مكافحة الهدر الغذائي تتخذ اشكالاً أكثر تنظيماً في بريطانيا
لندن - أ ف ب
تشهد بريطانيا شرارة ثورة جديدة غير اعتيادية تقوم على تنظيم مبادرات لمكافحة الهدر الغذائي بدفع من جمعيات وشركات من خلال استخدام مخلفات الاطعمة وخصوصا الفاكهة في تحضير اطباق ومنتجات مبتكرة.
ويؤكد المستثمر الشاب بن وايتهيد أنه ساهم بجهوده الشخصية بتفادي رمي ما يقرب من 150 طنا من الفواكه في خلال خمس سنوات.
وفي المرة الاولى التي ذهب فيها هذا المتطوع السابق في جمعية "فود سايكل" المتخصصة في مكافحة الهدر الغذائي، بحثا عن فواكه تشارف صلاحيتها على الانتهاء في سوق مجاورة له، قدمت له اثنتا عشرة علبة من الاناناس.
ويقول "كنت على الدراجة الهوائية. لقد نظروا الي وانفجروا بالضحك".
وأنشأ الرجل مذاك شركته الخاصة التي تحمل عنوان "سبير فروت" وتتخصص في تصنيع رقائق تشيبس من البطاطا والإجاص التي يتعذر على التجار بيعها في المتاجر الكبرى.
ويوضح وايتهيد "اذا ما تنقلتم في وسط بستان، سترون ما يشبه البساط من الفاكهة. بعضها لم يعد قابلاً للاستهلاك لكن في اعتقادي أن 90 في المئة منها صالحة للأكل تماما".
وتصنع شركة "سناكت" المرتبطة ب"سبير فروت" سكاكر من الفواكه المحفوظة. وقد انطلقت في عملها بعد جمع 14 الف جنيه استرليني (17400 دولار) من خلال حملة للتمويل التشاركي سنة 2014.
وتعتزم الشركتان توسيع انشطتهما في العام الحالي كما تطمحان لتحقيق حضور على رفوف المتاجر البريطانية الكبرى "سيلفريدجز". هذه الفرصة تشهد على تطور في العقليات بحسب بن وايتهيد.
أمور مفاجئة ولذيذة
ويرى الناشطون في مكافحة الهدر الغذائي، ان سنة 2016 كانت حاسمة في اوروبا. فقد شهدت بلدان بينها فرنسا وايطاليا اقرار قوانين لتعزيز الاجراءات في هذا المجال تلحظ خصوصا تسهيل التبرعات للجمعيات الخيرية.
أما بريطانيا فلم تقم بأي تشريعات في هذا الاطار تاركة للجمعيات والشركات مهمة سد هذه الثغرة.
والتحدي امام هذه الجهات كبير اذ ان حوالى 10 ملايين طن من الاطعمة تذهب هدرا في كل سنة في البلاد، بحسب دراسة اجرتها جمعية "ويست اند ريسورسز اكشن بروغرام" (راب) الخيرية في العام 2016. هذا الرقم يبلغ 88 مليون طن على مستوى الاتحاد الاوروبي بحسب تقديرات صادرة في العام 2012.
وعلى رغم النقص في الدفع السياسي، يسجل تطور في الوعي العام حول هذه المسألة. ففي وسط لندن، تفرد متاجر معروفة بتقديم قهوة عالية الجودة وحلويات غنية بالسعرات الحرارية، مساحة متزايدة للمنتجات المصنعة من الفواكه المسترجعة من المتاجر.
وتقدم جمعيات من بينها "فود سايكل" في مدن عدة في البلاد، حياة ثانية للمنتجات غير المباعة.
في مقصف في حي هاكني في شرق لندن، تقدم الجمعية في كل خميس وجبات نباتية لحوالى خمسين شخصا يواجه كثيرون منهم مشكلات صحية او يعانون الاقصاء الاجتماعي. وفي قائمة الطعام لهذا اليوم: حساء وعجة بيض وسلطة فواكه.
وتوضح آن إنغيل وهي احدى المتطوعات في الجمعية لوكالة فرانس برس أن الهبات الرئيسية قوامها انواع من الفواكه الفاخرة من الحي. المتاجر الكبرى اقل تعاونا مع الجمعية اذ ان جل ما قدمته في هذا اليوم هو كيس خبز.
وفي مطبخ الجمعية، ثمة كميات كبيرة من الفواكه والخضار المنوي التخلص منها. وقد اضافت المتطوعة لتوها اكياسا من المانغا والنعناع والبيض. وتقول "نقدم الكثير من الامور المفاجئة واللذيذة".
لكن لا يزال يتعين تطوير العقليات في البلاد بحسب آن إنغل. وتقول "ثمة متطوعون كثيرون ما زالوا يخشون استخدام منتجات منتهية الصلاحية".