بالصور ... شاب يجمع حليب البقر ويصنع التمور: العمل بالطرق التقليدية يُحصِّنها من الضياع
سند - أمير هلال
استضافنا في مزرعته في منطقة سند، وأخذنا في جولةٍ بين حظائر الأبقار والماعز، وعرّفنا على كل ما تحتويه المزرعة من أشجار النخيل واللوز والطماطم، إضافة إلى محميات الطيور، كالدجاج والعصافير والحمام.
وعند كل محطة نقف فيها، يعرّفنا، هذا الشاب العشريني، على كيفية التعامل مع الماشية، سواءً عن طريق الحركة أو الإشارة أو الأصوات التي قلَّ من يستخدمها في هذا الزمن.
الشاب حسن الملا نموذج رائع ونادر للشاب البحريني، حافظ على طرق العمل التقليدية التي كان يستخدمها الأجداد في تربية المواشي.
ومن يوميات الملا الأساسية في المزرعة، هو جمع حليب الأبقار ومن ثم العمل على صناعة اللبن والروب البلدي.
ويقول الملا: "أجمع حليب الأبقار في كل يوم، حيث أقوم بحلب الأبقار بالطريقة التقليدية دون استخدام أي جهاز أو آلة حديثة."
واضاف "كانت لي تجربة مع آلة حلب الأبقار، لكن بعد استعمالها أحسست أنها تبعدني عن الطريقة التي تعلمتها من آبائي ما جعلني اركنها جانبا واعود إلى الطريقة التقليدية التي أحب العمل بها".
ويتابع الملا " بعد جمع الحليب الطازج من الأبقار وتصفيته مع عدم اضافة اي مادة من المواد الحافظة، أقوم بتعليبه في اكياس بلاستيكية استعداداً لبيعه، كما أقوم بتحويل الحليب إلى لبن، وكذلك اقوم بتحويله إلى روب بلدي طازج".
وعن سعر بيع الحليب الطازج قال الملا إنه يبيع الحليب الصافي بنصف دينار بحريني للكيلو الواحد كما بين أن سعر اللبن والروب لا يختلف بكثير عن سعر الحليب.
أما عن الطريقة العملية في انتاج الحليب واللبن والروب، فقد قال الملا: "تبقى من أسرار المهنة على رغم بساطتها".
من جانب آخر عرفنا الشاب الملا على كيفية صناعة التمور، وقال عنها إن العمل فيها شاق ومتعب، ولكن لابد من العمل فيه؛ لأننا في المزرعة بمجرد دخول فصل الشتاء نفتقد محصول الرطب، ولهذا يكون التمر هو البديل للرطب في فصل الشتاء.
وتابع أن العمل في صناعة التمور يحتاج الى مناخ معتدل، وأن تعرض التمر لدرجات عالية من الحرارة يعرضه للفساد، ويجعله غير صالح للاستعمال.
وأشار إلى أن من اسباب عدم نجاح صناعة التمور في البحرين بالطريقة التقليدية هو المناخ الحار الذي تتعرض له البحرين في فصل الصيف وخصوصا أننا لا نضيف أي مواد حافظة إليه، ولكن على رغم هذا، فاننا نقوم بجمع كميات لا بأس بها من التمر رغم قساوة المناخ.
وختم الملا بأنه على رغم تطور وانتشار الاجهزة التي تساعد على سرعة الانتاجية الا انه يرى في قرارة نفسه أن العمل بالطرق التقليدية التي تعلمها من آبائه هي الدافع الأكبر الذي تجعله يتمسك بها.