في محلات تصليح السيارات: قصصُ غشٍ وتلاعب بالأسعار... والمواطن الضحية
الوسط - جابر الموسوي
يبدو أن قلّة الوعي لدى الكثير من أصحاب السيارات بشأن أساليب التصليح وأسعار قطع الغيار والتعرف على المشكلة، ساهم في جعلهم لقمة سائغة للكثير من أصحاب الورش ومحلات التصليح، الذين يحددون الأسعار على مزاجهم، وبحسب تقديراتهم الشخصية.
ويوجه الكثير من المواطنين انتقادات لاذعة إلى بعض محلات تصليح السيارات، بسبب الغش والتلاعب الذي يمارسونه في التعامل مع الزبائن الذين يكتشفون الأمر بعد عملية التصليح بأيام، أو بعد أشهر.
تصليح بـ6 دنانير... والكراج يطلب 200
أحد المواطنين روى قصته لـ "الوسط" مع إحدى ورش تصليح السيارات، إذ قال: "كانت لديّ مشكلة في مكيف السيارة أنه لا يعمل إلا في الوضع العالي، وذهبت إلى أحد محلات تصليح السيارات وأخبرني أن نظام تشغيل المكيف يحتاج إلى تغيير، وكلفته بـ200 دينار، لكني ذهبت إلى محل آخر، وخلال دقيقتين اكتشف الخلل وأعطاني قطعة لشرائها من الوكالة، فذهبت واشتريتها بـ6 دنانير واستبدلها لي، ومباشرة عاد مكيف السيارة للعمل بشكل طبيعي".
نظّف "المكنة" وادعى أنه استبدلها بأخرى
ولم تكن القصة الأخرى مختلفة كثيراً عمّا قبلها، إذ لم يواجه صاحب "الكراج" الآسيوي صعوبة في إبراز "كذبته"، فادعى لأحد المواطنين أنه استبدل "مكنة" السيارة بعد أن أخبره أن الحل لمشكلتها هو الاستبدال، أي بمقابل مبلغ يزيد على مئتي دينار، ليكتشف المواطن بعدها أن العامل لم يقُم سوى بتنظيف "المكنة".
تجربة أخرى
هذا، وروى أحد المواطنين تجربته في التعامل مع عاملٍ بمحلٍ لتصليح جهاز راديو السيارة، إذ قال: "ذهبت لتصليح مسجلة سيارتي التي توقفت فجأة عن العمل، ثم قال لي العامل إن ذلك يحتاج إلى وقت ويجب أن أوقف لديه سيارتي وأعود إليها لاحقاً، ولم أغادر مكاني بعد أن أصررت عليه للقدوم لمعاينتها بشكل سريع، فجاء وعاينها وعرف المشكلة من خلال الضغط بـ "إبرة" في مكان معين بالجهاز، وعادت للعمل بشكل طبيعي".
"ماذا لو أوقفت سيارتي لديه ورجعت بعد ساعات؟ فمن الممكن أن يقول لي إنه استبدل بعض الأدوات أو الأسلاك وإن العمل كلّف 20 ديناراً مثلاً، في حين أنه لم يأخذ ربع دقيقة في معالجة المشكلة"، يتساءل المواطن.
"كل عامل وضميره"
هذا، والتقت "الوسط" مع أحد أصحاب محلات تصليح السيارات، وقال بشأن رأيه في الموضوع: "هذا النوع من الغش والكذب غير منحصر في الآسيويين، فكل عامل أو صاحب محل وضميره، فهناك بعض الأعمال يرى صاحب السيارة أو العامل أنها كبيرة جداً وتحتاج مجهوداً ووقتاً ولكن بعد المعاينة يتبين أنها بسيطة، والعكس صحيح، وهناك الكثير من المحلات ممن يستغل هذا الأمر فيوقف السيارة في المحل بداعي أن العمل فيها سيأخذ وقتاً طويلاً، وعندما يصل صاحب السيارة يقوم العامل بالتظاهر بالتصليح ثم يقول له إنها جاهزة".
نصائح
وقال صاحب المحل في نصيحته لأصحاب السيارات: "المسألة متعلقة بالثقة، فإن كان الشخص يعرف صاحب محلٍ يتعامل معه ويثق فيه فالأفضل أن يتجه له، أما عندما يتجه إلى صاحب محل لا يعرفه ولا يثق فيه، فيمكنه أن يستفسر بشكل دقيق ويعرف قطع الغيار المستبدلة والتأكد من أسعارها، ويستطيع أيضاً أن يقف مع العامل أثناء التصليح للتأكد من أنه يقوم بالعمل على أكمل وجه".
وأضاف "أفضل حل للمشكلة أن يتعامل مع "كراج" يكن له كل الثقة، كما يمكن للشخص التأكد من أصحاب الخبرة".
واختتم قائلاً: "الآن تطور الزمن... فكبسة زر في الإنترنت يمكن لصاحب السيارة أن يصل إلى المشكلة وتفاصيلها وسعر تصليحها، وبالتالي يتغلب على مسألة عدم وجود الخبرة لديه".