مقبول... أقبل على الحياة بلا ذراعين وأمنيته احتضان أطفاله في منزل العمر
سترة - عبدالله حسن
بلا ذراعين أقبل المواطن البحريني مقبول عبدالله علي، على الحياة في العام 1981، وشقَّ طريق حياته بصعوبة، لكنه تحدَّى كل الصعوبات التي يواجهها أيُّ انسان في مثل وضعه. وكان أكثر ما عاناه في حياته هو البحث عن لقمة العيش، فلا أحد يقبل بتوظيف شخص بلا ذراعين يعمل بهما. وعلى رغم ذلك استطاع الصمود ومواصلة حياته والزواج وإنجاب أطفال، إلا أنه لم يستطع أن يحضن أطفاله بيديه، ولم يستطع احتضانهم في منزل يؤوي عائلته، فبات ذلك هو الهم الأكبر والحلم الذي يراوده كل مساء.
فمقبول يملك طلباً إسكانيّاً منذ العام 2001، وبسبب ظروف عائلية لم يستطع البقاء في منزل أبيه، فأصبح يتنقل من شقة إلى أخرى مع أفراد عائلته.
مقبول... أقبل على الحياة بلا ذراعين فلم يحضن أطفاله وأمنيته احتضانهم في منزل العمر
سترة - عبدالله حسن
بلا ذراعين أقبل المواطن البحريني مقبول عبدالله علي، على الحياة في العام 1981، وشقَّ طريق حياته بصعوبة، لكنه تحدَّى كل الصعوبات التي يواجهها أيُّ انسان في مثل وضعه. وكان أكثر ما عاناه في حياته هو البحث عن لقمة العيش، فلا أحد يقبل بتوظيف شخص بلا ذراعين يعمل بهما. وعلى رغم ذلك استطاع الصمود ومواصلة حياته والزواج وإنجاب أطفال، إلا أنه لم يستطع أن يحضن أطفاله بيديه، ولم يستطع احتضانهم في منزل يؤوي عائلته، فبات ذلك هو الهم الأكبر والحلم الذي يراوده كل مساء.
فمقبول يملك طلباً اسكانيّاً منذ العام 2001، وبسبب ظروف عائلية لم يستطع البقاء في منزل أبيه، فأصبح يتنقل من شقة إلى أخرى مع أفراد عائلته، معتمدا على راتبه الزهيد الذي يتقاضاه من «التنمية الاجتماعية» بالاضافة إلى ما يتبقى من راتب زوجته بعد دفع القروض والالتزامات المالية منه.
ومع تراكم ديون مبالغ الإيجارات عليه يقول مقبول في حديث مع «الوسط» انه بات مهددا بالطرد من الشقة نظرا إلى عدم استطاعته دفع إيجار الاشهر الستة الماضية، مضيفاً «كيف أستطيع دفع مبلغ 140 ديناراً إيجاراً للشقة وكل ما أتقاضاه هو مبلغ 100 دينار من التنمية الاجتماعية، والتي كانت تعطيني 150 ديناراً، إلا أنها حذفت الخمسين بحجة أن زوجتي تعمل، وعندما حاولت معهم شارحاً ظروفي الجسدية والمادية أخبرني الموظف أن الخمسين لن تعود لي إلا اذا طلقت زوجتي».
لم يعيدوا لمقبول الخمسين فزادت معاناته. فالمئة التي يتسلمها، وبالاضافة إلى علاوة السكن والغلاء، يصرف بها على عائلته لتوفير احتياجاتهم الأساسية والمعيشية واحتياجات المدرسة. وتعينه على ذلك زوجته بما يتبقى لها من راتب بعد دفع الالتزامات التي عليها. وفي نهاية الشهر لا يبقى له شيء ليدفع به الإيجار.
ويواصل مقبول سرد معاناته بالقول: «كما لا توجد أية جهة تمدُّ يد العون لي باستثناء المساعدات الشخصية البسيطة، حتى الجمعيات والصناديق الخيرية ترفض مساعدتي بحجة أن زوجتي تعمل. ولا يوجد من سألني عن راتبها وأين يُصرف، فزوجتي تعمل منظفة في أحد المستشفيات وتتقاضى راتبا متواضعا، يذهب أغلبه لقرض شراء سيارتها، ولقرضها الشخصي، وقسط صندوق التقاعد».
كل هذه المحن تهون لدى مقبول إلا محنة السكن، يقول عن ذلك: «حلمي أن أحتضن أولادي في مسكن يجمعهم، بدلاً من هذه الغرفة التي تغصُّ بهم. وفي العام 2004 كتبت رسالة لوزير الاسكان شرحت له فيها وضعي. تم استدعائي للوزارة واخباري أن الوزير أمر بالنظر في طلبي كي يتم توفير مسكن لي، إلا أنه وإلى هذا اليوم لم أحصل على شيء».
ويختتم حديثه «أنا حاليا بلا عمل، فلا أحد يريد توظيف شخص مثلي، وبلا راتب من الشئون الاجتماعية يحفظ لي كرامتي، وبلا مسكن ألمُّ فيه عائلتي التي تعبت وهي تتنقل معي من شقة إلى أخرى والديون تلاحقنا أين ما ذهبنا. فما الذي أستطيع فعله؟ فهل المطلوب مني أن أنزل في الشارع كي أتسول؟».