كرنفال ريو دي جانيرو يقارب الموضوعات السياسية الساخنة
ريو دي جانيرو- أ ف ب
يمثل كرنفال ريو دي جانيرو مناسبة للاحتفال والرقص، غير أن الحس النقدي لا يغيب عن هذا الحدث إذ ان البرازيليين لا يتوانون عن التطرق خلاله إلى الأزمة التي تعصف ببلدهم من دون إغفال الحديث عن شخصيات عالمية بينها دونالد ترامب.
ومن بين الشخصيات التي استعان بها البرازيليون لإيصال رسائل سياسية خلال هذا الكرنفال، مسئول الخزانة لدى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، نيكولا فوكيه والمقصود من هذا الخيار تجسيد ظاهرة باتت ملازمة للمشهد السياسي في البلاد: الفساد.
فهذا المسئول في عهد "الملك الشمس" الذي اتهم باختلاس مبالغ طائلة وأوقف بطلب من لويس الرابع عشر، ستروى قصته الاثنين المقبل خلال عرض لمدرسة ساو كليمينتي للسامبا مع عنوان لافت مفاده "عار على من يسيء الظن".
ومن المتوقع ان يكون هذا العرض مميزا اذ ستطغى عليه أجواء الفخامة المتصلة بالبلاط الملكي في قصر فرساي.
وأوضحت المديرة الفنية للمدرسة روزا ماغالييس التي أخرجت حفل ختام الألعاب الاولمبية في ريو العام الماضي لوكالة فرانس برس "انه موضوع مسل ويأتي في وقته لأن الفساد لدى السياسيين ليس وليد الأمس".
ويمثل هذا العرض اللافت طريقة للتذكير بالفضيحة الكبرى لشركة "بتروبراس" البرازيلية التي أدت إلى زج عشرات السياسيين من كل الاتجاهات في السجون بتهمة اختلاس ملايين الدولارات من شركة النفط الحكومية عن طريق شبكة واسعة من الرشاوى.
ومن الأهداف الأخرى للكرنفال في ريو دي جانيرو: الشخصيات البارزة في القطاع التجاري الزراعي. فقد اختارت مدرسة "امبيراتريز ليوبولدينيزي" موضوعا لعروضها قبائل زينغو المهددة بفعل حملات إزالة الإحراج والمبيدات الحشرية وبناء محطة كبيرة للطاقة الهيدروليكية.
وقد بلغ الجدل الناجم عن هذه العروض البرلمان حيث طلب عضو في مجلس الشيوخ معروف بمواقفه المؤيدة للقطاع الصناعي الزراعي فتح تحقيق في شأن رعاة "امبيراتريز".
ومن المواضيع المطروحة أيضا في الكرنفال التنوع الديني خصوصا المذاهب الخاصة بالبرازيليين من أصول إفريقية. وهذا الموضوع يعتبر إشكاليا خلال هذا الكرنفال الأول في عهد رئيس البلدية الجديد مارسليو كريفيلا وهو قس انجيلي يواجه انتقادات بسبب مواقفه ضد هذه المعتقدات.
عرض مجهض عن روسيف
وسيكون كرنفال العام 2017 الأول منذ الاطاحة بالرئيسة اليسارية ديلمار روسيف التي حل محلها الرئيس المحافظ ميشال تامر.
ويشكل الرئيس البرازيلي الهدف الرئيس لمجموعة مشاركة في الكرنفال تحمل اسما واضحا بدلالاته هو "فورا تيمير" (أسقطوا تامر).
وقد انطلقت هذه المجموعة من خلال مبادرة عبر "فيسبوك" مع صفحة عليها صورة للرئيس البرازيلي على شكل مهرج. وأكد ستة آلاف شخص مشاركتهم في العرض الخاص بهذه المجموعة.
وقالت دودا كيروغا إحدى مؤسسي المجموعة إن "سكان ريو اعتادوا القول إن السنة لا تبدأ حقا إلا بعد الكرنفال لكن لدينا واجب التظاهر لأن الحكومة لا تنتظر الكرنفال لتطبيق تدابيرها التقشفية".
وكان ثمة توجه لاقامة عرض يكون موضوعه الرئيسة السابقة ديلما روسيف غير أن المنظمين تخلوا عن الفكرة لأن حملة التمويل التشاركي الإلكترونية لم تسمح بجمع سوى حوالى عشرين دولارا خلال شهرين.
وقد أظهر المشاركون في الكرنفال الذي بدأت عروضه منذ ثلاثة أسابيع، حسا إبداعيا كبيرا.
فعلى سبيل المثال، جسد مجموعة أصدقاء موضوع "جدار ترامب" عبر التجوال في شوارع ريو دي جانيرو مرتدين قبعات مكسيكية الطراز خلف قماشة عليها رسوم لأحجار طوب.
وأثار عرض لرجال متنكرين على شكل المغنية بيونسيه وهي حامل، اهتماما كبيرا في إشارة إلى الصورة الجدلية للمغنية الاميركية التي أعلنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها حامل بتوأمين.