اليوم... افتتاح أول مشروع عقاري لمجموعة ترامب في دبي منذ انتخابه رئيساً
دبي - أ ف ب
في شوارع رئيسية في دبي، على واجهات فنادق ومباني، وعلى طريق الشيخ زايد المحوري في الامارة الخليجية، تعلن لوحات ضخمة عن افتتاح نادي غولف تديره مجموعة ترامب العقارية المالية التي اسسها الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وتمهد هذه اللوحات الاعلانية لحفل افتتاح رسمي مساء اليوم السبت (18 فبراير/ شباط 2017) لـ "ترمب انترناشيونال غولف كلوب دبي" يحضره نجلا الرئيس الاميركي، اريك ودونالد الابن، في اول مشروع عقاري علني للإمبراطورية التي اسسها والدهما منذ تسلمه الرئاسة في كانون الثاني/يناير.
وبحسب منظمي الحفل، سيتم حظر ادخال كاميرات التصوير وآلات التسجيل الصوتي الى موقع الحدث، بينما سيجري تفتيش اغراض المدعوين وبينهم عدد من الصحافيين عند بوابات الدخول.
ورغم ان اتفاق بناء النادي الفخم الذي قامت بتنفيذه مجموعة "داماك" العقارية يسبق انتخابات العام الماضي، الا ان إطلاق المشروع يتزامن مع الجدل القائم في الولايات المتحدة حيال تضارب المصالح مع مسئوليات الرئيس في البيت الابيض.
لا يجبر القانون الاميركي الرؤساء على التخلي عن استثماراتهم او اعمالهم، والتداخل بين الثروات الخاصة والسياسة ليس بجديد على الحياة السياسية في الولايات المتحدة.
لكن ارتباطات ترامب بحكومات ورجال اعمال تنفيذيين كبار أثارت اسئلة حيال دستورية هذه العلاقات وما اذا كانت تشكل مادة بحث جدية بالنسبة الى الجهاز الحكومي للأخلاقيات.
وكان الرئيس الاميركي أعلن الشهر الماضي تخليه عن ادارة شركاته طوال ولايته الرئاسية لتجنب تضارب المصالح مع مسئولياته في البيت الابيض.
كما اكدت مجموعة ترامب التي تضم فنادق ومباني فخمة وملاعب غولف في انحاء العالم أنّها لن توقّع أي عقد في الخارج طوال ولاية ترامب الرئاسية وستنهي العقود التي يتم التفاوض في شأنها حالياً.
لكن رغم ذلك، لا يبدو ان ترامب تخلى تماماً عن مصالحه التجارية كما طلب منه الجهاز الحكومي للأخلاقيات.
بين فرانكلين وترامب
في 23 يناير/ كانون الثاني ، تقدمت منظمة "مواطنون من أجل المسئولية والأخلاق في واشنطن" المعروفة باسم "كرو" بدعوى قضائية ضد ترامب تتهمه فيها بخرق الدستور من خلال قبول تحويلات مالية ومنافع من حكومات أجنبية قبل نيل موافقة الكونغرس على ذلك.
واستندت المنظمة الحقوقية التي تراقب الالتزام بالمعايير الأخلاقية وبالشفافية المهنية الى بند في الدستور يمنع المسئولين الحكوميين من الحصول على منافع او هدايا من حكومة اجنبية.
وقد تم ادخال هذا البند في اعقاب قبول الرئيس الاميركي بنجامين فرانكلين هدية من الملك الفرنسي لويس السادس عشر.
وقبيل الدعوى القضائية، أعلن ترامب حين كان لا يزال رئيساً منتخباً خلال مؤتمر صحافي أنه رفض صفقة بقيمة ملياري دولار في دبي بعيد انتخابه.
وقال ترامب "عرضت علي نهاية الأسبوع الماضي صفقة بقيمة ملياري دولار في دبي مع (...) متعهد كبير من الشرق الأوسط"، مضيفاً رغم ذلك "لم أكن ملزماً برفض العرض، لكنه يتحتم علي كرئيس تفادي التضارب في المصالح ".
ولا يثير افتتاح نادي الغولف في دبي اسئلة حيال تضارب المصالح فقط، بل يتعدى ذلك ليطال مسألة مقاربة ادارة ترامب لعلاقاتها مع الدول ذات الغالبية المسلمة، وبينها دولة الامارات العربية المتحدة.
وتسببت علاقات ترامب التجارية برجل الاعمال الاماراتي حسين سجواني، رئيس مجلس ادارة "داماك" الذي تقدر ثروته بنحو 3،2 مليارات دولار، بجدل خلال الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري.
"دونالد دبي"
أثناء الحملة، دفعت دعوات ترامب الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة رجال اعمال في منطقة الشرق الاوسط الى انتقاده ومراكز تجارية كبرى الى سحب منتجات شركات ترامب منها.
لكن مجموعة "داماك" العقارية تجنبت التعليق على تصريحاته واكدت ان مشروع نادي الغولف الذي يضم ملعبا يشمل 18 حفرة صممه مهندس نوادي وملاعب الغولف الشهير غيل هينس، سيتواصل.
وفي تسجيل فيديو نشر على موقع يوتيوب عام 2014، ظهر ترامب في ملعب للغولف برفقة سجواني، وابنته ايفانكا ترامب.
وفي 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد اسبوعين من فوز ترامب بالانتخابات، نشر سجواني على حسابه في انستغرام صورة للثلاثة في ملعب للغولف ايضاً.
وسجواني الذي تطلق عليه مجلة "فوربس" المالية" لقب "دونالد دبي"، حصل بدوره على تحية من ترامب لدى استضافته مع عائلته في حفل اقامه الرئيس الاميركي في أحد نواديه في فلوريدا نهاية العام الماضي.
والامارات ليست من بين الدول السبع التي حظر الرئيس الاميركي دخول مواطنيها الى الولايات المتحدة قبل ان تعلق المحكمة مرسومه.
وفي الاول من فبراير اعتبر وزير خارجية دولة الامارات الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان ان مرسوم ترامب "سيادي" وغير موجه ضد الاسلام.