أبل: يحق للبحرين أن تفخر بأوضاع حقوق الإنسان بها... وحريات الرأي والتعبير مرضية للغاية
المنامة - بنا
أشاد رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، عبدالعزيز ابل، بالدعم الذي توليه القيادة لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان في البحرين وبناء منظومة وطنية قوية تدعم مبادئها وأركانها، ولاسيما منها ما يتعلق بحريات الرأي والتعبير، لافتاً إلى أنه لولا توجيهات عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالحرص على تفعيل المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وتنميتها ما كانت لتتحقق هذه الإنجازات الحقوقية الكبيرة التي يرفل في نعيمها كل أبناء هذا الوطن الكريم والمقيمين فوق أرضه.
وقال في تصريحات خاصة إلى وكالة أنباء البحرين (بنا) إن الوضع الحقوقي في المملكة متقدم، حيث إنه لا يوجد في المنطقة سوى 3 مؤسسات وطنية لحقوق الإنسان وفق مبادئ باريس، إحداها في البحرين، وتتمتع هذه المؤسسة بمركز متقدم على المستوى الدولي، مستشهداً بأن دولاً اوروبية كبيرة لا يوجد بها مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان، مؤكدا كذلك أن حريات الرأي والتعبير في مملكة البحرين مرضية للغاية.
وأضاف أن التعاون الكبير الذي تبديه مختلف السلطات مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان عند إعداد تقاريرها يمثل نموذجا لما ينبغي أن يكون بين المؤسسات الحقوقية ومختلف المؤسسات التنفيذية، مشيدا بالاستجابة السريعة للبدء في وضع قانون العقوبات البديلة، والانتهاء من اللائحة التنفيذية لقانون منح الرعاية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والاستجابات السريعة من قبل وزارة الداخلية بشأن مراكز الإصلاح.
وأشار إلى أن التقرير الأخير للمؤسسة للعام 2016، وهو الرابع ضمن سلسلة تقاريرها، تضمن عددا من القضايا التي استهدفت رفع مستوى الوعي وتعزيز مكانة حقوق الإنسان ثقافياً، إلى جانب خلق نهج في فهم واستيعاب منظومة المبادئ الحقوقية برمتها، موضحا أن للمؤسسة تقريرين لا يجب الخلط بينهما، الأول: شامل يتعرض لكل التطورات الحقوقية في البلد ويتضمن توصيات ويتم متابعتها كل سنتين، والآخر يركز على مواضيع معينة هدفها التثقيف والارتقاء بوعي المجتمع وثقافته الحقوقية.
ولفت إلى أن البحرين يحق لها أن تفخر بأوضاع حقوق الإنسان بها، فمنذ العام 2013 إلى الآن حققت المؤسسة الكثير، وتقدمت المملكة على العديد من الدول في هذا المجال، حيث تتم زيارة السجون دون سابق إنذار، ونتلقى على الدوام اتصالات في حالة الرغبة بتقديم الملاحظات، مشيرا إلى أن المؤسسة من بين أبرز خدماتها تلقي الشكاوى، وتقوم بمخاطبة الجهات المعنية لإيجاد الحلول المناسبة، وبتقديم الاستشارة والمساعدة القانونية بالنسبة للقضايا الإدارية.
وذكر أن التفاعل الإيجابي من كل الأجهزة في المملكة مع أداء ومطالبات المؤسسة يجسد الحرص على الإعلاء من قيم الثقافة الحقوقية في البلاد والالتزام بالتوجيهات السامية لها بالتعاون الكامل معها، وهو ما يعني أن هناك تفهماً لدور المؤسسة في تعزيز والارتقاء بمكانة حقوق الانسان وإبقاء صورة البحرين مشرفة كما كانت على الدوام.
وأوضح أن استشارة المؤسسة تأتي إما بمبادرة من مجلس الشورى أو النواب أو من اللجان المختصة للاستئناس برأي خبرائها في الجوانب الحقوقية، حيث يعتبرون المؤسسة المصدر والمرجعية لحقوق الانسان في إعطاء رأي متوازن ومهني وحقوقي بحت، وهو رأي استئناسي واستشاري غير ملزم، وإن كان في أغلب الأحيان يتم الأخذ به، مضيفاً أن المؤسسة تبادر أحياناً بتقديم الآراء كالمقترح الخاص بقانون السجون للفصل بين المحكومين وفقاً للسن، والمقترح الذي قدمته المؤسسة للحكومة في مجال العقوبات البديلة، والذي جاء بدعم وتوجيه من ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وهو الآن في وزارة العدل للإعداد والتهيئة.
وأشار إلى أن مقترح القانون الأخير إن تم إقراره سيكون مرحلة متقدمة جداً على الكثير من الدول في المنطقة وربما العديد من دول العالم، ويهدف إلى استبدال عقوبات الحبس في بعض الجنح بتكليف المدانين بخدمة المجتمع، وسيعمل على تصحيح أوضاع المحكومين وإعادتهم إلى جادة الصواب من دون تكلفة، لافتاً إلى القانون الذي صدر منذ سنتين أيضاً، والذي منح أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة مدة ساعتين للعناية بأبنائهم، وتم تقديم لائحته التنفيذية لمجلس الوزراء لإقرارها.
وأردف أن المؤسسة تولي اهتماماً خاصاً بالقضايا العمالية، وخصوصاً العمالة المنزلية، واقترحت تنظيم الأمر، كما تركز بشكل أساسي على الخدمات المقدمة في مراكز الإصلاح، وذلك بالتعاون مع مفوضية شئون السجناء والمحتجزين، مؤكدا أن المؤسسة تقوم بالتواصل مع المسئولين، وتم تنفيذ العديد من المقترحات المتقدمة، ولاسيما منها ما يتعلق بالخدمات الطبية والزيارات والرعاية والفصل بين مختلف الفئات السنية، إلى جانب تنفيذ مجموعة من برامج التدريب والتعليم، وهو جزء من التعاون مع وزارة الداخلية.
وأضاف أن تركيز المؤسسة الآن منصب على بناء القدرات في مجال حقوق الانسان، مبيناً أن هذه العملية تحتاج إلى جهد وسنوات حتى تؤتي ثمارها، لأنها بالأصل عملية تربوية تستهدف الأجيال القادمة، حيث تم البدء من المدرسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، فنقوم بتلبية طلبات المدارس أو باستضافة بعض الطلبة في المؤسسة ونشرح لهم ماهية حقوق الإنسان بطريقة مبسطة وواضحة تناسب أعمارهم وتسمح لهم باستيعابها.
وتابع أنه قامت المؤسسة أيضاً بالاهتمام بالفئات السنية الأصغر في رياض الأطفال، وبالنسبة للفئات الأكبر سنّاً هناك تعاون مثمر مع جامعة البحرين، حيث يقوم الطلبة المتخرجون بالتدريب لمدة ثلاث أشهر في العيادة القانونية، وتقوم المؤسسة بتدريبهم في مجالات حقوق الإنسان: المبادئ والوثائق الأساسية وكيفية تطبيقها في القانون، والأمر ذاته ينطبق على القضاة من خلال شراكة مع معهد التدريب القضائي.
وأشاد ابل بالتعاون والدعم الكبير الذي تلقاه المؤسسة من مركز عيسى الثقافي، حيث الشراكة الفاعلة والدائمة من خلال الندوات والدورات وورش العمل التي تتم بالتعاون مع المركز، وهي مفتوحة ومجانية للمواطنين والعاملين من الشباب في المؤسسات الرسمية المختلفة.
ونوَّه إلى الوعي والاهتمام الذي يبديه الشباب البحريني، والحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات، وهو ما يؤشر إلى أن المؤسسة قد نجحت في لفت انتباه المجتمع، وخصوصاً فئة الشباب، إلى هذا الموضوع المهم والحيوي، إلى جانب الحرص والمتابعة الذي يتمتع بها المشاركون في الدورات.