أعضاء «شورى»: «الخطوط السعودية» تعول على «جيب» المواطن.. وتستغني عن السعوديين لمصلحة الأجانب
الوسط - المحرر الاقتصادي
طالب أعضاء مجلس الشورى في السعودية بالتحقيق مع الخطوط السعودية التي وضعت آمالها على «جيب» المواطن في زيادة التذاكر، منتقدين ضعف أدائها الذي كبدها خسائر العام الماضي قدرها 3.5 مليار ريال، وعزتها المؤسسة إلى سحب الامتيازات وزيادة كلفة الوقود والتكاليف الأخرى ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (23 فبراير / شباط 2017).
واستغرب الأعضاء - خلال مناقشة المجلس تقرير لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حول التقرير السنوي للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية أمس - صرف الخطوط السعودية 860 مليون ريال على مستلزمات لم يجدوا لها تفسيراً لأنها مصنفة ضمن «المستلزمات الأخرى»، وتوظيف مدير تنفيذي أجنبي ومساعدين واستشاريين أجانب في مناصب عليا وبرواتب عالية، ليصل بها الأمر إلى توجيه الطيارين السعوديين للتقاعد ليحل محلهم طيارون أجانب.
وقال أحمد الزيلعي إن الخطوط السعودية وضعت كل آمالها على «جيب» المواطن، فهو الخاسر الوحيد ما بين شركات النقل في المنطقة، وهي تتحدث عن حاجتها إلى ارتفاع التذاكر وكأن جيب الخطوط «مخروق»، مشيراً إلى أن الخطوط تطالبنا ببدعة جديدة تتمثل في تخفيف خدماتها وزيادة أسعار تذاكرها، وتتحجج بأنها الأقل كلفة في العالم، وهذا غير صحيح، مطالباً الخطوط السعودية بأن تركز على جودة خدماتها، مع خفض قيمة المقاعد على درجة الضيافة التي يتم احتساب قيمة الوجبة والصحف ضمن ثمنها مع أنها لا تقدم فيها.
من جانبه، قال عبدالله الحربي، إنه بحسب ما ورد في تقرير المؤسسة فإنها ما زالت تعاني من خسائر مادية، ومتوقع أنها ستستمر في الخسائر وستظهر الأرباح عام 2020 ، مشيراً إلى أن تبرير الخسائر غير مقبول، وهي كما ترى بسبب سحب الامتيازات وزيادة كلفة الوقود والتكاليف الأخرى، وأتمنى أن توضح لنا ما المقصود بالتكاليف الأخرى. وطالب الدكتور عبدالله الحربي باستراتيجية كاملة لبرنامج سعودة قائدي الطائرات، موصياً الخطوط السعودية بالاستفادة من الطيارين العسكريين المتقاعدين من القطاعات العسكرية السعودية، خصوصاً أنهم يتسمون بالكفاءة العالية والانضباط وهم أولى من الأجنبي.
ولاحظ خالد الدغيثر تناقصاً في أعداد الحجاج والمعتمرين الذين نقلتهم الخطوط السعودية، مطالباً باستراتيجية تسويقية يكون الحاج والمعتمر إضافة إلى الراكب المحلي هدفها.
أما فايز الشهري فتساءل عن الأسباب التي تكبد المؤسسة خسائر متوالية كل عام، على رغم أنها تحظى بامتيازات كبيرة قد لا تحصل عليها شركة طيران وطنية أخرى، مشيراً إلى أنه على رغم أن الخطوط هي جزء من الهوية الوطنية فإنها تفاجئنا بتوظيف غير السعوديين وبرواتب ضخمة.
وقال الشهري إن ترتيب الخطوط السعودية في العالم رقم 82 وسبقها دول عدة أقل منا في الإمكانات منها إثيوبيا، منتقداً افتخارها بأسطولها الكبير الذي يبلغ 126 طائرة وغالبيتها بحسب ما نشاهده واقفة لا تعمل بسبب الصيانة، بل بعضها عبارة عن خردة، مشيراً إلى أن الخطوط السعودية عزت عدم انضباطها في رحلاتها الذي وصل 84 في المئة بسبب سوء الأحوال الجوية في السعودية.
وطالب منصور الكريديس بالتحقيق مع الخطوط السعودية بسبب ما أشارت اليه بأنها تتكبد خسائر، إذ يشير تقريرها إلى أن خسائرها بلغت عام 2012 نحو 1.8 مليار ريال، وفي عام 2013 بلغت 1.9 مليار ريال، وفي عام 104 قفزت الخسائر إلى 3 مليارات ريال، وفي عام 2015 (عام التقرير) وصلت إلى 3.4 مليار ريال، أي أن الخطوط تتكبد 400 مليون ريال خسارة سنوياً، على رغم دعمها بالوقود، لافتاً إلى ضرورة تفعيل قرار مجلس الوزراء الذي نص على تخصيص الخطوط السعودية، واستغرب تواصل تكبدها خسائر مع عدم وجود مقاعد متاحة في رحلاتها.
واعتبر محمد النقادي، أن الخطوط السعودية اسم على غير مسمى، منتقداً تعيينها مديراً تنفيذياً أجنبياً، وتساءل عن المؤهلات والخبرات التي دعت إلى تعيينه، مستغرباً من إحالة طياريها السعوديين للتقاعد واحلالهم بغير السعوديين.
وشدد على أهمية منح الفرصة للمزيد من الطيارين السعوديين للعمل ضمن طواقم الخطوط السعودية، في حين دعا عضو آخر إلى إيجاد برنامج متكامل لسعودة قائدي الطائرات، كما تساءل عن مدى الحاجة إلى وجود مستشارين غير سعوديين في الخطوط السعودية.
وقال إن الخطوط السعودية دائماً ما تشكو من انخفاض تذاكرها وهو غير صحيح وهي مدعومة من الوقود، في حين طالب المهندس مفرح الزهراني بمعرفة الرحلات الداخلية التي ترى الخطوط السعودية أنها غير مجدية تجارياً التي تذكر أنها السبب في خسائرها المالية بسبب قلة الركاب، منتقداً انخفاض عدد الحجاج والمعتمرين، إذ يشير التقرير إلى انخفاض من نقلتهم المؤسسة عبر المحطات الداخلية والدولية، بواقع 144 ألف حاج، وكذلك انخفاض المعتمرين بـ424 ألفاً خلال عام 1436هـ، وذلك لمنافسة شركات طيران في دول مجاورة.
وأضاف أن السعوديين يلجأون في الرحلات الطويلة للسفر لدول مجاورة ثم السفر بطيرانهم إلى وجهتهم بسبب سوء خدمات الخطوط السعودية.
وشكى الزهراني من موقف حدث له مع أعضاء شورى عندما وصولوا قبل الإقلاع وإغلاق باب الطائرة بـ15 دقيقة، إلا أن الموظف رفض دخولهم مع معتمرين إماراتيين نسقوا حجوزات وفنادق، وتم إبلاغ الخطوط السعودية بتعامل الموظف منذ أربعة أشهر ولم نحصل على رد إلى الآن.
وحث سعود الرويلي على مساءلة الخطوط السعودية عن إنفاق 860 مليون على مستلزمات أخرى، وأبدى استغرابه من قلة المحطات العالمية التي تصل إليها الخطوط السعودية، فيما تصل شركات طيران إقليمية أنشئت حديثاً إلى 150 محطة عالمية.
ولاحظ علي الشهراني وجود 10 مستشارين غير سعوديين في الخطوط السعودية ومساعدين تنفيذيين، وتساءل عن مدى الحاجة لهم وللمناصب الكبيرة.
وأكدت لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في تقريرها بشأن التقرير السنوي للخطوط السعودية أهمية تطوير الكفاءات الفنية والخدمية التي تعمل في مواجهة المسافرين مع تقديم خدمات مميزة لكسب رضا العميل، وطالبت في توصية أخرى بتضمين تقارير المؤسسة القادمة دراسة عن مدى انضباط مواعيد الرحلات والعوامل المؤثرة سلباً في انضباطها.