بالفيديو... «الوسط» تنقل قصصاً مأساويةً سببها مرض السرطان

الوسط - فاطمة عبدالله

يسجل العالم دعمه لمرضى السرطان، بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، الذي يصادف يوم (4 فبراير/ شباط) من كل عام.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان عبدالرحمن فخرو، أنه بحسب الإحصائيات الصادرة من السجل الوطني للسرطان فإنّ مرض سرطان اللوكيميا كان متربعاً لمدة 18 عاماً على القائمة في نسبة الإصابة بين الأطفال لكلا الجنسين.

وأوضح فخرو، في لقاء مع «الوسط»، أن سجل السرطان الوطني يصدر إحصائية كل 5 سنوات، وآخر إحصائية كانت للعام 2014.

«الوسط» تنقل بالتزامن مع اليوم العالمي للسرطان قصصاً مأساويةً، لأهالي مصابين بالسرطان، لم يمهلهم القدر لأن يكملوا حياتهم إلى جانب أحبتهم، وآخرين يصارعون المرض ويعيشون على أمل الشفاء منه.

---

فخرو لـ «الوسط»: 18 عاماً و«اللوكيميا» يتربع على العرش في نسبة الإصابة والانتشار بين الأطفال

العدلية - فاطمة عبدالله

أكد رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان عبدالرحمن فخرو أنه بحسب الإحصائيات الصادرة من السجل الوطني للسرطان فإنه لمدة 18 عاماً كان مرض سرطان اللوكيميا متربعاً على القائمة في نسبة الإصابة بين الأطفال لكلا الجنسين.

وأوضح فخرو في لقاء مع «الوسط» أن سجل السرطان الوطني يصدر إحصائية كل 5 سنوات وآخر إحصائية كانت للعام 2014، على أن يطلق بعد خمسة أعوام التقرير الجديد، مشيراً إلى أنه منذ العام 1998 حتى 2014 كانت نسبة الإصابة باللوكيميا بين الأطفال في قمة الإصابة بأنواع أمراض السرطان.

كثرت مؤخراً نسبة الإصابة بالسرطان بين الأطفال فما هي الأسباب؟

- مرض السرطان من الممكن أن يصيب أي إنسان، ففي السابق كانوا يعتقدون أنه يصيب الأعمار الكبيرة، إلا أن هذا المرض من الممكن أن يصيب جميع فئات العمر، فهناك رضع حديثي الولادة يصابون بالمرض.

ما هي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الأطفال؟

- معظم الأطفال يصابون بسرطان الهوجكنز، وهناك اعتقاد خاطئ بأن الأطفال لا يصابون إلا بسرطان اللوكيميا وهو اعتقاد خاطئ لكون أن الأطفال يصابون أيضاً بالسرطانات التي لها علاقة بالكتل كسرطان الدماغ، هناك رضع يولدون بسرطان في الدماغ.

ما هي أسباب انتشار المرض في الأطفال؟

- أسباب انتشار المرض مازالت مجهولة ليس بين الأطفال فقط، وإنما حتى بين الكبار، البعض يعتقد أن السبب قد يكون بسبب الجينات، وقد تكون بسبب التأثيرات البيئية أو التغذية، وهناك دراسات أكدت أن بعض الفيروسات التي قد يصاب بها الإنسان هي سبب في الإصابة بالسرطانات كفيروس «ورم بيركت» الذي يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الوجه، الأسباب مجهولة ولا نعلم ما إذا كان هناك طفرات جينة تزيد من نسبة الإصابة بالمرض أو بسبب المؤثرات الخارجية في بعض الدول كالعوامل الخارجية كالحروب التي تخلف المواد الكيميائية المعروف تأثيرها على الإنسان.

ما هو تأثير السرطان على الأطفال؟

- تأثير السرطان على الأطفال هي قضية كبيرة ليس لتأثيره على جسد الطفل فقط وإنما تأثير هذا المرض على أسرة الطفل وعلى والمجتمع الذي تعامل مع الطفل، وقد يؤثر المرض على الحياة الاجتماعية للطفل بسبب نظرة المجتمع التي تؤثر على نفسية الطفل أثناء مرحلة العلاج.

وجاء ذلك خلال لقاء مع رئيس جمعية مكافحة السرطان عبدالرحمن فخرو بمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي تحتفل فيه جميع دول العالم في (4 فبراير/ شباط) من كل عام، وفي ما يلي نص اللقاء:

ما هي أنواع مرض السرطان؟

- مرض السرطان ينقسم إلى شقين فهناك سرطانات الأنسجة والتي تصيب الكتلة أو ما يطلق عليها بالأجسام الصلبة كالقولون أو الكبد وغيرها من أجزاء الجسم، أما الشق الثاني فهو يصيب الخلايا والذي يكون له علاقة بابيضاض الدم أو الغدد اللمفاوية.

هل تعتقد أن الإعلان عن الحالات سبب في زيادة أعداد المصابين في البحرين؟

- الزيادة هي نسبية فالبحرين استطاعت القضاء والسيطرة على الأمراض المعدية وخصوصاً بين الأطفال، لذا أدى القضاء على هذه الأمراض إلى ظهور الأمراض الغير معدية على السطح ومنها السرطان وخصوصاً في ظل انتشاره وتسجيل الحالات، إضافة إلى العجز عن الحصول على علاج دائم للسرطان.

ما هي أبرز علاجات السرطان؟

- إن علاج السرطانات علاج مبني على تدمير الخلايا السرطانية والغير سرطانية، ويكون لهذا العلاج مضاعفات عديدة والتي تبدأ بتساقط الشعر لكون بصيلات الشعر هي الأكثر حساسية، لتبدأ بعد ذلك مضاعفات الجهاز المناعي والتي تؤثر على الخلايا البيضاء والتي تساهم في تدمير خلايا المناعة وأؤكد أن هذه المضاعفات تزول بزوال المسبب.

يعتقد البعض بأن بعض أنواع السرطان لها علاقة بالجينات وخصوصاً سرطان الثدي فما هو تعليقك على ذلك؟

- تاريخ الإصابة بالسرطان في العائلة يعطي مؤشراً قوياً قد لا يكون له علاقة بالجينات فقد يكون عشوائياً وليس له علاقة بالجين، وبالعودة إلى الجينات نلاحظ أن عدداً قليلاً من الإصابات يكون هناك خلل في الجينات.

هل تعتقد أن من المهم إجراء فحص للجينات في حال وجود تاريخ للإصابة بسرطان الثدي في العائلة؟

- في مجتمعاتنا لا أعتقد بأن هناك فائدة من الفحص ففي حال ثبت وجود جين فما هو الإجراء الذي سيتبع فعند طلب الطبيب استئصال الثدي يفاجأ بأن المريضة ترفض ذلك على الرغم من وجود الجين المسبب للمرض، بعكس المجتمعات الأوربية التي تتقبل ذلك، بعكس المجتمعات العربية فبمجرد الكشف عن الجين يدور الطبيب مع المريضة في حلقة مفرغة بدون الوصول إلى نتيجة.

كيف ترى البحوث عن السرطان في البحرين؟

- في البحرين نفتقد وجود البحوث العلمية في هذا الجانب فنحن بحاجة إلى معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة، إضافة إلى معرفة الدميغرافية والتي تتعلق بأكثر المناطق في البحرين التي ينتشر فيها المرض، فنحن بحاجة إلى بحوث وليس إحصائيات فقط، وخصوصاً أن معرفة المناطق التي تكثر فيها الحالات يساهم في التعرف ما إذا كانت هناك عوامل بيئية تستدعي الوقوف عليها، أعتقد أنه حان الوقت لبدء بحوث علمية للوقوف على مرض السرطان ويجب أن تكون بحوث محلية.

من خلال خبرتك في مجمع السلمانية الطبي، ماذا يحتاج قسم الأورام؟

- يجب أن يكون هناك استشاري متخصص في علم الأورام عن طريق الأدوية، وأن يكون آخر متخصصاً في العلاج عن طريق الإشعاع، كما ينبغي تشجيع الكوادر الطبية للتخصص في هذا المجال، فنحن نفتقر إلى وجود سياسة توجه الأطباء لدراسة التخصصات المرغوبة، وباعتقادي أن البحرين بحاجة إلى تشجيع الكوادر الطبية وليس إلى بناء المباني والمراكز.

تستعد مملكة البحرين هذا العام لافتتاح المركز الوطني للأورام السرطانية في مستشفى الملك حمد الجامعي، هل سيحل هذا المركز جزءاً من المشكلة التي يتعرض لها المرضى حالياً؟

- من المؤسف أنه عندما تم بناء هذا المركز لم يتم مشاورة المختصين في هذا المجال، فمريض السرطان لا يحتاج إلى أدوية وأجهزة فقط وإنما يحتاج إلى إنسان ليتعامل معه، على أن يكون هذا الإنسان ذا خبرة وخلفية في مجال علم الأورام، فنحن كما ذكرت لا نحتاج إلى المباني.

ما هي كلمتك إلى المرضى؟

- مرض السرطان مرض عضال فهو مرض مجهول الهوية على المصاب تقبل ذلك وعدم البحث في الإنترنت عنه والبحث عن علاجات وهمية، كما على المريض عدم استشارة باقي المرضى فكل نوع من السرطان يختلف عن الثاني، إضافة إلى أن كل مريض يختلف عن مريض أخر، إن مرض السرطان هو عبارة عن قضية كبيرة فالرجاء عدم التساهل ويجب مراجعة الأطباء، فمملكة البحرين وفرت لكل مواطن مركزاً صحياً يمكن أن يحصل على العلاج فيه، إلا أنه لابد أن يكون هناك قفزة نوعية للأطباء، إذ إنه يجب أن يكونوا ملمين ليس فقط في الأمراض المعدية، إذ يجب أن يتعامل الأطباء أيضاً مع الأمراض الغير معدية، فيجب أن يكونوا قادرين على اكتشاف الأمراض الأخرى وذلك لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق التعليم المستمر، كما يجب أن يكون هناك تثقيف للمجتمع ليس للمصاب فقط حتى الغير مصابين وذلك للإلمام بالموضوع للتعامل مع المصاب بالأسس الصحيحة، كما يجب توفير العلاجات ليس العلاج الإكلينيكي فقط وإنما توفير العلاج النفسي وغيره من العلاجات التي يحتاجها مريض السرطان فبعض المرضى يحتاجون إلى عناية بعد العملية، فالمريض بحاجة لأن يعيش حياة خالية من الألم.

ذكرت أن مرض السرطان مرض عضال فما هو السبب؟

- عضال لأنه من الصعب تشخيصه وعلاجه فالسرطان يتصرف مثل مرض الإيدز فهو يختبئ في إحدى أجزاء الجسم وينتظر الوقت المناسب ليقوم بمهاجمته، إضافة إلى أنه في البحرين نفتقر إلى وجود مركز مؤهل ومتخصص ومستعد للتعامل مع مرضى السرطان، فالقضية ليست قضية علاج وإنما قضية اجتماعية.

ما هو الدور الذي تقوم به الجمعية؟

- تقوم الجمعية بدور مهم في التوعية وخصوصاً أن السرطان يعد اليوم مرض العصر، وقد استطاعت معظم الدول السيطرة على الأمراض المعدية من خلال اللقاحات، في الوقت الذي مازالت الأمراض غير المعدية تفتك بالمجتمعات وخصوصاً مرض السرطان، وقد بدأنا تقريباً منذ 25 عاماً وذلك لتوعية المجتمع لكونه مرض فتاك فالتوعية نصف العلاج لكون التوعية تدفع نحو الكشف المبكر والذي هو أساس العلاج.