سيقضي وقته بين أربع دول.. عربي يترك إدارة "نيسان" من أجل تحالف أكبر
الوسط - المحرر الاقتصادي
بعد 16 عاما من إدارته للشركة اليابانية، قرر رئيس مجموعة "نيسان" للسيارات كارلوس غصن التنحي عن الإدارة المباشرة للشركة أمس الخميس، على أن يظل رئيسا لمجلس إدارتها ، وفق ما قالت قناة الحرة اليوم الجمعة (24 فبراير/ شباط 2017).
واتخذ غصن هذا القرار من أجل التركيز على التحالف بين "نيسان" وبين شركتي رينو وميتسوبيشي موتورز وحمله إلى قمة صناعة السيارات العالمية.
تولى غصن الذي يحمل جنسيات لبنان وفرنسا والبرازيل منصبه منذ يونيو / حزيرانعام 2001، وينسب إليه الفضل في النهوض بشركة "نيسان" التي كانت على وشك الإفلاس في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.
وسيحل الياباني هيروتو سايكاوا محل غصن اعتبارا من الأول من أبريل / نيسان القادم.
وقال غصن في بيان أصدرته الشركة اليابانية "سأواصل الإشراف على الشركة وتوجيهها".
وسيظل غصن رئيسا لشركة رينو الفرنسية التي لم تنه مرحلة التحول، كما أنه يرأس منذ فترة مجلس إدارة ميتسوبيشي موتورز التي أنقذها من أزمة العام الماضي.
وقال غصن في مقر شركة نيسان "هناك وقت يجب التحلي فيه بالواقعية حول ما نقوم به وما يمكننا القيام به جيدا. إنه العنصر الحاسم".
وأضاف "لقد آن الأوان لتسليم الإدارة لشخص آخر، لقد عبرت على الدوام عن رغبتي في أن يخلفني ياباني، وكنت أجهز سايكاوا منذ سنوات".
هذا التغيير لم يكن مفاجأة، لأن سايكاوا متواجد في المجموعة منذ عام 1977 ورقي إلى منصب رئيس مساعد في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حين انضمت ميتسوبيشي موتورز إلى تحالف رينو-نيسان. وسيتولى منصب الرئيس التنفيذي تحت إشراف غصن.
المهمة في نيسان أنجزت
بذلك تطوى صفحة بالنسبة إلى كارلوس غصن الذي وصل إلى اليابان عام 1999 لاستنهاض مجموعة نيسان ثم عين رئيسا لها في 2001.
وتمكن عبر سياسة خفض الكلفة من تحويل مجموعة على وشك الإفلاس إلى شركة رابحة بلغت قيمة أعمالها السنوية نحو 100 مليار يورو، ما أكسبه احتراما كبيرا في اليابان.
ووجه رئيس أكبر شركة منافسة "تويوتا" أكيو تويودا إليه تحية معبرا عن الأمل "في مواصلة الاستفادة من قدراته للمضي قدما في تطوير صناعة السيارات"، بحسب وكالة الأنباء اليابانية "جيجي".
وقال أحد المقربين من كارلوس غصن رافضا الكشف عن اسمه إن الظروف متوافرة حاليا لكي يبتعد غصن بعض الشيء عن نيسان، موضحا أن عام 2017 يشكل نهاية خطة استراتيجية تحت عنوان "قوة 88"، كما أن ولايته كرئيس للمجموعة تنتهي في حزيران/يونيو لكنه "ليس رجلا ينصرف إلى الراحة" وطموحاته الآن هي بناء كيان عالمي مع انضمام ميتسوبيشي موتورز.
وأكد غصن أن "هذا التغيير المبرمج سيتيح لي أن أكرس وقتا أكثر وطاقة لإدارة التغير الاستراتيجي للتحالف وكذلك توسيعه".
وكانت المتحدثة باسم "نيسان" كيكو هوشينو قد قالت لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا التغيير على رأس الشركة سيتيح لغصن "التركيز على تحالفات المجموعة" مع شركة رينو الفرنسية وميتسوبيشي اليابانية وليس مرتبطا بأية أمور أخرى.
ثلاث شركات
سيبقى برنامج عمل غصن مكثفا وسيقسم وقته بين اليابان وفرنسا والأسواق الأساسية للسيارات مثل الولايات المتحدة والصين.
في اليابان، ومع الأخذ بالاعتبار نجاح مجموعة نيسان التي يعمل فيها نحو 152 ألف موظف، سيعمل غصن على إنهاض ميتسوبيشي موتورز (يعمل فيها 30 ألف شخص) التي غرقت السنة الماضية في فضيحة فساد.
وفي فرنسا، لا يزال يمسك برئاسة شركة رينو التي تضم 120 ألف موظف، ويهدف إلى أن يزيد قيمة أعمالها إلى 70 مليار يورو بحلول عام 2022.
وكارلوس غصن الذي يرأس التحالف الذي نشأ عام 1999، يحلم بالمكانة الأولى عالميا رغم تأكيده بأن هذا الأمر ليس في صدارة أولوياته، مفضلا التركيز على فرص الإدخار وخفض الكلفة على مستويات كبرى في قطاع يعتبر هامش المناورة فيه ضعيفا.