العدد 5272 بتاريخ 11-02-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


ثورة البث التدفقي تغير المعادلة في جوائز "غرامي"

لوس انجليس-وكالات

أحدثت خدمات البث التدفقي تغيرا جذريا في قطاع الموسيقى، في منحى تؤكده هذا العام الترشيحات لجوائز "غرامي" الموسيقية العريقة التي توزع مساء اليوم (الأحد) في لوس انجليس.

فهذه المرة الأولى التي تخوض فيها أعمال موسيقية متوافرة حصرا لمستخدمي منصات البث التدفقي عبر الانترنت، غمار المنافسة لنيل هذه التكريمات الأهم في قطاع الموسيقى.

مغني الهيب هوب تشانس ذي رابر أكبر المستفيدين من هذه الثورة الرقمية إذ ان ألبومه "كولورينغ بوك" الذي صدر في مايو/ أيار عبر خدمة "آبل ميوزيك" ثم على منصات منافسة بينها "سبوتيفاي" السويدية الرائدة في القطاع.

هذا المغني البالغ 23 عاما والذي يجمع في أعماله بين موسيقى الغوسبل والراب، يشارك في المنافسة لنيل سبع جوائز بينها أفضل اكتشاف فني للعام.

وأوضح تشانس ذي رابر أنه لم يعتزم يوما طرح أعماله للبيع فراديا (أقراص مدمجة أو تحميل) إذ أن مصدر دخله الرئيس هو من الجولات الموسيقية.

وقال لقناة "ان بي سي" الأميركية "باتت هناك طرق كثيرة لصنع الموسيقى. اعتقد ان محاولة صنعها وفق نموذج بيع ألبومات بات من الماضي".

وأضاف "هذا الأمر يعطيني هامش تحرك أكبر للإبداع والنشر".

وقدمت منصات الاستماع الإلكتروني جرعة دعم لقطاع الموسيقى في ظل النمو الكبير الذي يشهده للمرة الأولى منذ ظهور الانترنت.

"هيمنة البث التدفقي"

وفي الولايات المتحدة، أكبر سوق عالمية للموسيقى، سجلت الاشتراكات في خدمات البث التدفقي إزديادا بنسبة فاقت الضعف في 2016 بحسب شركة "باز انغل ميوزيك".

وبالنسبة للاري ميلر مدير برنامج الاقتصاد الموسيقي في جامعة نيويورك فإن الانعطاف الذي سجلته هيئة "ريكوردينغ اكاديمي" القائمة على جوائز "غرامي" والتي تتسم عادة بطابع محافظ، من شأنه التشجيع على تقديم مزيد من الأعمال الحصرية عبر خدمات البث التدفقي.

وقال "هذا الأمر يمثل على الأرجح أحد أهم الأحداث على صعيد تثبيت بروز ان لم نقل هيمنة البث التدفقي كطريقة (...) لإيجاد الموسيقى أو سماعها".

وقد عرفت الألبومات الثلاثة الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة، وكلها مشاركة في المنافسة على جائزة أفضل ألبوم، استراتيجيات توزيع مختلفة.

ونشرت بيونسيه الأكثر ترشيحا هذا العام مع تسع فئات، في نهاية أبريل/ نيسان ألبومها غير المتوقع "ليمونايد" عبر منصة "تايدل" للبث التدفقي المملوكة لزوجها جاي زي.

وفي اليوم التالي، بدأ بيع الألبوم عبر متجر "آي تيونز" الالكتروني التابع لمجموعة "آبل" ثم طرح في الأسبوعين التاليين للبيع في الأسواق على شكل أقراص مدمجة. لكن العمل لم يطرح للاستماع عبر شركات منافسة لـ"تايدل".

كذلك طرح ألبوم "فيوز" لمغني الراب الكندي درايك بشكل حصري لمدة اسبوعين عبر خدمات "آبل" (البث التدفقي والمتجر الالكتروني)، في ضربة موفقة بالنسبة للشركة العملاقة في إطار مسعاها للترويج لخدمتها للبث التدفقي. وفي وقت لاحق طرح العمل عبر المنصات المنافسة وعلى شكل أقراص مدمجة وأقراص فينيل.

في المقابل، أمتنعت النجمة البريطانية أديل عن إتاحة ألبومها "25" على منصات البث التدفقي خلال الأشهر السبعة الأولى التي تلت طرحه. فقد آثرت هذه المغنية وهي من الأكثر بيعا للالبومات في القرن الحالي طرح مجموعتها الموسيقية بالأشكال الثلاثة التقليدية أي الأقراص المدمجة وأقراص الفينيل والتحميل الإلكتروني.

وبحسب ميلر فإن هذه السياسة تعتبر الأكثر منطقية بالنسبة لمغنية بهذا القدر من الشهرة لكنها "استراتيجية نشر لا يمكن اعتمادها سوى من حفنة من الفنانين".

انتقادات لاذعة

ولم تلق خدمات البث التدفقي استحسانا كبيرا لدى جميع الفنانين.

فقد أظهرت مغنية البوب الأميركية تايلور سويفت مقاومة لهذا المنحى وجعلت نفسها رأس حربة في مواجهة "سبوتيفاي" بحجة أن الشركة السويدية لا تدفع ما يكفي من المبالغ المالية المتوجبة عليها كحقوق للفنانين الذين تبث أغنياتهم عبر خدمتها. وقد قامت في نهاية المطاف بطرح ألبومها "1989" عبر خدمة "آبل" للبث التدفقي بفعل المردود المالي الأكبر.

واحترم نجم الهيب هوب فرانك اوشن موجبات عقده مع شركة إنتاج أعماله مع نشر ألبوم بصري بعنوان "اندليس" بشكل حصري عبر "آبل ميوزيك". لكنه نشر في اليوم التالي بشكل مستقل ألبومه المنتظر الثاني "بلوند".

وهذه الخطوة الشجاعة بحسب وسائل الإعلام أثارت سخط رئيس "يونيفرسال" أكبر شركة إنتاج للألبومات الموسيقية.

وأثار مغني الراب كانييه ويست من ناحيته المرشح لنيل ثماني جوائز "غرامي"، ضجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في فبراير/ شباط 2015 من خلال طرح ألبومه الجديد ومجموعته للألبسة الجاهرة في أسبوع الموضة في نيويورك بشكل متزامن.

وقد كان الألبوم "ذي لايف اوف بابلو" الذي تم بثه لاحقا على منصات أخرى، أول ألبوم في تاريخ الموسيقى يتصدر تصنيف "بيلبورد 200" الإسبوعي لأفضل مئتي ألبوم لناحية المبيعات بعد بثه حصرا عبر خدمات البث التدفقي.

وأحد أكثر المنتقدين لخدمات البث التدفقي كان أسطورة البوب الراحل برينس الذي سمح لشركة "تايدل" ببث أعمال ألبوميه الأخيرين فقط.




أضف تعليق