المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تتأهب لمواجهة الطقس المتطرف وتغير المناخ في آسيا
أبو ظبي - المنظمة العالمية للأرصاد الجوية
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الأحد (19 فبراير/ شباط 2017) أن عوامل تغير المناخ والتدهور البيئي والزيادة السكانية والتوسع الحضري تضع ضغوطاً على الإمداد بالمياه في أنحاء كثيرة من المنطقة الآسيوية، وتؤدي إلى تزايد تعرض المنطقة للطقس القاسي وغيره من المخاطر.
والاتحاد الإقليمي لآسيا التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، والذي سيعقد مؤتمره الذي يُعقد كل أربع سنوات، في الفترة 16-12 فبراير/ شباط ، سيبحث كيفية مواجهة هذه التحديات. وسينصب تركيز الاجتماع، الذي تستضيفه حكومة الإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي، على بحث سبل تدعيم خدمات الطقس والمناخ والماء والبيئة لمواكبة التطور الحثيث في الاحتياجات.
ويضم الاتحاد الإقليمي لآسيا 35 بلداً عضواً تقع في مناطق جغرافية ومناخية متنوعة. فنطاق الإقليم يمتد من المنطقة القطبية الشمالية إلى خط الاستواء، بما يشمل أعلى جبال وأدنى سهول ساحلية وجزر في العالم. وتضم هذه المنطقة دولاً ذات كثافة سكانية عالية ومدناً مكتظة بالسكان وصحارى شاسعة ومناطق ريفية نائية.
ذوبان الأنهار الجليدية يزيد من المخاطر، مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية
يتعرض الإقليم لمجموعة كبيرة من المخاطر الطبيعية: الأعاصير المدارية وعرام العواصف؛ موجات الحرارة والبرودة؛ الجفاف وحرائق البراري؛ هطول غزير وفيضانات وانهيارات أرضية؛ عواصف رملية وترابية. ومن دواعي القلق الرئيسية أيضاً تلوث الهواء.
وقد أعلن الأمين العام للمنظمة ، بيتيري تالاس، أن "2016 كان أحر عام مسجل، فقد شهد درجات حرارة تجاوز حتى درجات الحرارة العالية بشكل غير عادي المشهودة في 2015 بسبب تضافر عنصري تغير المناخ الطويل الأمد وظاهرة النينيو القوية،".
وأضاف قائلاً "ثمة أدلة متزايدة تشير إلى أن احترار كتل الهواء في المنطقة القطبية الشمالية وتقلص الجليد البحري يؤثران على دوران المحيطات والتيار النفاث، ويحدثان اضطرابات في أنماط الطقس في خطوط العرض المنخفضة في آسيا. ويرتبط ذوبان الأنهار الجليدية بمخاطر من قبيل الفيضانات والانهيارات الأرضية، على المدى القصير، وبالإجهاد المائي للملايين من السكان، على المدى الطويل،".
القطس القاسي
واستطرد السيد تالاس "وقد تعرضت البلدان في المنطقة الآسيوية في العقود الماضية لزيادة حدة ووتيرة ظواهر الطقس والمناخ ... ولم يكن عام 2016 استثناءً من هذا الاتجاه".
وقد شهد كل من الهند والعراق وجمهورية إيران الإسلامية والكويت درجات حرارة قصوى تتجاوز 50 درجة سلسيوس الصيف الماضي. كما شهدت أجزاء أخرى من آسيا موجات حرارة. وشهد حوض نهر يانغتسي أكبر فيضانات صيفية منذ عام 1999، تسببت في خسائر جمة تُقدر بمبلغ 14 بليون دولار أمريكي. هذا، وقد أدت الفيضانات والانهيارات الأرضية في سري لانكا إلى نزوح مئات الآلاف من السكان. وعلى النقيض، عانت أجزاء في الهند وجنوب شرق آسيا الجفاف.
وألمّ إعصار التيفون ليونروك (Lionrock) بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وأدى إلى فيضانات مأساوية. كما شهدت الصين واليابان وجمهورية كوريا اضطرابات وخسائر اقتصادية جراء عدد من الأعاصير المدارية.
وجاءت أعتى موجة برودة في عام 2016 في أواخر يناير/ كانون الثاني في آسيا، إذ انخفضت درجات الحرارة إلى قيم متطرفة، وامتدت هذه الموجة جنوباً من شرقي الصين حتى تايلند. وكان الغطاء الثلجي الخريفي فوق المعتاد في الأجزاء الأوروبية من روسيا وفي كازاخستان.
التنبؤات والإنذارات على أساس الآثار والمخاطر
سيبحث الاجتماع أفضل الوسائل لدعم تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، والتحول المرتبط بذلك نحو اقتصاد منخفض الكربون، بما في ذلك من خلال تقديم خدمات مناخية موجهة لقطاعات الطاقة والماء والنقل والصناعة والزراعة واستغلال الأراضي.
كما سيُطرح على بساط البحث تحسين النظم العالمية لرصد الطقس والمناخ والنظم العالمية للمعلومات الخاصة بالطقس والمناخ، بما في ذلك في منطقة جبال الهيمالايا المعروفة باسم "القطب الثالث".
وسيناقش الاجتماع أيضاً المبادرات الرامية إلى تحسين عمليات جمع البيانات الهيدرولوجية لتحسين إدارة موارد المياه، وكذلك إدارة الجفاف والفيضانات، والتنبؤ بالفيضانات الخاطفة.
ويتضمن جدول الأعمال مناقشة سبل تطوير التنبؤات التقليدية بالطقس لتصبح تنبؤات وإنذارات على أساس الآثار والمخاطر، وكذلك مناقشة كيفية توسيع نطاق هذه التنبؤات للتعامل مع المخاطر المتعددة، وكيفية إدراج هذه التنبؤات في إطار تخطيط مشترك لتعظيم الفوائد.
وأشار تالاس إلى أن "المسئولية الرئيسية التي تضطلع بها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) هي تقديم تنبؤات وإنذارات دقيقة وفي حينها. لكن الحكومات والقطاعات الاقتصادية وجموع الشعب يحتاجون إلى معرفة آثار هذه المخاطر الجوية على الأرواح والممتلكات والاقتصاد لاتخاذ الإجراءات المناسبة،"
وواصل حديثه قائلاً "إن التنبؤات والإنذارات بالمخاطر المتعددة والقائمة على الآثار معقدة وتتطلب التخطيط وإقامة شراكات على مستويات كثيرة ومع عدد كبير من الهيئات الحكومية والأطراف المعنية، من قبيل مديري حالات الكوارث والمخططين الحضريين والهيئات التعليمية والصحية،"
وأضاف "لا بد من رفع مستوى قدرات أعضاء المنظمة (WMO) وتدعيمها بشكل مستمر للتمكن من تقديم خدمات جديدة على النحو اللائق، يستأنس بها صانعو القرارات في اتخاذ إجراءات يومية وإجراءات تمتد على نطاقات زمنية أطول بكثير."
وسيُعقد قبل اجتماع الاتحاد الإقليمي الثاني لآسيا مؤتمر مدته يومان بشأن إدارة مرافق الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا. ويعرض المؤتمر التجارب الوطنية والأولويات الإقليمية. وتستضيف حكومة الإمارات العربية المتحدة كلا الاجتماعين.