قلبا والديه يرنوان لصاحب الأيادي البيضاء خليفة بن سلمان مجدَّداً...
بالفيديو... كِلية الأب تشتاق لجواد... الطفل «بلا كليتين» ذي الأربع سنوات
مدينة حمد - حسن المدحوب
لو كان قادراً على أن يتحدث بمنطق الكبار لتساءل، هل الموازنة أهم من حياة طفل صغير عاش أربع سنوات، هي كل عمره، بلا كليتين؟، كلية والدي مشتاقة للالتصاق بجسدي، لعلَّها تهب لي حياة أعيشها كحال بقية الأطفال في وطني البحرين، فإلى متى أحرم منها؟.
لعلَّ هذا هو لسان حال الطفل جواد، الذي حرمه مرض «متلازمة الكلائية أو النفروز»، من كليتيه الاثنتين بعد ان تم استئصالهما، وهو في باكورة حياته، أما قلبا والديه، فمعلقان بقلب صاحب الأيادي البيضاء رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، بعدما تعبا من الأخذ والرد مع لجنة العلاج في الخارج، التي طرحت خيارات على الوالدين أحلاهما مرّ، كما يؤكد الأب.
«الوسط» ذهبت الى الطفل جواد في منزله في مدينة حمد، لتحدثه، فوجدناه طفلاً يكافح لا من أجل حياته هو، بل من أجل حياة والديه، الذين أتعبتهما الدنيا، ولكنهما كانا يقابلان آلامها بالأمل الكبير بالله، بأن آلام جواد ومعاناته، هذا الطفل الذي لم تتعدَّ سنواته الأربع، ستنتهي، حتى ولو كان الثمن أن يقدم الأب كليته له.
سألنا والده صادق شعبان، ألست خائفاً أو متردِّداً من ان تهب جواد كليتك؟، فأجاب بكل طمأنينة، أنا مشتاق لهذا اليوم أكثر من اشتياقي لأي شيء آخر، لقد حان الوقت لأن تتوقف عذابات جواد ومعاناته، لقد عانى جواد ما يكفي، وحان الوقت ان تنتهي معاناته.
قال لنا الوالد: «وُلِدَ ابني بشكل طبيعي وفي شهره الأول كان كثير الترجيع، وكنا نراجع المركز الصحي للتعرف على السبب الذي لم نستطع اكتشافه، ولما بلغ 35 يوماً أصيب بتشنج فبادرنا بأخذه لمجمع السلمانية الطبي الذي كشف إصابته بمتلازمة الكلائية أو النفروز».
وأضاف «متلازمة الكلائية أو النفروز الخلقية من الأمراض النادرة تظهر بعد فترة من الولادة وتتسبب بتسرّب البروتين من الدّم والخروج من الجسم، والذي يؤدّي بدوره إلى العديد من المشاكل الصحية».
وأردف «في البداية قال لنا الاطباء ان حالة ولدنا ميؤوس منها، ولكننا لم نتوقف عن البحث عن بصيص نور وسط عتمة ما كنا نسمعه من الاطباء في البحرين، ومع سعينا الحثيث وجدنا أن علاج المرض موجود، وبدأنا فيه متوكلين على الله، ومع العلاج أخذت حالة جواد تضعف لأن نموه بحاجة لمادة «الألبيومين» أو الزلال - وهو نوع من بروتينات الدم يقوم بدور مهم في تنظيم ضغط التناضح بين البلازما والخلايا الدموية وبين الدم والأنسجة المساعدة على النمو، لكن جسم جواد يفقدها مع الهرمونات والكالسيوم وغيرها من المواد».
وأكمل «بات جواد رهينة «الألبيومين» الذي يُعطى له على شكل محلول وريدي «سيلان» لمدة 7 أشهر، وكنا نتردد على السلمانية يوميّاً لأخذ العلاج وتتراوح مدة بقائنا هناك نحو 4 ساعات، الأمر الذي دفعنا للبحث عن علاج أفضل، فذهبنا الى طبيب في المملكة العربية السعودية يعالج حالات شبيهة، وكان تشخيص الطبيب صادماً لنا، حيث اقترح علينا استئصال كليتي جواد وحذرنا من استمرار الحالة على هذا الوضع الذي يتهدد إنهاء حياة ابننا بعد 3 - 6 أشهر».
وواصل الأب «درسنا الخيارات المتاحة فكان القبول بأحد الخيارين إما باستئصال الكليتين أو بقائهما، يهددان حياة ابننا، لكننا انحزنا بقوة لقرار يحفظ حياته، فقررنا منح جواد كلية جديدة والتخلي عن التالفتين، وأُجريت العملية في المملكة العربية السعودية وأُزيلتْ الكليتان وظل جواد تحت العناية المركزة مع جهاز تنفس صناعي لمدة 6 أشهر حتى استقرت حالته وعدنا به للمنزل، حدث كل ذلك في (فبراير/ شباط 2013)».
وأفاد «مع المتابعة مع الجهات الصحية في البلاد، تم فتح ملف جواد الصحي مع لجنة العلاج في الخارج، في مايو/ أيار 2015 ولحد الآن والموضوع يراوح مكانه، قبل قرابة عام، تمت الموافقة من قبل لجنة العلاج في الخارج على إرسال جواد لأحد المستشفيات المتخصصة والجامعية اما في فرنسا أو ألمانيا وتم نشر ذلك في الصحف اليومية ووسائل الاعلام، بعد ان اصدر الوالد سمو رئيس الوزراء توجيهاته بذلك، الا انه وبلا سبب واضح تم إبلاغنا بصعوبة إرسال جواد لهذه المستشفيات، على رغم حصوله على الموافقة من أحد المستشفيات الفرنسية التي تتعامل معه وزارة الصحة، بسبب التكاليف العالية، مع أن هذه ليست المرة الاولى التي تتعامل فيها وزارة الصحة مع هذا المركز، هي ومكتب العلاج في الخارج على علم تام بهذه التكاليف قبل إصدار الموافقة، وتم اقتراح مستشفى آخر في الدمام، وقد قمت بزيارة المستشفى المذكور ومقابلة الطبيب المختص، الا انني وجدت ان المستشفى حديث يفتقد الى الخبرة، وسجله لمثل هذه الحالات لا يزيد على ثلاث سنوات فقط، فضلاً عن انه تم اخباري بأن الكلية التي سوف اتبرع بها ستستمر لعمر افتراضي يتراوح بين 5 و10 سنوات فقط، بينما المستشفى الفرنسي ذو خبرة طويلة في مثل هذه الحالات، والعمر الافتراضي للكلية التي ستزرع لجواد ستستمر معه بين 15 و30 عاماً».
وختم الأب «نحن نحث لجنة العلاج في الخارج على تنفيذ ما أمر به سمو رئيس الوزراء بتوفير العلاج المناسب لابني جواد، وذلك يتم عبر علاجه في مركز متخصص وذي خبرة في مثل هذه الحالات».