العدد 5274 بتاريخ 13-02-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


المهندي: "صرح الميثاق" يعد أكبر صرح في العالم يخلد هذا العدد من الأسماء ممن شاركوا بالذكرى الوطنية

المنامة - بنا

أكدت مدير عام صرح الميثاق الوطني خولة المهندي أن "صرح الميثاق" الذي تم تدشينه في أعقاب التصويت على "الميثاق الوطني" في مملكة البحرين يمثل ارادة شعبية حقيقية استمدت رؤيتها من قيادتها السياسية التي تؤمن بأن الاصلاح المتدرج في البلاد يمثل نهج حياة، ومبعث تفاؤل لمستقبل الأجيال القادمة، لا حياد عنه مهما كانت الظروف وهو ما تحقق خلال العهد الملكي الزاهر.

وأوضحت المهندي في مقابلة مع وكالة انباء البحرين (بنا) اليوم الثلثاء (14 فبراير/ شباط 2017) بمناسبة ذكرى التصويت على الميثاق الوطني ان هذا الحدث الوطني يشكل ركيزة في الذاكرة الوطنية والشعبية، على حد سواء، باعتباره يحقق تطلعات الشعب في البناء والاصلاح، واستكمال المسيرة، مشيرة الى "إن كل مناطق المملكة تحتفل بذكرى الميثاق الوطني لأحياء الذكرى العبقة، والتي سترسم بحروف من ذهب في جدار التاريخ، كما وتتذكر ذلك اليوم العظيم الذي اجمعت عليه ارادة الملك والشعب معاً لأجل بحرين المستقبل من أجل بحرين نحلم بها جميعاً".

وأضافت أن صرح الميثاق الوطني هو تذكير بيوم الميثاق وبمبادئه، فالميثاق يحمل العديد من المبادئ السامية ومن أهمها هي النقطة المفصلية في 14 فبراير 2001 حيث كان الاجتماع بين "القائد والشعب" على المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فهذه هي الركيزة الاساسية أن نجتمع جميعاً لأجلها فنحن نريد الإصلاح في بيوتنا ومدارسنا واماكن العمل والشوارع وفي كل مكان، أي هو خيار الجميع لأنه يمثل الحياة الفضلى.

وأوضحت المهندي انه في يوم الميثاق الوطني التقت إرادة شعب وقائده، في حلم واحد، وميثاق وعهد واحد في فكرة واحدة وهو المشروع الاصلاحي لجلالة الملك، فالإصلاح هو عملية مستمرة وليس حدثاً او فعلاً او فعالية تحدث بيوم واحد وتنتهي، فالعملية الاصلاحية عملية تراكمية طويلة جدّاً بدأها جلالة الملك في 14 فبراير 2001 وقد تمر عقود حتى نرى نتائج ذلك الإصلاح بالصورة التي نحلم بها لذلك فالمساعي التي نقوم بها اليوم هي الأساس لما يتحقق في المستقبل.

وأكدت مدير عام صرح الميثاق الوطني ان الصرح يمثل رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقصة شعب البحرين، وهو إهداء لجميع من كان لهم دور في بناء ماضي البحرين وحاضرها، ويذكرنا ايضا كل يوم بالأسماء التي نحتت على جدرانه وصوتت على الميثاق في 2001، بنسبة بلغت 98.4 في المئة، فهذه الاسماء تذكرنا بان شعبنا واحد تذكرنا بالعهد الذي عاهدنا الله عليه بذلك اليوم بأن نكون يداً واحدة ونسعى جميعاً من أجل مصلحة هذا الوطن.

وقالت: "جميعاً نفتخر ان الصرح أكبر صرح يخلد أسماء أشخاص في العالم بأسره، فلا يوجد حتى الآن معلم ثقافي وطني واحد في أي مكان من العالم يحوي أكثر من 220 ألف اسم منحوت ليُخلد بذلك اسم كل بحريني كان له الحق في الإدلاء بصوته بشأن الميثاق الوطني، ستظل الأسماء محفورة على جدران الصرح، وسيأتي الشباب عبر السنوات ليبحثوا عن أسماء آبائهم وأجدادهم ممن شاركوا في هذه المرحلة الديمقراطية المميزة من تاريخ البحرين".

وقالت المهندي أيضاً: "دائماً عاهل البلاد يحلم بوطن واحد يحتضن جميع أبنائه، فصرح الميثاق الوطني يذكرنا بذلك من خلال الزيارات للمعرض الرئيسي ونتوقف في محطات مهمة في الشخصية البحرينية في هويتنا وقيمنا في تلك المكونات الأساسية التي كانت سبب بناء أعرق الحضارات مثل (العهد الدلموني) مروراً بالعهد الإسلامي، وكيف أن انفتاحنا هو الذي أوصل إلينا نور الإسلام وذهبنا إلى الرسول (ص) نبايعه فمدحنا حينها".

وحول المبادئ السامية التي يحملها ميثاق العمل الوطني اكدت المهندي ان الصرح يخاطب الأم أو الأب والجد الذي يحتضن ذاكرة الوطن، ويحتضن الطفل والمراهق الذي نريد أن نعلمه ما هي هويتنا ومعنى أن تكون بحرينيّاً، لأننا جميعاً نشدد على معرفة شبابنا بقيمنا وتاريخنا وحضارتنا وفكرنا وتوجهاتنا الجامعة، ولعل أبرز ما يحتويه الصرح الذي أُنشئ تخليداً لذكرى الميثاق الوطني، هو أسماء جميع المواطنين الذين صوتوا على الميثاق حيث يستطيع الزوار مشاهدة تلك الأسماء منحوتةً على جدران الصرح بحسب الترتيب الألفبائي، كما يضم عدداً من قاعات العرض الرئيسة؛ التي تبرز مظاهر التراث الحضاري التي تزخر بها البحرين، وهي قاعة البحرين لؤلؤة الخليج، بوابة العالم، الإسلام والتسامح، كنوز البحر، وهج الصناعة، جسر النور، تحقيق الرخاء، العمل معاً، بحرين اليوم، صون النعمة، إلى جانب قاعات المحاضرات ومركز التعليم العائلي، الشعلة الخالدة واللوحات البرونزية (ساحة الفداء)، (البرج الليزري) والساعة الشمسية، النافورة البرونزية، الحدائق، المدرج الرئيسي.

وتعتبر المهندي صرح الميثاق يبرز شخصيتنا البحرينية المميزة والقيم التي توحدنا، حيث يحتوي على محطات رئيسية في تاريخ البحرين الحديث والمعاصر، والتي تساهم بشكل فعال في تعزيز قيم المواطنة والانتماء في نفوس الناشئة، كما أنه رسالة إلى الأجيال الجديدة التي ستحمل شعلة العمل والفكر لبناء البحرين وتحقيق نمائها في الحاضر والغد، كما يعبّر عن فخر واعتزاز شعب البحرين بتراثه العريق، وانتمائه العربي الإسلامي الخليجي الأصيل، وإنجازاته الرائدة.

وعن مساهمة صرح الميثاق الوطني في تعزيز الوطنية والانتماء للأطفال خلال زياراتهم أكدت مدير عام الصرح الوطني أن فئة الأطفال تعد من أكثر زوار الصرح لحرص إدارة صرح الميثاق الوطني على تعزيز قيم الاعتزاز والانتماء لديهم من خلال ما يوفره الصرح لهم من فرص للتعرف على القيم البحرينية الأصيلة عبر اللعب والمسابقات الموجودة والمعروضات التعليمية التوعوية في المعرض الرئيسي بصرح الميثاق الوطني، ومن خلال البرنامج المعد لكل زيارة من قبل قسم البرامج والزيارات بالصرح، فقد تم تخصيص 50 في المئة من برامج وزوايا الصرح للأطفال ضمن ألعاب تفاعلية وتعليمية وثقافية.

وقالت أيضاً: "يدخل الأطفال في تجارب مميزة كتجربة تحدي سباق الفورمولا 1، وكذلك الغوص والبحث عن اللؤلؤ والمخاطر التي يواجهونها من خلال لعبة تحدي الغوص التي يحاول فيها الطفل الفوز بلؤلؤة ثمينة واحدة، حيث تتجسد له من خلالها تجربة الغوص الحقيقية التي خاضها الأجداد وأسسوا حضارة الغوص العظيمة، على قيم الصبر والجلد والكفاح والإصرار والشجاعة والتعاون والإيمان العميق، ومن الوسائل التثقيفية الأخرى المحفزة للفكر في الصرح لعبة "ساعدني في العودة إلى بيئتي" التي تتنافس فيها ثلاثة فرق من الأطفال حول ثلاثة كائنات حية بحرينية ممثلة لبيئات البحرين الصحراوية والبرية وبيئة المياه العذبة لإعادة تلك الكائنات الحية المحلية إلى بيئتها الأصلية كي تحيا بسلام وبعيداً عن التهديدات والأخطار التي تواجهها الكائنات الحية، وتتدرج تجربة الاطفال في الصرح بين التعرف على معلومات أساسية مثل أصل كلمة "بحرين" وربط ذلك بقيم الفخر والاعتزاز والإحساس بالمسئولية وتحمل الأمانة، منطلقاً إلى معارف تراثية مثل صناعة السفن البحرينية وإرث الإنسان البحريني فيها ومهارات النوخذة والطواش والغواص ليتم التوقف عند ملامح مهمة للهوية البحرينية وعند الجهد العظيم الذي بذله الأجداد وشعب البحرين العظيم لتكون البحرين على ما هي عليه اليوم".

وأوضحت أن برامج صرح الميثاق الوطني التوعوية الهادفة للأطفال تتضمن مبادرات سنويّاً تزامناً مع المناسبات الشعبية مثل احتفالات "القرقاعون" والمناسبات الدينية والوطنية، والتي تعلم الأطفال عبر اللعب والمرح قيمنا البحرينية الأصيلة وتعزز لديهم القيم الأخلاقية والروحانية كقيم العطاء، والتعاون، وإطعام الطعام والترابط الاجتماعي للفرد والمجتمع، وأن الالتزام بهذه القيم من صفات المسلم الصغير وعلى الجميع التحلي بها ليصبح الخير أصيلاً في نفوسهم.

وبشأن الفعاليات التي تم تنظيمها في شهر الميثاق اكدت المهندي ان صرح الميثاق الوطني نظم في شهر فبراير مجموعة من البرامج تزامناً مع شهر الميثاق بدأها بمسرحية "وطني أمانة" التي عرضنا من خلالها دروساً تحثنا على الحفاظ على مكتسبات الوطن واحترام الآخر، فحريتك تقف عندما تبدأ بالتعدي على حرية الآخرين، وستكون هناك مسرحيات أخرى تحت العنوان ذاته. وقد تم تقديم العمل المسرحي من قبل متطوعي الصرح بعد العمل عليه لمدة شهرين متواصلين، تم خلالها عقد اجتماعات لدراسة سيناريو العمل وتوزيع الأدوار على المتطوعين، إضافةَ إلى تدريبات مستمرة للمتطوعين على تأدية المشاهد التمثيلية بالشكل الأفضل. كما رحب الصرح في شهر الميثاق بتواصل المؤسسات الوطنية وتعاونها لدعم الصرح لتحقيق الأهداف الوطنية وتكريم حافظات القرآن الكريم ونحن الآن نستعد لليوم الموعود، يوم الميثاق والذي سيتشرف الصرح بحضور جلالة الملك مثلما عودنا كل سنة وسوف تصاحبه مسيرات وطنية في شوارع الصرح بالإضافة الى العديد من المفاجآت الجميلة.


خولة المهندي


أضف تعليق