"جامعة الخليج": نتائج إيجابية يحققها مشروع الأبحاث الإكلينيكية لمرضى "السكلر"
السلمانية ـ جامعة الخليج العربي
يوشك مشروع الأبحاث الإكلينيكية لمرضى فقر الدم المنجلي "السكلر" الذي أطلقته جامعة الخليج العربي بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين على إنهاء المرحلة الأولى من المشروع الذي شارك فيه 51 مريضاً تلقوا طوال الأشهر الماضية العلاج بدواء "سيفوبرين" المخفف من حدة آلام نوبة السكلر، من دون أن تسجل أي مضاعفات صحية أو تظهر عليهم أعراض جانبية في جميع الدول المشاركة في المشروع.
وأشادت الرئيس التنفيذي في شركة "مودس ثرابيكسو" التابعة لمعهد كارولينسكا في السويد، (ديلافورات الدوائية سابقاً) كرستينا هيردر، خلال لقائها الأخير مع رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي بدور الجامعة في إنجاح المشروع من خلال الإشراف العلمي ودعم تطبيق الأبحاث السريرية للخروج بتصورات واضحة عن فاعلية دواء "سيفوبرين" في تخفيف حدة آلام مرضى "السكلر"، وتقليص مدة بقاء المريض في المشافي الصحية وتقليص عدد جرعات مسكنات الألم إلى النصف، وهو ما اعتبره فريق البحث نقله نوعية واعدة في العلاج المستقبلي لمرضى السكلر.
وقالت: "حققت مملكة البحرين نجاحاً باهراً في تطبيق وتنفيذ مراحل هذا المشروع البحثي المهم، قياساً بباقي الدول المشاركة، والفضل يعود لجامعة الخليج العربي التي وظفت كل خبراتها وإمكانياتها البحثية المتميزة لإنجاز المرحلة الأولى من المشروع، والانتقال به إلى المرحلة الثانية بجدارة واقتدار"، واصفة النتائج المتحققة في المرحلة البحثية الأولى بالمشجعة، "وهو ما يحفز على البدء بالمرحلة الثانية من المشروع باطمئنان تام، من خلال رفع عدد أفراد العينة المستهدفة من المرضى وضم الأطفال إلى قائمة العينة، وإضافة باحثين ومرضى من دول أخرى، لتعميم النتائج في مرحلة لاحقة"، على حد قولها.
ومن جانبه، أكد رئيس الجامعة خالد العوهلي خلال اللقاء ثقته بقدرة التطورات التكنولوجية الحديثة على إيجاد الحلول البديلة للمرضى، بفضل استمرار البحث العملي واستمرار التجارب السريرية، معرباً عن ثقته بالنتائج التي سيحققها مشروع الأبحاث الإكلينيكية، الذي يأتي في إطار اتفاقية التعاون التي وقعتها الجامعة مع معهد كارولينسكا السويدي لدراسة حلول علاجية بديلة لمرض السكلر المستعصي بعدما نجح باحثون من معهد كارولينسكا، بالتعاون مع أطباء هولنديين وأميركيين في تطوير دواء "سيفوبرين"، مؤكداً مضي جامعة الخليج العربي في عقد الشراكات الدولية مع المؤسسات الطبية العالمية للتصدي للقضايا الصحية الاستراتيجية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودراسة الأمراض الوراثية السائدة في دول الخليج العربي.
واعتبر ذلك "جزءاً من دور الجامعة الاستراتيجي في التصدي للقضايا الصحية المؤرقة في المنطقة، بالإضافة إلى دورها في رسم ملامح عهد جديد تفتحه الأبحاث الإكلينيكية في الابتكارات الطبية"، مُوضحاً أنّ التطورات في التكنولوجيا الطبية الحديثة، تحتم على الجامعة بحث مدى فاعلية الحلول البديلة، وخصوصاً بعدما سطرت هذه المبادرة نجاحاً باهراً برهنت على قدرة الجامعة البحثية والتدريبية في بناء القدرات البحثية وتنظيم الآليات المنظمة للأبحاث السريرية وفق الأخلاقيات البحثية على مستوى دول منطقة الخليج العربي.
وفي السياق ذاته، قال مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي عادل مذكور إنَّ عدد المرضى البحرينيين المصابين بـ "السكلر" من الذين وافقوا على المشاركة في هذا المشروع البحثي، بعدما انطبقت عليهم الشروط، بلغ 13 مريضاً، من أصل 51 مريضاً هم العدد الاجمالي للعينة التي أخذت جرعات من دواء "سيفوبرين" خلال نوبة "السكلر"، ولمسوا تحسناً ملحوظاً في تقليص حدة الألم ومدة التماثل للشفاء، ولم تسجل أية أعراض جانبية متوقعة أو غير متوقعة على المرضى في كلِّ من البحرين ولبنان وتركيا وهولندا، وهو ما يثبت صحة فرضية قدرة الدواء على تخفيف حدة الآلام التي تصيب مرضى فقر الدم المنجلي، وبالتالي تقليل أيام تلقى العلاج.
وبيّن مذكور أن المرحلة الثانية من المشروع ستبدأ قريباً لتشمل 150 مريضاً من الدول المشاركة في المشروع لتضم الأطفال من سن 12 سنة، بعدما وافقت لجان طبية مستقلة يترأسها البرفيسور البريطاني ديفيد ريسو على توسيع شريحة المبحوثين، وضم الأطفال إلى العينة، مؤكداً أن النتائج الإيجابية الأولية التي تحققت شجعت دولاً أخرى على الدخول في المشروع، إذ سينضم إلى المشروع أربعة مراكز صحية في المملكة العربية السعودية ومثلها من عمان وجمايكا، مشيداً في الوقت نفسه بجهود فريق البحث بوزارة الصحة لحرصهم على البحث عن بدائل علاجية اكثر فاعلية لمرضى السكلر، وهو ما يساعد في تقليص استنزاف الموارد الطبية للدول، وتقليل معاناة المرضى وأسرهم، والحد من عدد الوفيات، إذ يعمل الدواء الجديد على تخفيف آلام المرضى لقدرته على تقليص مدة النوبة، وخفض جرعات العلاج، واختصار زمن التشافي ومدة البقاء في المستشفى، كما يساعد على تفادي التعود على بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطيرة، مما يوفر للمرضى فرصاً لتحسين نمط وجودة حياتهم، والعيش بشكل طبيعي.
إلى ذلك، اعتبر فريق البحث النتائج الأولية مؤشراً إيجابيّاً يشجع باقي المرضى الذين تنطبق عليهم الشروط على الدخول في الدراسة لتطوير استخدامات دواء "سيفوبرين" الواعد الذي طوَّره معهد كارولينسكا السويدي في ستوكهولم، باعتباره الحل الطبي البديل والعلاج المستقبلي الأمثل لمرضى السكلر، ولاسيما بعدما أثبتت فعاليته في المرحلة التجريبية في تخفيف حدة الآلام التي تصيب المرضى أثناء النوبة، والتي ليس لها علاج شافٍ ونهائي، باستثناء المسكنات الدوائية.