العدد 5264 بتاريخ 03-02-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةبيئة
شارك:


أشجار الزيتون الاسبانية المعمرة كنوز مهددة

تريغيرا (إسبانيا) - أ ف ب

باتت عشرات أشجار الزيتون التي تعود إلى آلاف السنين في شرق اسبانيا خاضعة للحماية لانقاذها من مطامع أشخاص يسعون إلى كل ما هو نادر فيقتلعونها من موطنها.
يترجل امادور بيسيت (37 عاما) من سيارة رباعية الدفع قديمة ويجول في حقل بسرعة ويقف امام شجرة زيتون فارعة تواجه الرياح الباردة.
ويقول بفخر "قد تكون أكبر شجرة زيتون في العالم اذ يبلغ قطرها 10.2 امتار". ويظهر قياس الشجرة لمعرفة قدمها، ان قطرها عشرة أمتار وتعود لاكثر من الف سنة وقد ولدت عندما كانت مقاطعة كاتيون قرب فالنسيا جزءا من الاندلس.
ويسهر امادور بيسيت وهو نجل مزارعين على 106 من هذه "النصب" الشبيهة. فهو ينظف بعناية اغصانها المتداخلة ويخلصها من الاعشاب الضارة.
من دون تدخل الانسان، تموت شجرة الزيتون "لان هذه الاعشاب الضارة تأكل الشجرة حتى تقضي عليها".
ويوضح المزارع خوان بورتا (75 عاما) انه قبل سنوات قليلة كانت هذه الاشجار مجرد مرجع حدودي في حقول تنتشر فيها اشجار اللوز والفاكهة المختلفة في المنطقة التي تنتشر فيها الدوالي وحقول القمح ايضا. وكانت غالبا ما تستخدم كخشب تدفئة في المزارع.
ويؤكد "الان ندرك انها اشجار تعود الى الف عام" مشيرا الى "ملكة" حقل عائلته وهي شجرة زيتون تعرف باسم "فارغا ديل اريون".
وتعود هذه الشجرة الى 1702 عام على ما جاء في تأريخ لكلية البوليتكنيك في مدريد. وقد زرع الشجرة الامبراطور قسطنطين العام 314.
وقد زرع الاغريق والرومان اشجار الزيتون في كل ارجاء منطقة المتوسط. وتغطي اشجار الزيتون في اسبانيا مساحة 2,5 مليون هكتار اي ربع المساحة العالمية المزروعة باشجار الزيتون.
وجالت كونثيبثيون مونيوث المهندسة الزراعية في جامعة قرطبة، في البلاد لاحصاء اشجار الزيتون. وتقول "شجرة الزيتون هي من اكثر الاشجار في العالم استمرارية. فهي تتمتع بمقاومة خارقة بفضل براعم +كامنة+ قادرة على احياء الشجرة برمتها".

تحف فنية

الا ان اشجار الزيتون العائدة الى اكثر من الف سنة في اسبانيا مهددة. وقد بلغ الوضع ذروته في منتصف العقد الاول من الالفية. وتقول ماريا تيريسا اديل "يروي الناس ان بعض الاشجار كانت تقتلع وتنقل في شاحنات كبيرة". وتدير هذه السيدة جمعية تضم 27 بلدة في فالنسيا وكاتالونيا واراغون (شرق) تعرف باسم "تاولا دي سينيا" (طاولة سينيا تيمنا باسم نهر في المنطقة) وتعمل على حفظ التراث.
وكانت هذه الاشجار تنقل بالمئات لتباع لاغراض الزينة.
الا ان الاسبان تنبهوا الى الامر وتراجعت تجارة اشجار الزيتون لان الناس ادركوا ان الامر يتعلق "بكنوز من التراث" على ما يؤكد سيزار-خافيير بالاثيوس الناطق باسم جمعية الدفاع عن البيئة "فيليكس رودريغيث دي لا فوينتي".
الا ان المشاتل الاجنبية عبر الانترنت لا تزال تعرض اشجار زيتون "فارعة تعود لالف سنة".
وهذه حال "تودز بوتانيكس" في بريطانيا التي تقترح اشجارا اسبانية من بينها واحدة من فالنسيا بسعر 3500 جنيه استرليني (4130 يورو).
ويؤكد مارك ماكدونالد صاحب المشتل "اشتري شجرة او شجرتين منها سنوياً". الا انه لا يشتري الا اشجار المقتلعة مسبقا والمزروعة في احواض.
وثمة طلب على هذه الاشجار في مناطق مختلفة من اوروبا على ما يقول صاحب المشاتل الفرنسي نيكولا دي بوانييه "من قبل افراد لديهم قدرة شرائية عالية". ويندرج شراء شجرة من هذا النوع من قبلهم في "اطار مشروع اكبر".
فقد زرع الثري الفرنسي برنار ماغريز اشجارا كهذه في حدائق عدة من مزارع الدوالي التي يملكها. واشترى حوالى عشرة منها العام 2011 و"يتراوح عمرها بين 1015 سنة و1860 سنة" في اكبر مزاد على اشجار زيتون معمرة في العالم.
ويؤكد سيزار-خافيير بالاثيوس ان "نقل هذه الاشجار بمثابة اقتلاع كاتدرائية وتغيير مكانها!".
الا ان منظمة المزاد روامي ماكيور هيراس تدافع عن الامر بقولها ان الاشجار التي عرضت للبيع كانت "مقتلعة في الاساس وقد انقذناها" مشيرة الى انه من دون "عرض" لا يوجد بيع.
وبيعت بعض اشجار المزاد باكثر من 60 الف يورو. وقد انضمت بعضها الى "مجموعة رائعة" في الشرق الاوسط.
وتضيف هيراس "بالنسبة لي هي ليست مجرد اشجار انها منحوتات (..) تحف فنية. لقد امضيت سبعة اشهر وانا اجري ابحاثا حول تاريخها".

 



أضف تعليق