سعودية أصيب ابنها بـ "نزف الرعاف" فاخترعت آلة طبية لوقفه
الوسط - المحرر الصحي
حصلت سعودية طموحة على براءة اختراع نظير اختراعها أداة طبية توقف نزف الرعاف الأنفي، وتعمل بطريقة سهلة تمكن المريض من الاعتماد على نفسه من دون مساعدة الآخرين أو زيارة مستشفى، خصوصاً إذا كان من كبار السن وذوي الحاجات الخاصة.
وشاركت المخترعة شروق الجنوبي باختراعها في أول معرض دولي للمخترعين في الكويت، ونالت الميدالية الفضية وسط تنافس 36 دولة.
وأكدت الجنوبي لصحيفة "الحياة" السعودية اليوم الاثنين (6 فبراير/ شباط 2017)، أنها شغوفة بعالم الاختراعات وصنع الإبداع الذي يفيد البشرية، إذ وجدت نفسها في عالم مليء بالأسرار، فكانت بدايتها بالقراءة والاطلاع على تجارب سابقة ومحاضرات وورش عمل تحرص على حضورها لكي تــتعلم أبجديات الاختراع.
وتضيف: «إصابة ابني كانت تؤرقني، لا سيما أني عاجزة عن إيجاد حل لمشكلة الرعاف التي يعاني منها، ما دفعني إلى المثابرة والعمل على إيجاد ابتكار يريحني ويريح من يعاني من هذا المرض، واستلهمت فكرة هذا الاختراع من جلسات الكشف والمنظار التي كانت تجرى لابني».
وتتابع قائلة: «شرعت في تنفيذ الفكرة وكانت قبل ثلاثة أعوام، وتبلورت أخيراً بأول اختراع لي وهو أداة وقف الرعاف الأنفي، وحصلت على براءة الاختراع»، مبينة أن الآلة سهلة الاستعمال وغير مكلفة وتعمل بطريقة هندسية كيماوية بآلية معينة تساعد كبار السن وذوي الحاجات الخاصة وكذلك طلبـــة المدارس والرياضيين، ويمكن بواسطتها الاستغناء عن زيارة المستشفى في الحالات الطبيعية».
وأكدت المخترعة أن طموح الإنسان لا يتوقف طالما أن لديه عزيمة وإصراراً وإيماناً بقدراته، لافتة إلى أن المرأة السعودية قادرة على العطاء والإنجاز، وهي فاعلة في مجتمعها حتى وإن كانت ربة منزل.
وذكرت أن لديها أهدافاً كثيرة، وأن اختراعها الذي يعتبر بالنسبة إليها جهداً فردياً لم تدعمه أي جهة، هو أول الغيث، وأن نيلها براءة الاختراع سيدفعها إلى مزيد من الابتكارات وتقديم كل ما لديها من مواهب، لتسهم في تنمية المجتمع والمشاركة في رحلة البناء والعطاء.
وأفادت الجنوبي بأنها شاركت أيضاً باختراعها على المستوى المحلي في معرض ابتكار 2013 وكذلك في مؤتمر الابتكار الصحي الذي أقيم في مدينة الملك فهد الطبية وفاز بالمراتب الـ10 الأوائل.
وحول ما إذا كانت لديها أفكار جديدة في عالم الإبداع والاختراع، قالت: «صدرت لي براءة نموذج صناعي باسم عدسات، وهو يعمل على مساعدة الشخص على القراءة في شكل أسرع من خلال بطاقة متحركة، كما قدمت أخيراً طلب براءة لمنتج هندسي وأرجو من الله أن يكرمني به، ويكون الإنجاز الثاني لبراءة الاختراع، إضافة إلى طلب براءة اختراع ثالث جديد وهو منتج للأطفال يساعد الأمهات على تسهيل مهمة إعطاء الدواء».
ووجهت الجنوبي التي تحلم بأن تكون لها بصمة في عالم الاختراعات رسالة لمجتمعها: «أتمنى أن يدعم مجمعنا المرأة في المجالات كافة، فهي متى وجدت بيئة حاضنة أبدعت ولا شيء يعوقها، فلدينا الكثير من الأفكار والعقول النيرة، لكن نحتاج إلى من يؤمن بها ويدعمها ويدفعها للمشاركة والترشح في تمثيل الوطن، من خلال المعارض والمحافل، فليس هناك أجمل من رفع علم الوطن وترك بصماتنا، مخترعين ومنافسين شرسين قادرين على الإنجاز وبجدارة».
وأهدت الجنوبي فوزها بهذا الاختراع «إلى الملك عبدالله الذي دعم المخترعين من خلال إسقاط تكاليف البراءات عنهم، وإلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قائد الحزم، وإلى أبناء الوطن، وإلى كل امرأة تخطت حدود الوطن وبجدارة وأثبتت للعالم أننا قادرات على المنافسة في شتى الميادين وعلى تحقيق أهدافنا وإبراز مواهبنا على رغم كل الظروف والعوائق التي تحيط بنا».