صراع الجسد والجدار في العرض المسرحي الفلسطيني "وجه السطح الصلب"
بيرزيت - رويترز
على مدى 70 دقيقة يحاول تسعة راقصين اختراق جدار يحاصرهم في ساحة ضيقة بحركات لم تخل من العنف عبر الضرب على الجدار برؤوسهم وأيديهم وأرجلهم وارتطام أجسادهم به في عرض تجريبي للعمل المسرحي الراقص (وجه السطح الصلب).
وأقيم العرض الذي كانت الموسيقى وحركات الأجساد لغته الوحيدة في قاعة في المتحف الفلسطيني غير مخصصة للعروض المسرحية في بلدة بيرزيت بحضور عدد محدود من المدعوين.
وقال أمير نزار زعبي مخرج العمل لرويترز "أجرينا بحث في تنوعات العنف. متى يتسرب العنف الخارجي ويصبح عنفا داخليا؟ هذا كان مفيدا كثيرا لهذا العمل وعندما نفكر في الجدار الذي يحاصرنا وهو واقع".
وتمثل ديكور العرض في جدار يرتفع ما يقرب من أربعة أمتار فيه عدد من الفتحات الضيقة التي تتسع لموطئ قدم على غرار الجدار الذي أقامته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وعمل الراقصون طوال الوقت على محاولة هدمه أو تسلقه.
وفي كثير من المشاهد كان يتحول العنف ضد الجدار عنفا بين الراقصين أنفسهم فيما بدا محاولة لشرح تأثير الجدار على العلاقات بين الأفراد وكيفية تحول العنف الخارجي إلى عنف داخلي.
ويرى زعبي أن "الشق المفقود في الجدار الذي أصبح واحدا من معالم أرضنا ليس أثره في البيئة أو السياسية وهي عنيفة وإنما أنه عملية تعنفنا كبشر في طريقة تعاملنا مع من حولنا وفي تعاملنا مع الوقت".
وأضاف "ما يراه المشاهدون هو حصيلة بحث لتعدد أشكال العنف بسبب الجدار".
وقال زعبي أن هذا عرض تجريبي كان الهدف منه الاستماع إلى الملاحظات بغية تطويره عند الوصول إلى عرضه على خشبة المسرح.
وأضاف "الافتتاح الرسمي للعرض في مهرجان رام الله المعاصر للرقص. هذه بروفة مفتوحة لجمهور محدود"، وفي ختام العرض الذي صممت رقصاته سمر حداد كينج نجح الراقصون في اختراق الجدار.
وقالت سمر - وهي أميركية من أصل أردني - إنها عملت على جمع راقصين من ثقافات مختلفة للمشاركة في هذا العمل من الأراضي الفلسطينية واليابان والولايات المتحدة إيمانا منها بأن الجدار هو ذاته الذي يمنع البشر من عبور الحدود في أي مكان.
وأبدى الجمهور إعجابا بالعرض من خلال التصفيق الحاد له بعد انتهائه. وقال الفنان الفلسطيني عامر حليحل لرويترز "مستوى العرض راق جداً".
وأضاف "العرض لم يقع في فخ أن تعمل الجدار جدارا فلسطينيا وتقول أنا فلسطيني مع جدار. أي إنسان يشوف الجدار يتصادم معه. أنا متأكد سوف يتضامن وليس فقط كحالة سياسية وإنما حالة إنسانية".