العدد 5282 بتاريخ 21-02-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةبيئة
شارك:


مستحضرات التجميل المضادة للتلوث قفزة نوعية او تقدم وهمي؟

باريس - أ ف ب

تزيد شركات تصنيع المستحضرات التجميلية من منتجاتها المضادة للتلوث بالرغم من غياب اختبارات معيارية تثبت فعالية جهودها في هذا المجال.
وظهرت صيحة المستحضرات التجميلية بمنافع "مضادة للتلوث" بداية في منطقة آسيا المحيط الهادئ قبل عقد من الزمن لكن "نطاقها بدأ بالتوسع قبل سنتين أو ثلاث"، بحسب شارون كويك المحلل لدى مجموعة "مينتل" للأبحاث في سنغافورة.
وفي العام 2016، كانت هذه الفئة من المنتجات تمثل 1 في المئة من مستحضرات التجميل المسوقة على الصعيد العالمي، غير أن كويك يتوقع لها مستقبلا واعدا.
وتؤكد مايرا كورونادو روبليس المحللة لدى "يورومونيتور" إنها "فئة من منتجات العناية البشرة التي يتوقع لها أن تدوم".
وهي توضح في تصريحات لوكالة فرانس برس أن "المستهلكين باتوا يعون أكثر آثار تلوث الهواء على البشرة والمظهر، وهذا ما يدفع الطلب على هذا النوع من المنتجات في العالم".
وكشفت شركة "نوسيبيه" لتوزيع مستحضرات التجميل في فرنسا عن تسجيل ازدياد في مبيعات هذه المنتجات العام الماضي، لا سيما حين يصل التلوث إلى أعلى مستوياته.
وقد خاضت أغلبية الماركات الكبرى هذا المجال، من "ديور" التابعة لمجموعة "ال في ام اتش" إلى "شانيل" مرورا باليابانية "سيشيدو" و"كلينيك" (مجموعة "إيستي لودر") و"كلارينس" و"لوريال" مع ماركاتها "لانكوم" و"فيشي" و"لا روش بوزي" أو "سكينسوتكلز".
وفي العام 2015، نشرت "لوريال" خصوصا دراستين علميتين عن آثار التلوث على البشرة التي سجلت عند مئات النساء اللواتي تطوعن لهذا المشروع في المكسيك والصين.
وتلخص بريجيت ليبرمان المديرة العامة لقسم "كوسميتيك أكتيف" في "لوريال" الوضع على النحو الآتي "أظهرت الدراستان أن التلوث يزيد من إنتاج المواد الدهنية، ما قد يؤدي مثلا إلى بروز المزيد من الرؤوس السوداء والعيوب. ويزيد التلوث من حساسية البشرة ويضعف الحاجز الواقي ويفاقم من المشاكل الجلدية الموجودة أصلا".

مسألة معقدة

وبينت دراسات أخرى أن الأشعة فوق البنفسجية "ألف" هي عامل يفاقم آثار التلوث على البشرة، بحسب ليبرمان.
ولهذا السبب تدمج المستحضرات المضادة للتلوث مزايا واقية من الأشعة فوق البنفسجية المعتمدة عادة في كريمات الوقاية من الشمس ومضادات الأكسدة المعروفة بقدرتها على لجم آثار الشيخوخة.
وتقر إيمانويل مواران المديرة العلمية في فرع "كلينيك" في أوروبا "ما من ابتكارات كبيرة في ما يخص المكونات، لكن يتم استخدام هذه المواد بطريقة تعزز فعاليتها مع مزج مضادات الأكسدة بعناصر ترمم الحاجز الجلدي وتحمي من الأشعة فوق البنفسجية ... كما أن الوصفات باتت أكثر تطورا واستهدافا".
لكن ما من معايير موحدة حاليا لإثبات فعالية هذه المنتجات، فكل ماركة تبني مواصفات منتجاتها على أدواتها الخاصة للاختبار.
من ثم، ليس المصنعون في وضع يسمح لهم "بتأكيد مستوى الحماية من التلوث الذي تقدمه منتجاتهم للمستهلكين"، إلا في ما يخص الحماية من أشعة الشمس التي لها مؤشرات محددة، بحسب كورونادو روبلس.
وتعتبر سيلين كوتو الأستاذة المحاضرة في علم مستحضرات التجميل في كلية الصيدلة في نانت (غرب فرنسا) أن "القطاع استعجل الأمور"، مشيرة إلى أن بعض المصطلحات المستخدمة للترويج لهذه المنتجات "مبالغ به كثيرا".
وتقول ماري-إيلين لير مديرة التواصل العلمي في "كلارينس" من جهتها "لا نزال في بداياتنا في مجال مكافحة التلوث... ومن المعقد تقديم بروتوكولات موحدة تنسحب على العناصر المضرة بالبشرة كافة".
وتختم ليبرمان من "لوريال" بالقول "نناقش المسألة لكن لم نصل بعد إلى أي معايير عامة... نستخلص العبر تدريجيا ونتقدم رويدا رويدا ونضع هذه الإنجازات في متناول أكبر عدد من المستهلكين".



أضف تعليق