العدد 5256 بتاريخ 26-01-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


التلاميذ يعودون إلى المدارس في شرق الموصل

الموصل - أ ف ب

في ملعب تغطي الثقوب الناجمة عن الرصاص جدرانه، جاء عشرات الأطفال لتسجيل أسمائهم في إحدى مدارس شرق الموصل الذي تمت استعادته من «داعش»، بعدما طال انتظارهم عامين ونصف العام.

وقال غسان أحمد، يرافقه شقيقه الأصغر البالغ سبع سنوات والذي لم يذهب يوماً إلى المدرسة إنه «يوم عظيم. إننا نضمن حق أطفالنا في الحصول على التعليم». وكان هذا الأستاذ في جامعة الموصل رفض أن يتلقى أولاده دروساً يعطيها الإرهابيون. وأضاف: «تركتهم في البيت وبدأت تعليمهم بنفسي المواد الرسمية للحكومة العراقية».

أمام المدرسة يذكر منزل محترق في منطقة كانت قبل أسابيع ساحة معركة. وقال محمد البالغ تسع سنوات، إن «الإرهابيين أحرقوا المنزل ليحجب دخانه الرؤية عن الطائرات».

وبدأت الحياة تعود تدريجاً إلى الجانب الشرقي من الموصل الذي تمكنت القوات العراقية من استعادته، بعد مئة يوم من عملية عسكرية كبيرة بدأت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وكان غسان أحمد يعمل أستاذاً في جامعة الموصل قبل استيلاء الإرهابيين على المدينة في حزيران (يونيو) 2014.

وأضاف محمد، وهو من سكان الحي، أن إحراق المنازل كان جزءاً من تكتيك «داعش» لحماية مسلحيه من الغارات الجوية للتحالف الدولي. هو واحد من نحو 250 طفلاً حضروا إلى مدرسة الفراهيدي للمرة الأولى منذ استيلاء الإرهابيين على المدينة. وأكد أنه متلهف جداً للعودة إلى الدراسة، على رغم نقص الماء والكهرباء والكتب المدرسية، موضحاً أنه يريد أن يصبح طبيباً. في هذه الأثناء وقع انفجار على مسافة غير بعيدة، لكن محمد لم يخف وانطلق للهو مع أصدقائه.

وأعيد افتتاح 30 مدرسة هذا الأسبوع تستوعب 1600 تلميذ في الجانب الشرقي لمدينة الموصل الذي فر منه عدد قليل من الأهالي خلال الهجوم وما زالت الغالبية في منازلها.

وقال وليد ورفا، مدير فرع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في أربيل أن «التعليم لا يمكن أن يتأخر، لا بد من أن يكون أولوية». وأضاف أن «المدارس يمكن أن تكون أداة لمساعدة الصغار على تجاوز ما عاشوه من صدمات. عدد كبير منهم في هذه المدينة شاهدوا الكثير من الدمار والموت».

وأفادت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» غير الحكومية بأن 300 ألف طفل على الأقل يعيشون في الشطر الغربي من الموصل الذي ما زال تحت سيطرة «داعش»، ويتوقع أن يشهد معارك شرسة في الأسابيع المقبلة.

وحرم عدد كبير من الأطفال المدارس لأكثر من عامين، وبعضهم أجبر على الانضمام إلى معسكرات «فتيان الخلافة» التابعة للتنظيم الإرهابي.

وشدد ورفا على أن التحدي الحالي هو إعادة الأطفال إلى المدارس. وقال: «مع وجود مليوني نسمة في الموصل لا بد من أن نأخذ في الحسبان أن 35 في المئة من السكان هم من الأطفال، يحتاجون إلى المدارس».

وأضاف: «إنها مهمة كبيرة (...) هناك 40 مدرسة ستعيد فتح أبوابها في الأسابيع المقبلة».

في حي الزهور الذي يقع شمال شرقي الموصل، وقف الطالب العائد حيدر عدنان حاملاً استمارة التسجيل في يده بعدما انتظر لوقت طويل في طابور. وهو في الثامنة عشرة ويريد إنهاء دراسته الثانوية قبل دخول الجامعة. وكان من القلائل الذين ارتادوا المدرسة حين كان يديرها «داعش»، ويذكر أن معلميها كانوا يمضون وقتهم في تمجيد «إنجازات» زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وآخرين من القادة الإرهابيين.



أضف تعليق