بالفيديو ... «صهاريج الأمطار» تحيل «قـَرَاح» السواحل إلى «سَقي»... وبيئيون: هذه مياه ملوثة
كرباباد - عبدالله حسن
رصدت «الوسط» صهاريج الأمطار وهي ترمي المياه في ساحل كرباباد الذي يعتبر من أكثر السواحل التي يرتادها العامة في البحرين. وكانت المياه التي ترميها الصهاريج في الساحل غير نقية ولونها مائل للأسود وتخرج منها رائحة شبيهة بروائح المجاري. وجاء ذلك بعد أن صرحت وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، بأن هذه المياه نظيفة وغير ملوثة ولا تشكل ضرراً على العامة.
وذكر الناشط البيئي وأخصائي الأحياء عبدالقادر سعيد أن المياه التي ترميها الصهاريج في الساحات والسواحل العامة من المؤكد أن بها نسبة من التلوث ولكن وزارة الأشغال ليس لديها خيار بديل في ظل القدرة الاستيعابية المحدودة لمحطة توبلي. مبيناً «في حال كانت هذه المياه هي مياه أمطار فلا مشكلة من رميها في البحر إذا ما عرفنا أن شبكات تصريف هذه المياه تنتهي برميها في البحر أيضاً. أما إذا كانت ملوثة فينبغي التحقق من نسبة تلوثها والمواد الملوثة بها وبناء موقف على النتيجة كي لا تدمر بيئة المكان الذي ترمى فيه».
من جهته، أوضح الناشط البيئي سعيد منصور أن المشكلة تكمن في عدم وجود مكب مخصص للنفايات السائلة بالبحرين.
«صهاريج الأمطار» تحيل «قـَرَاح» السواحل إلى «سَقي»... وبيئيون: هذه مياه ملوثة و«الأشغال» ليس لديها بديل
كرباباد - عبدالله حسن
واصلت الصهاريج تفريغ مياه الأمطار في الأماكن العامة، وهذه المرة رصدت «الوسط» هذه الصهاريج وهي تُفرغ المياه في السواحل، وبالتحديد في ساحل كرباباد الذي يعتبر من أكثر السواحل التي يرتادها العامة في البحرين. وكانت المياه التي ترميها الصهريج في الساحل غير نقية ولونها مائل للأسود وتخرج منها رائحة شبيهة بروائح المجاري. وجاء ذلك بعد أن صرحت وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، بأن هذه المياه نظيفة وغير ملوثة ولا تشكل ضرراً على العامة.
وتحدث إلى «الوسط» مرتادو الساحل بغضب، رافضين ما تقوم به الصهاريج، ومعتبرين هذه المياه ملوثة ومختلِطة مع مياه المجاري. مشيرين إلى أن هذا المشهد أصبح يتكرر بشكل كبير في الكثير من السواحل، متسائلين عن دور المجلس الأعلى للبيئة للحد من هذه السلوكيات التي بلا شك تؤثر على البيئة سواء البيئة البحرية أو البرية. وأكدت المواطنة (أم عبدالله) أن المياه تخرج منها رائحة المجاري وأنها بدأت تكره ملامسة مياه البحر، مبينة «لن أسمح لأبنائي أيضاً بالدخول إلى الساحل كما يفعلون دائماً عندما نأتي. فكل يوم منذ سقوط المطر، تأتي هذه الصهاريج وتملأ الساحل بالمياه الملوثة. أنا لست خبيرة بيئية ولكنني أعتقد أن هذه المياه تؤثر سلباً على البيئة وعلى الأحياء البحرية. وبلا شك تؤثر على الإنسان».
هذا، وذكر الناشط البيئي وإخصائي الأحياء، عبدالقادر سعيد أن المياه التي ترميها الصهاريج في الساحات والسواحل العامة من المؤكد أن بها نسبة من التلوث ولكن وزارة الأشغال ليس لديها خيار بديل في ظل القدرة الاستيعابية المحدودة لمحطة توبلي. مبيناً «في حال كانت هذه المياه هي مياه أمطار فلا مشكلة من رميها في البحر إذ ما عرفنا أن شبكات تصريف هذه المياه تنتهي برميها في البحر أيضاً. أما إذا كانت ملوثة فينبغي التحقق في نسبة تلوثها والمواد الملوثة بها وبناء موقف على النتيجة كي لا تدمر بيئة المكان الذي ترمى فيه».
من جهته، أوضح الناشط البيئي سعيد منصور أن المشكلة تكمن في عدم وجود مكب مخصص للنفايات السائلة بالبحرين. مؤكداً أن المياه التي ترمى في الساحات والسواحل العامة لابد أن تكون بها نسبة من التلوث وخاصة أن الكثير منها فائض من قنوات الصرف الصحي. ونوه إلى أن «ما يحدث حالياً هو أن الصهاريج تقوم بنقل مشكلة برك المياه من مكان لمكان آخر، فتنقل معها التلوث والأمراض المتواجدة في الموقع الأول. وأكبر خطأ تفعله هو أنها تنقل المشكلة لموقع يزيد تأثيرها السلبي بعد أشهر. كرمي المياه في السواحل أو قرب الأحياء السكنية. ومثالاً على ذلك رمي المياه في وادي البحير، فمن خلال تجربة سابقة ومشابهة، فقد ظهرت نتائج خطيرة وسببت مشاكل كثيرة لأهالي البحير، إذ انتشرت الحشرات والقوارض في منازلهم وكذلك ظهرت بعض الأمراض، ومن المتوقع الآن أن يتكرر المشهد».
وعن رمي المياه في السواحل، أفاد منصور بأن «هذا خطأ بلا شك، ويمهد لتكون بيئة طمي، وهذه البيئة لها تأثير سلبي على البيئة البحرية وأحيائها، وكذلك على رواد السواحل في حال دخولهم المياه. وأتساءل لماذا لا ترمى هذه المياه الملوثة في مناطق بعيدة عن الأحياء السكنية وفي سواحل أيضاً بعيدة عن التي يرتادها الناس. ويكون ذلك بشكل مؤقت لحين إيجاد البديل. وطبعاً غياب البديل هو المشكلة الأساس، فما يحدث هو نتيجة غياب التخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية في كيفية التعامل مع النفايات الصلبة والسائلة وطرق الاستفادة منها أسوة بدول العالم المتقدمة. فلابد من الاطلاع على تجارب هذه البلدان والاستفادة منها كي لا تتكرر هذه المشاكل».
يُذكر أن وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني أوضحت في بيان صحافي أنها تقوم بعملية شفط مياه الأمطار من الشوارع والمناطق الداخلية وتفريغها - في بعض الأحيان - في الساحات المفتوحة، وذلك لضمان سرعة التفاعل مع المواطنين والمقيمين من خلال البلاغات التي يتم تسلمها، مؤكدة أن ذلك لا يشكل ضرراً أو تأثيراً سلبيّاً على العامة وأنها مياه نظيفة غير ملوثة.