العدد 5254 بتاريخ 24-01-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


قصة قصيرة... يوميات أخي

مريم عيسى الشيخ - قاصة بحرينية

مريم عيسى الشيخ - قاصة بحرينية

هرول نحو أمي سريعاً كالبرق كما كل يوم فاغراً فاهاً مجفل الخدّين... كأنه مفقود في غابة لساعات وها هو يلقاها أخيراً!

ارتمى بخوف وسألها كالعادة:

من يطلق الرصاص؟ أهم الأشرار أم الأخيار هذه المرة؟

ابتسمت ابتسامة أم وقبّلته تمسح روعته بيديها المرتاعتين كذلك.

لا نعلم يا ولدي اختلطت علينا الأمور ها هنا... ولكنه صوت قبيح ونشاز.

دس دمعه في حضنها وبدأ يتأفف بيديه ورجليه الطفوليتين، ونافذة شقتنا المتخمة بالرصاص تسمعه وتجيبه بمزيد من حناجر الرصاص على هيئة ثقوب... حتى تعب رعباً وبكاء وغفا.

وبنظرة شفقة وحسرة طلبت مني أمي حمله لسريره وتغطيته جيداً مخافة البرد، فضحكتُ وأنّبتني على ذلك.

ما الذي يستدعي الضحك في هذه الأجواء المشحونة؟

المضحك المبكي يا أماه.

وما هو؟

أغطيه عن قساوة البرد والتي ستزول لحافاً فلحافاً ولا يأبه بها ولا يخافها، دونما استطاعتي تغطيته عما يفزعه من شبح هذه الطلقات المجنونة!

فعَصَرت ثوبها بعشرها وأسندت رأسها للحائط الموسوم بالشظايا... موجهةً عينها الحيرى لما إن صح أن يسمى بهذا الشكل - سقفاً -

أتعلمين عندما كنت في سنينه الخمس ما كان سؤالك الدائم لي؟

لا أذكر

أماه... متى سيكون موعد عرض توم وجيري؟

ثم وضعتُه على السرير وهمستُ له في أذنيه أن ينعم بأحلام جميلة خالية من كل رصاصة!



أضف تعليق



التعليقات 8
زائر 1 | 1:25 ص رأيت عين أطفال الحروب وهي تبكي في السطور.. شكرا لك رد على تعليق
زائر 2 | جميلة 1:30 ص محاولة جميلة ... أرى قلم مبدع في المستقبل رد على تعليق
زائر 3 | 1:59 ص سلمت يداكِ رد على تعليق
زائر 4 | 5:09 ص رووووووعه قلم مبدع رد على تعليق
زائر 5 | 11:33 م قلم واعد .. جميل جدا وتعابير رائعة رد على تعليق
زائر 6 | 1:56 ص جتني غصة،، . رد على تعليق
زائر 7 | 8:20 ص روووعةوتعابير جميلة رد على تعليق
زائر 8 | 8:13 ص اسلوب جميل من الكاتبة قصة قصيرة و معبرة . استمري و نتمنى لك التوفيق رد على تعليق