"بوسطن كونسلتينج": استغلال فرص التحول الرقمي حاجة ملحة للقطاعات التقليدية
مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب
ذكرت مجموعة "بوسطن كونسلتينج جروب" الشركة عالمية رائدة في الاستشارات الإدارية واستراتيجيات الأعمال في بيان لها أن استغلال فرص التحول الرقمي حاجة ملحة للقطاعات التقليدية.
وفيما يلي نص البيان:
تخطت الثورة الرقمية حدود التكنولوجيا لتشمل كافة القطاعات الاقتصادية بما في ذلك مجالات الصناعة، والنقل، والطاقة، والرعاية الصحية والإنشاءات والتي تشكل جزءاً هاماً من الاقتصاد العالمي، حيث تشكل الصناعة 12% من اجمالي الناتج المحلي الأمريكي بحسب البنك الدولي.
تشكل هذه الثورة فرصة وتهديداً في آن واحد، وللاستفادة من الفرص التي تقدمها، على الشركات العاملة في هذه القطاعات أن تحذو حذو الشركات في قطاعات الإعلام التكنولوجيا والتجزئة من خلال إجراء تغييرات سريعة، وطرح العديد من المبادرات التقنية بتكاليف منخفضة، وإنهاء المشاريع المتعثرة على وجه السرعة، والالتزام بالتحول الرقمي الدائم، المتمثل في تغيير استراتيجياتها، ونماذج أعمالها ونماذجها التشغيلية بشكل جذري ومستمر للبقاء في الطليعة.
وتعد هذه الأفكار جزءاً من تلك التي يستعرضها الكتاب الالكتروني الجديد التحول: تحقيق الأداء المذهل وتعزيزه، الذي أصدرته مجموعة كونسلتينج جروب مؤخراً. ويتناول الكتاب نشاط الشركة في أكثر من 400 عملية تحول نتج عنها تخفيض للتكاليف بمعدل سنوي بلغ حوالي 340 مليون دولار أميركي من خلال تطبيق مبادئ رفع كفاءة رأس المال، وخفض التكاليف، وزيادة العائدات، وتحسين كفاءة المؤسسة.
عوائق عديدة تواجه التحول الرقمي تشمل الأنظمة القديمة والثقافة الجامدة الموجهة بالعمليات.
يقول شريك أول لمجموعة كونسلتينج جروب وأحد محرري هذا الكتاب الالكتروني، لارس فايست : "إن التقنيات والنهج الرقمية لم تعد حكراً على قطاعات التكنولوجيا، والإعلام والبيع بالتجزئة بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من جميع قطاعات الأعمال. تستطيع الشركات العاملة في الكثير من المجالات، من خلال العديد من الابتكارات التقنية التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات المتقدمة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، القيام بالكثير من الأشياء الرائعة وخلق مستويات جديدة من القيمة".
إلا أن العديد من الشركات العاملة في قطاعات مثل الطاقة، والنقل، والرعاية الصحية ما زالوا ينظرون الى التكنولوجيا بمنهجية قديمة غير متجددة تضعهم تحت خطر الإهمال ومن ثم الاندثار.
وفي هذا الإطار قال شريك أول لمجموعة كونسلتينج جروب وأحد محرري هذا الكتاب الاكتروني ، جيم هيميرلينغ : "يبدو الأمر غريباً، كيف ان هذه القطاعات لا زالت متحجرة في مواجهة التحول الرقمي وما زالت مرتكزة على ثقافة التوجيه، وتعتمد على نشاط مصادر التخطيط المؤسسي كمراجع لتشغيل شركاتها وهو عمل يتطلب خمس سنوات منذ الانطلاق وحتى النهاية. إلا أن مثل تلك الشركات التي لا تتفاعل باتجاه التحول الرقمي ستواجه مخاطر متمثلة بهدر المال والوقت."
الشركات الناجحة تخوض أربع خطوات للانتقال إلى العالم الرقمي:
إن القطاعات الرائدة مدعوة الآن للتحول باتجاه إطلاق منتجات وخدمات رقمية ورقمنة عملياتها الداخلية حتى وإن كانوا يشعرون بعدم الجاهزية. حيث يرى فايست بأن: "الشركات الخبيرة تشعر بالراحة عند اتخاذ قرارات سليمة في جو تسوده الضبابية وعدم التيقن، لقد قامت بإطلاق مشاريع دون أن تكون على دراية فعلية بالنتائج التي ستسفر عنها، لقد اتبعت هذه الشركات مبدأ "الفشل السريع بأقل تكلفة" وذلك من خلال اعتمادهم على الاختبارات الرائدة السريعة والنماذج الأولية التي يستطيعون الحصول عليها وتجربتها بشكل سريع ومن ثم اعتمادها أو إهمالها".
وفقاً لفايست وهيميرلنغ، إن الشركات التي نجحت في نهج المحاولة والفشل فيما يتعلق بالتحول الرقمي اتبعت أربع خطوات هي:
· تثقيف انفسهم وتأسيس خط انطلاق لاستخدامهم للتقنيات الرقمية.
· إيجاد خطط سريعة وذكية مخصصة في معظمها لمشاريع تقنية. هذا الأمر يتطلب جهوداً بسيطة على المدى القصير فحسب. تتميز الشركات الناجحة بإتباعها لخطط خاصة تمكنها من إيجاد محفظة من المشاريع الموجهة على بعض القطاعات الرئيسية حيث يمكن للتكنولوجيا لعب دور ريادي في خلق تغييرات تطال: تجارب العملاء، ومنتجات بتصور جديد كلياً، والخدمات، ونماذج الأعمال وإعادة هندسة عمليات الأعمال.
· أهمية المرونة في تسريع التحول الرقمي. أطلقت الشركات التي نجحت في تحقيق تحولها الرقمي، مشاريع رائدة متعددة في آن معاً. لم يكن الكمال هو الهدف وإنما إيجاد منتجات بنوعية جيدة مع القليل من المزايا التي تجعلها صالحة للاستخدام. وتكون معظم التطبيقات بسيطة عند إطلاقها، ثم يتم من بعد ذلك إضافة المزايا والمواصفات بحسب متطلبات العملاء وحاجاتهم.
التحول الرقمي للمؤسسة. وذلك من خلال زيادة القدرات عن طريق منظومة الشركاء أو من خلال خلق حاضنات خارجية عن طريق المشاريع المشتركة أو عمليات الاستحواذ.
يعتبر التحول الرقمي في المؤسسات أساساً لتحقيق النجاح الرقمي، ويشير الكتاب الإلكتروني إلى بنك عالمي تمت إعادة تنظيمه على هيئة عدد من الشركات الناشئة الصغيرة لإطلاق مجموعة من الخدمات الرقمية لعملاء محددين بشكل دقيق، وشركة من شركات تصنيع السيارات التي قسمت إدارة تقنية المعلومات بها إلى قسمين: الأول عبارة عن وحدة تقليدية لدعم الحوسبة القديمة، والثاني يشكل منصة سريعة التحرك تستخدم الأدوات الرقمية لدعم المبادرات الجديدة للعملاء.
على عملية التحول الرقمي ككل عمليات التحول الأخرى أن تكون جاهزة للاستخدام فورا اعتمادها.
وفقاً للمحررين، على كافة التحولات أن تكون جاهزة للاستخدام. وعلى جميع القطاعات الاقتصادية ومن ضمنها التكنولوجيا، والبيع بالتجزئة والإعلام، التي يبدو بأنها تمتلك قدرات رقمية خاصة، أن تمضي قدماً باتجاه التحول الرقمي. حيث يرى هيميرلنغ بأن: "عملية التحول الرقمي لم تعد مجرد مشروع يمكن مقاربته لخفض التكاليف، إن منهج التغيير وحدة الثورة تتطلب وجود قدرة عالية على التنافس، تحتاج الشركات اليوم لأن تجعل التحول الرقمي جزءاً من ثقافتها، وهم أيضاً بحاجة للتركيز على الموظفين والتكنولوجيا في آن للتأكد من استمرارية تعلم موظفيهم وتطوير الكفاءات والمهارات الضرورية ليكونوا أكثر فاعلية في البيئة الرقمية. تتميز الشركات الناجحة بإدارتها لعدة مشاريع رقمية قيد التنفيذ في آن واحد بحيث يمكنها استخدامها معاً في عملية التحول الرقمي الشاملة. إن التحول الرقمي هو من أهم جوانب التحول التي على القادة المشاركة فيها بشكل دائم".