مشجعو كرة القدم في حلب يهتفون في المدينة للمرة الأولى منذ أعوام
حلب - أ ف ب
أتيحت لمشجعي كرة القدم في حلب اليوم السبت (28 يناير/ كانون الثاني 2017)، فرصة الهتاف على مدرجات أحد ملاعبها للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، خلال مباراة دربي المدينة بين فريقي الاتحاد والحرية.
ورفع المشجعون رايات ناديي الاتحاد والحرية، في مباراة من المرحلة السادسة من الدوري السوري الممتاز أقيمت استثنائياً في المدينة التي انقسمت عام 2012 بين مناطق شرقية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ومناطق غربية يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي 22 ديسمبر / كانون الأول الماضي، أعلن الجيش السوري استعادته السيطرة على كامل حلب، في أعقاب عملية إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من الأحياء الشرقية، بموجب اتفاق روسي إيراني تركي، بعد نحو شهر من هجوم شنه وحلفاؤه على الأحياء الشرقية.
وغصت أجزاء من مدرجات "رعاية الشباب" بمئات من مشجعي الناديين، وسط تواجد لشرطة مكافحة الشغب في المدرجات وقرب أرضية الملعب التي اختلط فيها التراب بالعشب الأخضر. كما رفعت في المدرجات لافتات عليها صور للرئيس الأسد والعلم السوري.
وقال محمد علي، الذي حمل راية نادي الاتحاد وارتدى قميصه الرياضي الأحمر، "آخر مباراة حضرتها كانت في 2010".
وأضاف المشجع الشاب ذو اللحية المشذبة "طبعاً كان عددنا أكبر، وكان معي رفاقي. البعض منهم سافروا وآخرون استشهدوا".
وبعيد اندلاع النزاع، توقفت بطولة سورية لكرة القدم، واعيد العمل بها في 2012 بنظام مختلف. فبدلاً من إقامة المباريات بنظام الدوري في مختلف المدن، اقتصرت المباريات على مجموعتين تخوضان لقاءاتهما في مدينتي دمشق واللاذقية (غرب)، اللتين بقيتا في منأى إلى حد كبير عن النزاع الذي أودى بأكثر من 310 آلاف شخص.
اما بطولة هذا الموسم، فعادت الى نظام الدوري. واضافة الى دمشق واللاذقية، عادت المباريات الى مدينتي حمص وحماة (وسط) بعدما باتتا "آمنتين"، بحسب ما افاد مسئول في الاتحاد السوري لوكالة فرانس برس الشهر الماضي.
الا ان السلطات لم تقرر بعد اعادة المباريات بشكل كامل الى حلب، في انتظار الموافقات الامنية واعادة تأهيل الملاعب بشكل كامل.
وخاض الاتحاد والحرية مبارياتهما هذا الموسم في اللاذقية، الا ان مباراة السبت اقيمت بشكل استثنائي فقط في حلب.
"شعور لا يوصف"
ولا يخفي المشجعون توقهم لعودة المباريات الى المدينة بشكل كامل.
وقال غسان محمود من رابطة مشجعي الاتحاد "منذ سنوات ونحن متعطشون" لإقامة مباريات في حلب، مضيفاً "نتمنى تدريجاً ان تعود جماهير نادي الاتحاد الى المدرجات".
وكان نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام في سورية ماهر خياطة اكد هذا الاسبوع، ان موافقة الجهات الامنية على اقامة المباراة في حلب "هي خطوة أولى على طريق عودة الفرق الحلبية للعب في ارضها في انتظار تجهيز الملاعب في حلب وتعديل جدول مباريات الدوري".
اما اللاعبون، فقاموا بعمليات الاحماء قبل المباراة، على وقع الهتافات التشجيعية والاناشيد التي صدحت من مكبرات الصوت.
وقال لاعب الاتحاد عمر حميدي قبل انطلاق المباراة "شعوري لا يوصف. قلبي يرجف، وبإذن الله لتفرح الناس اليوم".
اما زميله في الفريق بكري طراب، فأكد انه ينتظر "هذه اللحظة منذ سنين (...) اعادونا (المشجعون) الى الزمن الجميل قبل الازمة".
وانتهت المباراة بفوز الاتحاد متصدر ترتيب الدوري 2-1.
وسجل هدفي الاتحاد رأفت مهتدي قبل انقضاء أقل من ثلاثين ثانية على بداية المباراة، الا انه تلقى بطاقة حمراء بسبب خلعه قميصه وتوجهه بحركات مسيئة لجمهور الحرية، وربيع سرور في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع.
وسجل هدف الحرية فراس الاحمد في الدقيقة 37.
وكان حميدي قال لفرانس برس قبل المباراة "لا يهم صراحة من يربح او يخسر"، مضيفاً أن توفير "الفرحة الى الناس تكفي اليوم".