"بنا": قوة دفاع البحرين ومشاركتها ضمن قوات التحالف باليمن ستبقى دائماً عوناً لدعم الأصدقاء والأشقاء
المنامة - بنا
تعد مشاركة قوة دفاع البحرين في عملية عاصفة الحزم ومن بعدها عملية إعادة الأمل في اليمن من ضمن أبرز مشاركاتها وأدوارها الوطنية الرائدة، وجاءت هذه المشاركة المميزة لتثبت مدى بسالة وشجاعة جنود وضباط قوة دفاع البحرين الذين كانوا على رأس الحربة في معارك استعادة الشرعية في جمهورية اليمن الشقيق ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وكان لجهود قوة دفاع البحرين دور كبير ليس فقط في تأكيد الشرعية الدستورية والقانونية وإعادة بناء اليمن ووضعه على المسار الصحيح، وإنما أيضا في حماية الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة واستعادة الاستقرار للأشقاء في اليمن وتأمين طريق وصول المساعدات، فضلا عن قصف مواقع التمرد والخارجين وتدمير ترسانتهم العسكرية ومنع وصول أية إمدادات لهم.
وقد أكد جلالة الملك في أكثر من مناسبة أن مملكة البحرين ستبقى دائماً وابداً عوناً وسنداً لدعم الأشقاء، ولن تتردد أو تتأخر لمؤازرتهم في مواجهة التحديات والمخاطر التي يواجهونها، ولذلك كان تأكيد جلالة الملك دائماً أن قوة دفاع البحرين ستستمر في أداء واجبها السامي مع الأشقاء، وذلك انطلاقا من إيمانها الراسخ بأهمية الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في مثل هذه الأحداث الفارقة.
ويحرص عاهل البلاد القائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على توفير الدعم اللازم لكل أفراد ومنتسبي قوة الدفاع، ولعل تكريم شهداء أفراد قوة دفاع البحرين الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل وطنهم، حيث أمر جلالة الملك بتخصيص يوم وطني للشهيد واختار له يوم السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، علاوة على مشاركة نجلي الملك سمو الأمير ناصر بن حمد وسمو الأمير خالد بن حمد في عملية عاصفة الحزم وتواجدهما في الخطوط الأمامية القتالية، لهو أكبر دليل على مدى التضحية والفداء التي تقدمها قيادة البلاد وشعبها في سبيل حماية أمن واستقرار المنطقة والأمة العربية والإسلامية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن تخصيص يوم وطني للشهيد يصادف يوم عيد جلوس العاهل، يحمل الكثير من معاني التكريم والوفاء، ومثَّل أكبر هدية وتكريم للشهداء الأبرار التسعة الذين زفتهم المملكة إلى السماء بعد أن أدوا واجبهم الوطني المقدس، وكان جلالته قد أمر أيضا بتخليد ذكرى هؤلاء الشهداء الأبرار في المناهج الدراسية لما بذلوه من تضحية وفداء في سبيل رفعة الوطن وأمان أبنائه.
إن دعم ومؤازرة القيادة لدور قوة الدفاع على المستويات كافة يؤكد حقيقة ما قاموا به من خدمات وطنية وإنسانية نبيلة، كم أن إشادة جلالته بما قاموا به من جهود مميزة في عمليات الإغاثة الإنسانية، ولكل ما فيه خير اليمن الشقيق وشعبه العزيز، يجسد قناعته المطلقة بدور هؤلاء الرجال البواسل في تقديم صورة مشرفة رفيعة لوطنهم البحرين، وأنهم سيظلون دوما موضع فخر واعتزاز في مختلف مواقع عملهم المشرفة.
وتكريماً لأفراد قوة الدفاع المشاركين في قوات التحالف العربي، يشار هنا إلى أوجه الدعم المختلفة التي قدمتها القيادة الرشيدة لقوة الدفاع، ومنها قيام العاهل المفدى بزيارة تفقدية للقوات البحرينية المتواجدة بالمملكة العربية السعودية العام 2015، واستقبال جلالته للقوات العائدة من اليمن بعد أن أدت مهامها بنجاح، ومنح أفرادها من الضباط والأفراد البواسل الأوسمة التقديرية تقديراً لهم لقيامهم بواجباتهم على أكمل وجه بعزيمة وإرادة صادقة في هذا الواجب المشرف.
كما تفضل حضرة عاهل البلاد القائد الأعلى فشمل برعايته الكريمة الاحتفال الذي أُقيم ابتهاجاً بالنجاح والإنجاز الكبير الذي حققه رجال القوة البواسل، حيث شاركوا بشكل كبير وشجاعة مميزة إخوانهم من الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية وبمساندة قوات التحالف العربي المشترك في تحرير (مأرب) التاريخية واستعادة السيطرة الكاملة على (باب المندب) الحيوي، وتقدمت القوات لتنتصر في ميادين أخرى عديدة، دعماً للشرعية في اليمن الشقيق ولكل ما فيه خير وازدهار شعبه العزيز، ولوقف الأطماع الأجنبية وحماية الأمن وسيادة أوطاننا.
وقد أعرب جلالة الملك في مناسبات عدة عن اعتزازه بهؤلاء الأبطال الذين يؤدون هذه المهمة الوطنية الجليلة التي كلفوا بها على الوجه الأمثل بشجاعة عالية وتضحيات جسام، فكانوا على قدر المسئولية، حيث سيسطر التاريخ لهم هذه الإنجازات المميزة وسيسجلها لهم بأحرف من نور في صفحاته بكل فخر وتقدير.
إن مملكة البحرين لم تتوانَ في دعم القوات المشاركة في التحالف العربي سواء بالدعم المادي المتمثل في التجهيزات والعتاد والمؤن اللازمة أو بالدعم المعنوي، كما أنها لم ولن تدخر لا مالاً ولا دماً في سبيل الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية، وستظل سائرة في هذا الطريق ولن تحيد عنه أبدا مهما بلغت التضحيات إلى أن تتمكن الحكومة الشرعية من إحكام سيطرتها على كافة الأراضي اليمنية، وستظل المملكة تقف بجانب اليمن وشعبه الشقيق بكافة مكوناته في وجه كل من يريد الإضرار به أو السيطرة عليه من الخارج.