حضور عربي متجدد في مهرجان برلين السينمائي لهذا العام
برلين- أ ف ب
تواصل السينما العربية تعزيز حضورها في المهرجانات العالمية مثل مهرجان برلين السينمائي، في الوقت الذي تتربع فيه أخبار المنطقة وقضاياها في موقع متقدم من الاهتمام العالمي منذ العام 2011.
ومنذ إندلاع انتفاضات ما عرف بالربيع العربي، تجذب الأخبار الصادرة من المنطقة، وأيضا الأعمال الفنية، الأنظار العالمية، وتحتل الأفلام العربية حيزا مهما من المهرجانات، كما هو الحال هذا العام مع الدورة السابعة والستين من مهرجان برلين المقامة بين 9-19 فبراير/ شباط الجاري، والتي تحتضن تجارب عربية جديدة شابة، وتكرم شخصيات عدة في عالم السينما العربية.
تكريم ولجان تحكيم
ويكرم مهرجان برلين في دورة هذا العام الناقد السينمائي المصري سمير فريد، الذي غطى دورات المهرجان على مدى عقود، ووضع كتابا قبل اشهر بعنوان "سينما الربيع العربي".
واختار المهرجان المخرجة التونسية دره بوشوشة لتشارك في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي يرئسها المخرج وكاتب السيناريو الهولندي بول فيرهوفن.
ويشارك السعودي محمود صباغ في لجنة تحكيم الفيلم الأول بعد النجاح الذي لاقاه فيلمه الكوميدي "بركة يقابل بركة" الذي قدم أول مرة في برلين العام الماضي.
ويشارك المخرج العراقي السويسري سمير جمال الدين في لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي. وهو قدم العام الماضي فيلمه الوثائقي "أوديسا عراقية" في برلين أيضا.
أما لجنة تحكيم النقاد الدوليين فتشارك في عضويتها من مصر الناقدة رشا حسني.
أفلام وأدوار عربية
وإذا كانت المسابقة الرسمية لمهرجان برلين تخلو هذا العام من المشاركة العربية، إلا ان الإنتاجات العربية احتلت حيزا جيدا في الفئات الأخرى.
في العام الماضي، شارك فيلم "نحبك هادي" التونسي، الذي أنتجته درة بوشوشة، في المسابقة الرسمية للمهرجان، ونال جائزتين، جائزة العمل الأول وجائزة أفضل ممثل.
وفي الدورة الحالية، يشارك في فئة الأفلام القصيرة "شارع الموت" للبناني كرم غصين، وفيه تناول لتأثير الأماكن الأولى من عمر الإنسان على حياته أينما حل.
وفي فئة البانوراما، يشارك فيلم من المغرب وآخر من فلسطين، إضافة إلى فيلم "تحقيق في الجنة" للمخرج الجزائري مرزاق علواش بعد نيله الجائزة الذهبية في مهرجان الفيبا الفرنسي.
وفي فئة الأفلام الوثائقية، يقدم الفلسطيني رائد انضوني فيلمه الجديد "اصطياد أشباح" وهو يصور طريقة التحقيقات التي يقوم بها الإسرائيليون مع السجناء الفلسطينيين في سجن المسكوبية ذي الصيت الفظيع، والفيلم عبارة عن إعادة تركيب للواقع، واقع السجناء والذاكرة المتقطعة للمخرج نفسه الذي أمضى في هذا السجن ثلاث سنوات.
ويشارك المخرج المغربي هشام العسري بفيلم جديد بعنوان "ضربة في الرأس" بعدما كانت له مشاركات عدة في السنوات الماضية في برلين، منها العام الماضي مع فيلم "جوع كلبك".
أما لجهة التمثيل فتحضر كل من الفلسطينية هيام عباس واللبنانية ديامون أبو عبود في فيلم بلجيكي صور في بيروت للمخرج فيليب فان ليو.
جولة تاريخية على السينما العربية
تسجل فئة "فوروم" المشاركة العربية الأكبر منذ العام 2011، ويهتم هذا القسم من المهرجان بتقديم أعمال شابة وتجارب جديدة، لكنها تهتم في هذا العام أيضا بتسليط الضوء على محطات من تاريخ السينما المغربية.
وتعرض في هذه الفئة أفلام طبعت تاريخ السينما مثل "نجمة" و"حلاق درب الفقراء" و"اليام اليام" و "السراب".
وفي هذا السياق أيضا، يعرض الفيلم الوثائقي "عبور الباب السابع" الذي يؤرخ للموسيقى المغربية بين العامين 1907 و1986.
ومن الأفلام المعروضة في هذا القسم أفلام للفلسطيني مهند اليعقوبي وفيلم وثائقي مشترك للمصريين مروان عمارة واسلم كمال في تجربة اولى لهما، وفيلم "صيف تجريبي" الوثائقي الأول للمصور والمخرج المصري محمود لطفي.
وفي قسم "فوروم" أيضا فيلم "جسد غريب" الروائي الطويل للتونسية رجاء عماري، وفيلم جديد للمغربية تالة حديد، و"سكون السلحفاة" لروان ناصيف و"شعور أكبر من الحب" للبنانية ماري جرمانوس سابا.