرو أنه وبعد اجتياز سنوات التدريب بنجاح يتم منح الطبيب شهادة الاختصاص في طب العائلة التي يتم إصدارها من الكلية الملكية للجراحين الايرلندية ووزارة الصحة، وكذلك يكون الطبيب مؤهلاً للجلوس لامتحان المجلس العربي للاختصاصات الطبية، وبعد انتهاء التدريب يصبح الخريج طبيباً أخصائياً ثم استشارياً في طب العائلة ويكون قادراً في تطبيق الصحة المجتمعية والمشاركة في تدريب العاملين في القطاع الصحي.
وتقدمت في نهاية تصريحها بالشكر للعاملين والمشرفين على برنامج طبيب العائلة على الاهتمام الذي يحظى به المتدرب، مؤكدة دعم القيادة العليا بوزارة الصحة المشجعة لمختلف البرامج التدريبية بالوزارة مما يعزز الطاقات والكوادر العاملة من موارد بشرية بمملكة البحرين.
يذكر أن برنامج طبيب العائلة التدريبي قد أنشأ العام 1979 وفى بداياته كان بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت وكانت مدة التدريب في البرنامج تستغرق 3 سنوات حيث يتلقى فيه الطبيب المتدرب التدريب بإشراف مدربين متخصصين.
وبعد أن استحدث المجلس العربي برنامج طب الأسرة والمجتمع في العام 1989 بوصفه برنامجاً للدراسات العليا، تم الاعتراف ببرنامج طب العائلة في البحرين من قبل المجلس العربي كأول برنامج تدريبي نموذجي لبرامج طب العائلة في عالمنا العربي. وفي العام 1996 تم تطوير البرنامج التدريبي وذلك بالتعاون مع الكلية الملكية للجراحين الايرلندية حيث تمت إضافة العديد من الدورات المتخصصة بحسب التطورات العالمية في طب العائلة والمجتمع وتطلب هذا التطوير زيادة مدة التدريب إلى 4 سنوات بدلاً من 3 سنوات مع تحديث نظام التقييم والامتحانات. ويركز البرنامج كثيراً على التدريب في مجال البحوث ليؤهل الطبيب لإجراء البحوث والدراسات العلمية الصحية التطبيقية.
إنجازات متميزة لمكتب التعليم والتدريب الطبي
كما صرحت رئيسة التعليم والتدريب للرعاية الصحية الثانوية بوزارة الصحة والأستاذ المساعد الطبي واستشارية غدد صماء وسكري إيمان الدوسري، بأن مكتب التعليم والتدريب الطبي التابع لإدارة التدريب حقق إنجازات ملموسة خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى أن المكتب أخذ على عاتقه مهمة حيوية في وضع المناهج التعليمية الطبية وتقييم الأطباء تحت برامج التدريب لضمان جودة التدريب الذي خضعوا له، ويأتي ذلك ضمن خطط وزارة الصحة الهادفة لتطوير الكوادر الطبية والحرص على توفير أفضل الخبرات والكفاءات القادرة على توفير خدمة صحية ذات جودة عالية للمواطنين والمقيمين بمملكة البحرين.
وكشفت الدوسري أنه انطلاقاً من التوجيهات السديدة لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، واهتمام سموه بالأطباء واهتمام الحكومة بدعم القطاع الصحي، بما يسهم في الارتقاء بالرعاية الصحية وتنمية الكوادر الطبية البحرينية وتأهيلها وتدريبها وفقاً لأحدث المستويات العالمية في الطب البشري، فقد عكفت وزارة الصحة على توفير أفضل فرص التدريب للكوادر العاملة بكل القطاعات الطبية بمختلف مرافق الوزارة، مما سينعكس بدوره على مستوى جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
وبينت أن مكتب التعليم الطبي يقوم بالتنظيم والإشراف على كل البرامج الطبية التدريبية التابعة لوزارة الصحة وعددها 17 برنامجاً تدريبياً، بالإضافة إلى برنامج سنة الامتياز، وعلى عملية استقبال الأطباء المتدربين والتنسيق لكل البرامج التدريبية. مؤكدة أن المكتب يمثل حجر الأساس للشئون الأكاديمية في وضع المناهج التعليمية الطبية، وتقييم الأطباء تحت التدريب وضمان جودة التدريب، حيث تقع تحت مسئولية هذا المكتب إعداد البرامج الطبية التدريبية لجميع التخصصات في مجمع السلمانية الطبي بما فيها مستشفى الطب النفسي والإشراف على تطبيقها عن طريق التواصل مع منسقي التدريب ومنها إلى الأطباء الاستشاريين ورؤساء الأقسام لضمان الاستيفاء بكل متطلبات وشروط التدريب.
وخلال العامين الماضيين حقق المكتب إنجازات متميزة تمثلت في تحديث جميع المناهج الطبية التدريبية لجميع التخصصات وتطبيقها عبر نظام مركزي، حيث يستلم كل طبيب تحت التدريب جدوله الخاص به لمدة سنه أكاديمية كامله لضمان تدريبه في مختلف التخصصات التي يتطلبها منهجه، لضمان مخرجات على أعلى مستوى عند انتهائه من التدريب، ولضمان جودة التقييم للأطباء تحت التدريب، تم استحداث نظام مركزي للامتحانات السنوية بحيث يخضع جميع الأطباء تحت التدريب إلى امتحانات دوريه تدار من قبل مكتب التعليم والتدريب الطبي لتقييم مستوى الأداء والتحصيل العلمي السنوي لهؤلاء الأطباء ومدى الالمام بأحدث ما توصلت إليه العلوم الطبية لخدمة المريض وسلامته أولاً.
ولهذا الغرض تم استحداث أول بنك امتحانات في وزارة الصحة لضمان جودة ومستوى الامتحانات المقدمة بما فيها التقييمات المصاحبة.
إلى ذلك، بينت رئيسة التعليم والتدريب للرعاية الصحية الثانوية بوزارة الصحة أنه منذ فصل التدريب عن التوظيف، تم تعيين منسقين أكاديميين في جميع التخصصات الطبية للإشراف على التدريب ومتابعة شئون الأطباء تحت التدريب بما فيها التقييم والانضباط الوظيفي، وبما أن العملية التدريبية لهؤلاء الأطباء تحتاج لتعاون جميع الطواقم الطبية فلقد تم إنشاء تعاون وثيق بين مكتب التعليم الطبي والقسم الخدمي الذي يضم نخبة من الأطباء الاستشاريين حيث إنهم من يقوم بعملية تدريب هؤلاء الأطباء على أرض الواقع وتطبيق المناهج المعدة من قبل مكتب التعليم الطبي والتدريب بالرعاية الثانوية مسبقاً.
كما تم تفعيل اتفاقية الهيئة السعودية للاختصاصات الصحية لهذا العام حيث سيستفيد منها الأطباء في البحرين تحت التدريب للحصول على هذه الشهادة العالمية التي ستؤهلهم لمواصلة تعليمهم في أي مكان في العالم لحصولهم على التخصصات الدقيقة التي تحتاجها وزارة الصحة. وفي العام الماضي تم افتتاح المكتبة الإلكترونية بالتعاون مع كلية البحرين الطبية والهيئة السعودية للتخصصات الصحية لتزويد الأطباء بجميع ما يحتاجونه من مراجع متقدمة وحديثة للأبحاث المتطورة وكذلك أحدث ما توصل إليه العلم في سبل علاج المرضى. ويفخر مكتب التعليم الطبي باستحداث نظام ملفات إلكتروني خاص به حيث يشمل المعلومات الحيوية لجميع الأطباء تحت التدريب بما فيها نتائج الامتحانات الدورية، والتقييمات، والحضور والانصراف وغيرها من أدوات التقييم.
نظام تقييم الأطباء
وحول الجديد الذي تم استخدامه في تقييم الأطباء، صرحت الدوسري بأنه تم تطبيق نظام التقييم الأميركي للاعتماد الأكاديمي في جميع التخصصات لأول مرة في تاريخ التدريب بوزارة الصحة، مما سيكون له بالغ الأثر في إرساء المهارات المطلوبة والآمنة لكل طبيب لوضع حياة المريض وسلامته أولاً.
وتطرقت رئيسة التعليم والتدريب للرعاية الصحية الثانوية بوزارة الصحة إلى الخطط المستقبلية التي ستطبق قريباً، مبينة أن مكتب التعليم الطبي والتدريب بالرعاية الثانوية يفخر باختيار أفراد أول طاقم طبي متخصص سيتم تدريبه قريباً لتفعيل منهج المحاكاة الطبية وذلك باستخدام مركز المحاكاة السريرية في جامعة البحرين الطبية، حيث سيقوم هذا الفريق المتخصص من أطباء وزارة الصحة بتدريب جميع الأطباء المقيمين على المهارات المطلوبة والعاجلة لإنقاذ حياة المرضى، ليكتسبوا القدرات الخاصة التي من شأنها رفع مستوى الاستعداد لديهم وبالذات في حالات الطوارئ. ومما يميز هذا النوع من التدريب الحديث على دمى المحاكاة المتطورة، هو القدرة على اكتساب المهارات من غير تعريض حياة المرضى للخطر.