ترامب يوقع على أوامر للمضي قدما في تنفيذ مشروعي خطوط أنابيب مثيرة للجدل
واشنطن - د ب أ
وقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلثاء (24 يناير/ كانون الثاني 2017) أوامر تهدف إلى المضي قدما في انشاء خطي أنابيب نفط "كيستون إكس.إل" من كندا إلى الولايات المتحدة و"داكوتا أكسيس".
كان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد أوقف تنفيذ الخطين بسبب مخاوف بيئية.
وقال ترامب أثناء حفل التوقيع في المكتب البيضاوي إن هذه الأوامر الرئاسية بشأن المشروعين كانت موضوعات التفاوض بشأن اتفاقات خطوط الأنابيب مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وقال ترامب أثناء توقيع الأمر الخاص بخط "كيستون": "سنعيد التفاوض بشأن بعض الشروط. وإذا أرادوا ذلك، سنرى ما إذا كان يمكن مد خط الأنابيب" مضيفا أنه يتوقع أن يوفر المشروع "الكثير من الوظائف، 28 ألف وظيفة. وظائف تشييد عظيمة".
كان خط أنابيب "كيستون" ظل إحدى نقاط الخلاف الواضحة بين الجمهوريين والرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي رفض المشروع عام 2015 بعد سنوات من المراجعة بسبب المخاوف من تأثيراته السلبية على ظاهرة التغير المناخي.
يذكر أن مشروع "كيستون" يستهدف نقل النفط المستخرج من الرمال الزيتية في منطقة ألبرتا الكندية إلى ولاية نبراسكا وسط غرب الولايات المتحدة، حيث يوجد خط أنابيب سيحمل النفط الكندي إلى مصافي التكرير في تكساس.
ودعت المذكرة الرئاسية الصادرة اليوم شركة "ترانس كندا" صاحبة مشروع خط الأنابيب إلى "إعادة تقديم" طلبها إلى وزارة الخارجية الأميركية لإقامة خط الأنابيب حيث سيسهل وزير الخارجية عملية "مراجعة الطلب" خلال 60 يوما.
يذكر أن وزارة الخارجية قد تم تكليفها بمراجعة المشروع لأنه عابر للحدود الدولية. وكان وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري قد أوصى برفض المشروع.
وقد رحبت الحكومة الكندية بتوقيع الرئيس ترامب أوامر تهدف إلى المضي قدما في انشاء خطي أنابيب نفط "كيستون إكس.إل" من كندا إلى الولايات المتحدة و"داكوتا أكسيس".
وقال مسؤولون كنديون إن هذا المشروع سيكون نعمة للعمال والخزانة العامة في كندا.
ونقلت قناة "سي.بي.سي" التلفزيونية الكندية عن وزيرة الشؤون الخارجية الكندية كريستيا فريلاند القول إن قرار ترامب "قرار عظيم بالنسبة لكندا وإقليم ألبرتا. الإقليم يحتاج إلى الوظائف".
وقالت راشيل نوتلي رئيسة وزراء إقليم ألبرتا إن هذه الموافقة ستساعد في زيادة أسعار النفط وهذا سينعكس على زيادة الاستثمارات بما يخلق "الوظائف وهي مهمة لكل سكان ألبرتا".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن هدف الرئيس هو جعل المشروع يتحرك بأسرع ما يمكن.
وأضاف أن المشروع "مهم بالنسبة للوظائف ولاقتصاد بلادنا".
أما خط "داكوتا أكسيس" فقد شهد موقع مده احتجاجات من جانب مجموعات سكان أمريكا الأصليين بسبب الخوف من تأثيره على أراضيهم ومصادر المياه فيها. وكان سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي قد أوقف العمل في المشروع ودعا إلى البحث عن مسارات بديله له.
وفي كانون أول/ديسمبر الماضي أعلن سلاح المهندسين العسكريين في الجيش الأمريكي إلغاء الترخيص للشركة التي تنفذ خط أنابيب" داكوتا أكسيس" بالحفر تحت إحدى المحميات على جانب نهر ميسوري في الولاية الأميركية الواقعة في شمال وسط الولايات المتحدة.
واعتبر هذا القرار انتصارا كبيرا لقبيلة "روك سيوس" التي عارضت المشروع لمدة شهور بمشاركة حوالي 8 آلاف شخص. ويقول سكان أميركا الأصليون إنهم يعارضون هذا الجزء من المشروع الذي شارف على الاكتمال بتكلفة تبلغ 8ر3 مليار دولار لأنه يهدد مناطق الدفن الخاصة بهم وإمدادات المياه في المنطقة.
ويمثل قرار ترامب اليوم دعوة للمهندسين العسكريين من أجل مراجعة المشروع وإعادة النظر في قرارها الصادر في كانون أول/ديسمبر الماضي.
كما وقع ترامب 3 أوامر أخرى، تلزم منفذي خطي الأنابيب باستخدام أنابيب مصنوعة في أميركا وتسهيل عملية إصدار التراخيص اللازمة، وتسريع عملية المراجعة البيئية لمشروعات البنية التحتية.
وتحظى هذه الأوامر بترحيب صناعة النفط وانتقادات جماعات الدفاع عن البيئة.
يقول جاك جيرارد رئيس معهد البترول الأمريكي "نحن سعداء برؤية اتجاه جديد من جانب هذه الإدارة لإدراك أهمية البنية التحتية لقطاع الطاقة في بلادنا من خلال استعادة سيادة القانون في عملية الترخيص الحيوية لمشروعات خطوط الأنابيب وغيرها من مشروعات البنية التحتية".
وأضاف أن "مشروعات البنية التحتية الحيوية في مجال الطاقة مثل كيستون إكس.إل وداكوتا أكسيس سيساعد في توفير الطاقة للمستهلكين والشركات الأميركية بأمان وكفاءة".
في المقابل تشير منظمة "جرين بيس" (السلام الأخضر) المعنية بالدفاع عن البيئة إلى تحالف سكان أميركا الأصليين والمزارعين ونشطاء حماية المناخ في معارضة المشروع.