جيمي كيمل مقدم حفل الأوسكار يتهكم على العالم في عهد ترامب
لوس انجليس - رويترز
اتخذ الإعلامي والممثل جيمي كيمل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب مادة للسخرية في حفل جوائز الأوسكار الذي قدمه للمرة الأولى أمس الأحد (26 فبراير/ شباط 2017) وراح يتهكم على اضطراب المشهد السياسي في الولايات المتحدة والعالم منذ وصول ترامب نجم تلفزيون الواقع السابق إلى البيت الأبيض.
وبخلاف سلسلة من الطرف والنوادر التي ظل يعود إليها طوال الحفل عما بينه وبين صديقه القديم الممثل مات ديمون من قفشات متبادلة بشأن هفواتهما كان الرئيس الأميركي الخامس والأربعين هو الموضوع المفضل لدى كيمل.
وحفاظاً على طابعه الخاص في تقديم البرامج الذي يجمع فيه بين جمود الوجه والنبرة التهكمية كانت تعليقات كيمل الاجتماعية حادة لكنها اتسمت في الوقت نفسه بضبط النفس. ولم يضيع كيمل وقتا يذكر فتناول منذ البداية الضجة السياسية التي تميز بها موسم الجوائز السينمائية في هوليوود.
قال كيمل متعجباً عقب ظهوره على خشبة المسرح في قاعة دولبي بهوليوود "هذا البث يشاهده الآن على الهواء ملايين الأميركيين وفي مختلف أنحاء العالم في أكثر من 225 دولة تكرهنا الآن. أعتقد أن هذا شيء مذهل".
وأصر على أنه لا يجد من الكلمات ما يسهم في توحيد البلد المنقسم وحث المشاهدين على بذل جهدهم لتحقيق المصالحة بالتواصل مع الخصوم السياسيين الذين يعرفونهم شخصيا "من أجل إقامة حوار متأن لا باعتبارهم ليبراليين ومحافظين بل باعتبارهم أميركيين".
وأضاف "إذا استطعنا جميعا أن نفعل ذلك فبوسعنا أن نجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" في إشارة إلى شعار ترامب في حملته الانتخابية.
كما أبدى كيمل رغبته في توجيه بعض اللوم إلى أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية على عيوبها فعقد مقارنة خبيثة بين الانتقادات التي وجهت إلى كل من الرئيس وجوائز الأوسكار بسبب انعدام الحساسية العنصرية.
وقال "أود أن أقول شكراً لك أيها الرئيس ترامب. أقصد أتذكر العام الماضي عندما بدا وكأن جوائز الأوسكار عنصرية؟"، موجها سؤالا مجازيا في إشارة إلى الجدل الذي ثار حول الجوائز في العام الماضي لخلو قائمة الترشيحات من المرشحين السود.
ودوت القاعة المليئة بنجوم السينما بالضحك والتصفيق لهذه الدعابة اعترافا بعودة قدر من التوازن العنصري إلى الجوائز بعد عامين متتاليين لم يكن فيهما أي من المرشحين في فئات التمثيل الأساسية من الملونين.
وتوج كيمل ذلك الحوار الذاتي بإشادة متعمدة غير مباشرة بنجمة السينما ميريل ستريب المرشحة الدائمة لجوائز الأوسكار التي دفع تنديدها الحاد بترامب من فوق خشبة المسرح في حفل جوائز جولدن جلوب خلال يناير/ كانون الثاني الرئيس إلى إطلاق تغريدة غاضبة على تويتر وصفها فيها بأنها "واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود".
وقال كيمل "من أعمالها الأولى متوسطة المستوى في ‘ذا دير هنتر‘ (صائد الغزلان) و ‘أوت أوف أفريكا‘ (الخروج من إفريقيا) إلى أدائها المخيب في ‘كريمر ضد كريمر‘ و ‘صوفيز تشوياس‘ (اختيار صوفي) قدمت ميريل ستريت أكثر من 50 فيلما بلا اكتراث على مدار مسيرتها الفنية الباهتة".
ثم أشار إلى أنها مرشحة للفوز بجائزة الأوسكار للمرة العشرين في حياتها الفنية كأفضل ممثلة عن فيلم (فلورنس فوستر جنكينز) قبل أن يطلب منها أن تقف وينحني لها احتراماً وسط تصفيق حاد من جمهور الحاضرين وقوفا.
وقال "أقدم لكم جميعا ميريل ستريب المبالغ جدا في تقديرها".
تغريدات على الهواء إلى ترامب
في وقت لاحق من الحفل سعى كيمل إلى تأجيج الخصومة بين ستريب وترامب مرة أخرى فبدا وكأنه يرسل تغريدة إلى الرئيس إذ ظهرت رسالة على شاشة كبيرة خلفه تقول "يا @دونالد ترامب الحقيقي. هل أنت مستيقظ؟ #ميريل تقول أهلا".
وألمح كيمل إلى المواجهات بين ترامب ووسائل الإعلام فطالب مداعباً أي صحافي من "سي.إن.إن" و "نيويورك تايمز" و "لوس أنجليس تايمز" بمغادرة المبنى معلنا "لا تهاون عندنا مع الأخبار الزائفة. أما صاحبات السمرة المزيفة فنحن نحبهن".
وفي وقت سابق أشار كيمل إلى فيلم (الدكتور سترينج) باعتباره المرشح لأفضل مؤثرات مرئية ولمنصب "وزير الإسكان والتنمية العمرانية".
وتناقضت عبارات السخرية الحادة ذات الطابع السياسي تناقضا شديدا مع أغنية ورقصة الافتتاح الرقيقة التي قدمها جاستن تيمبرليك وأدى فيها أغنية "كانت ستوب ذا فيلنج" (لا أستطيع التوقف عن الإحساس) المرشحة للأوسكار من فيلم الرسوم المتحركة "ترولز".
ودفعت روعة الأداء المشاهير الحاضرين في مقاعد الجمهور للوقوف والرقص على موسيقى الأغنية.
وما إن جلس المرشحون لجوائز الأوسكار وغيرهم من النجوم على مقاعدهم مرة أخرى حتى رحب تيمبرليك بدخول كيمل إلى خشبة المسرح.
فقال كيمل بنبرة جافة "آه عظيم. حظيت باستقبال فاتر من جمهور جالس. هذه أول مرة لي هنا وبالطريقة التي تستقبلون بها مقدمي الحفل ستكون على الأرجح المرة الأخيرة لي هنا. لذلك سأستمتع بها ما دمت هنا". وقد استعان المسئولون بكيمل (49 عاما) لتقديم حفل الأوسكار وهو من أكثر الأعمال صعوبة في هوليوود وذلك بعد أن قدم حفلين لإعلان جوائز ايمي التلفزيونية وكانت المرة الأخيرة حفل العام 2016. كما قدم حفل جوائز الموسيقى الأميركية.