العدد 5256 بتاريخ 26-01-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


حظر العاج في الصين بين قرارات الحكومة والالتفاف عليها

بكين - أ ف ب

تسعى الصين إلى منع تجارة العاج ألا أن تطبيق ذلك يبدو صعباً في بلد تنهشه الصفقات غير القانونية.

في عدد من متاجر سوق فاخر للحرف جنوب غرب بكين، تصطف مئات التماثيل البيضاء المصنوعة من العاج، والتي تلقى في الصين طلباً كبيراً يساهم في رفع الطلب على العاج ورفع وتيرة المجزرة الحاصلة بحق الفيلة وحيوانات وحيد القرن في ادغال إفريقيا.

إلى جانب التماثيل الصغيرة، تعرض انياب كاملة من العاج، نقشت عليها صور بوذا تباع بمئة الف يوان (13540 يورو)، وتماثيل لقائد اسطوري يمتطي حصانا يباع بسعر أعلى بثماني مرات.

لكن ازدهار هذا السوق لن يطول كثيرا، ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي أعلنت الصين التي تضم أكبر سوق للعاج في العالم، انها ستحظر كل اشكال الاتجار بالعاج مع حلول آخر العام 2017.

وتقول صاحبة أحد المتاجر في السوق طالبة عدم الكشف عن اسمها "عما قريب لن نتمكن من بيع هذه المنتجات" علما أن "نحت العاج جزء لا يتجزأ من تراثنا" منذ قرون طويلة. يضم هذا السوق 34 مشغلاً و143 متجراً، يتعين عليها أن توقف عملها، بعضها اعتبارا من 31 مارس/ آذار المقبل، وفقا لقرار الحكومة التي أعربت عن رغبتها في المساهمة في جهود وقف مجزرة الفيلة الإفريقية.

ولقي القرار الصيني ترحيباً من منظمة الصندوق العالمي للطبيعة التي ذكرت أن ما بين 20 ألف فيل و30 ألفا تقتل سنويا طمعا بعاجها.

وقالت نائبة رئيس منظمة الحفاظ على الطبيعة، سوزان ليبرمان لوكالة "فرانس برس": "انه قرار كبير من شأنه ان يغير الواقع". واضافت "سيدرك جامعو العاج أن نشاطهم سيء، وسيترددون في حال فرضت غرامات عليهم".

 

تهاون في التدابير

يدعو البعض إلى الحذر ازاء هذا الحماس، ويقول ارون وايت من وكالة التحقيق البيئي "من الضروري أن يطبق الحظر بشكل صارم".

تكشف الجمارك الصينية عن 800 عملية تهريب للعاج سنوياً. ويرى وايت ان عمليات المراقبة ما زالت تتسم بالتهاون. فاذا كان التهريب ممنوعا، الا ان البيع في الاسواق المحلية ما زال قائما، وهو الذي ينشط حركة الصيد والتهريب.

وتقول ليبرمان "في حال اقفلت المتاجر والمشاغل سيشكل ذلك ضربة قاضية على نشاط التجار". ففي العام 2015 حظرت الصين استيراد العاج، لكنها سمحت بالاتجار بالعاج المستورد قبل العام 1989، بما يتوافق مع اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض (سايتس).

لكن في الحقيقة، جزء كبير من هذا العاج لا يأتي من المخازن، بل من عمليات التهريب الحديثة.

ويكاد التجار الصينيون يقرون بهذه الحقيقة، وتقول التاجرة في السوق "عدد كبير من الفيلة ينفق سنوياً، إن لم نحصل على عاجها لنصنع اعمالا فنية، فانه سيتلف".

 

اعلانات الحكومة لا تعني الشيء الكثير

لكن الخبراء يتخوفون من ان تصبح هونغ كونغ التي لا تنوي حظر تجارة العاج قبل العام 2021، مركزا لتبييض هذه التجارة.

ويتواصل ايضا بيع انياب الفيلة وقرون حيوانات وحيد القرن في المناطق الحدودية في فيتنام ولاوس وميانمار (بورما)، كما اظهر مقطع نشر اخيرا اربعة تجار في اليابان يتفاوضون مع شراة صينيين. ومن الاسباب المثيرة للقلق ايضا ان الصين لن تحظر بيع "القطع ذات الطابع الثقافي" في المزادات العلنية. ومن شأن ذلك ان يولد التباسا يودي بصرامة الحظر، بحسب ارون وايت.

ويبدي بعض التجار ثقة بان عملهم سيستمر، بصرف النظر عن القرارات الحكومية، ويقول أحد التجار في بكين "اعلانات الحكومة لا تعني الشيء الكثير".

يرى خبراء ان توعية السكان بشأن مخاطر صيد الفيلة وحيوانات وحيد القرن من خلال حملات يشارك فيها مشاهير هي العامل الوحيد الذي يمكن أن يؤثر على الطلب، وان يحمي الحيوانات في الادغال الإفريقية.




أضف تعليق