تجدد المعارك في وادي بردى ومقتل تسعة مدنيين بقصف لقوات النظام السوري
بيروت - أ ف ب
تدهور الوضع الميداني اليوم الأحد (15 يناير/ كانون الثاني 2017) في وادي بردى قرب دمشق، حيث قتل تسعة مدنيين على الاقل بقصف مدفعي لقوات النظام، في حصيلة هي الاعلى خلال يوم واحد في المنطقة منذ بدء الهدنة قبل أكثر من اسبوعين.
وفي شرق البلاد، أحرز تنظيم "داعش" تقدما في الاطراف الجنوبية لمدينة دير الزور، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار العسكري الذي يحاول السيطرة عليه منذ اشهر طويلة.
وشهدت منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، الاحد اندلاع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المعارضة ومقاتلين من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) من جهة اخرى، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
واحصى المرصد اليوم الاحد مقتل "تسعة مدنيين بينهم ثلاثة اطفال في قصف مدفعي لقوات النظام على قرية دير قانون في وادي بردى، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد في المنطقة منذ بدء الهدنة" التي تشهدها الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الاول/ديسمبر بموجب اتفاق روسي تركي.
وتسبب القصف وفق المرصد بإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح بعضهم في حالة خطرة.
وبحسب الهيئة الإعلامية في وادي بردى، وهي شبكة أنباء محلية معارضة، استهدف القصف مركز تجمع للنازحين" في القرية.
وتوتر الوضع الميداني في المنطقة منذ ليل السبت الاحد إثر اقدام مسلحين مجهولين على اغتيال رئيس لجنة التفاوض في المنطقة اللواء المتقاعد احمد الغضبان، بعد 24 ساعة من تكليفه الاشراف على تنفيذ اتفاق مصالحة بين السلطات والفصائل، بحسب المرصد.
الاتفاق "ملغى"- وقتل الغضبان بعد هدوء نسبي اعقب الاعلان الجمعة عن التوصل الى الاتفاق الذي يتيح دخول فرق الصيانة لإصلاح الاضرار اللاحقة بمصادر المياه في بلدة عين الفيجة مقابل وقف العمليات العسكرية وخروج المقاتلين الراغبين بمغادرة الوادي.
وقال مصدر في وزارة المصالحة السورية لوكالة فرانس برس الاحد "رغم اغتيال المسلحين للواء أحمد الغضبان، الا ان التسوية لم تنهر بشكل كامل في وادي بردى".
وتحدث عن "اتصالات ومساع جديدة بالتوازي مع العمل العسكري الجاري حالياً".
الا ان الناطق الرسمي باسم "الهيئة الاعلامية في وادي بردى" عمر الشامي قال لفرانس برس ان "الاتفاق يُعتبر ملغى من صباح اليوم بعد خرقه من النظام مرات عدة خصوصا بعد مقتل الغضبان".
وتبادل طرفا النزاع السبت الاتهامات بالمسؤولية عن مقتل الغضبان الذي يتحدر من وادي بردى.
واوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) السبت إن "إرهابيين أطلقوا النار" على الغضبان "بعد خروجه من اجتماع مع متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية عين الفيجة".
في المقابل، اتهمت المؤسسات والفعاليات المدنية في قرى وبلدات وادي بردى في بيان مشترك ليل السبت "يد الغدر" باغتيال الغضبان "عند حاجز للنظام (...) لتقضي على كل امل في حل سلمي يحقن الدماء".
كما ناشدت فصائل المعارضة "عدم التوجه الى استانا" حيث من المقرر عقد مفاوضات سلام في 23 يناير/ كانون الثاني بموجب اتفاق الهدنة الذي لم يؤد الى وقف المعارك المستمرة في المنطقة منذ 20 كانون الاول/ديسمبر.
وتسببت المعارك بعد يومين من اندلاعها بقطع المياه عن معظم دمشق وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسئولية عن ذلك. وحملت دمشق الفصائل المقاتلة وتحديدا جبهة فتح الشام مسؤولية قطع المياه عن العاصمة في حين تنفي الفصائل المعارضة وجود مقاتلي الجبهة في وادي بردى.
ويستثني اتفاق الهدنة التنظيمات المصنفة "ارهابية" وعلى راسها تنظيم الدولة الاسلامية. وتصر موسكو ودمشق على انه يستثني ايضا جبهة فتح الشام، وهو ما تنفيه الفصائل المدعومة من انقرة.
تقدم للجهاديين - في شرق سوريا، حقق تنظيم داعش الاحد تقدما على الاطراف الجنوبية لمدينة دير الزور حيث يشن داعش منذ السبت هجوما هو "الاعنف" منذ عام سعيا للسيطرة على كامل المدينة، وفق المرصد.
وأوضح مدير المرصد عبد الرحمن أن التنظيم "تمكن من التقدم في محيط مطار دير الزور العسكري وفي الاطراف الجنوبية للمدينة، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار".
وياتي تقدم داعش رغم شن قوات النظام أكثر من 120 ضربة جوية" على مواقعهم ومناطق الاشتباك منذ صباح السبت، وفق المرصد.
واحصى المرصد مقتل تسعة مدنيين في دير الزور الاحد بينهم امراتان وطفلان جراء غارات قوات النظام على مواقع داعشفي المدينة.
من جهته، قال مصدر عسكري سوري لفرانس برس الاحد إن "الطيران الروسي شن غارات مكثفة على مواقع داعش في تلال الثردة" جنوب المطار.
وبدأ الجهاديون هجومهم السبت من محاور عدة في مدينة دير الزور التي يسيطر التنظيم المتطرف على أكثر من ستين في المئة من مساحتها ويحاصر مئتي الف من سكانها بشكل مطبق منذ عامين، معتمدا على "تفجير انفاق وارسال انتحاريين".
وأكد مصدر عسكري سوري في دير الزور لفرانس برس السبت ان "تنظيم داعش حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها" و"لفصل" المدينة عن المطار العسكري.
وقتل 12 عنصرا على الاقل من قوات النظام وعشرون جهاديا خلال المعارك السبت، تزامنا مع مقتل ثلاثة مدنيين على الاقل جراء قذائف اطلقها الجهاديون على احياء تحت سيطرة قوات النظام، وفق حصيلة للمرصد.
ويسيطر تنظيم داعش منذ العام 2014 على اجزاء واسعة من محافظة دير الزور النفطية الحدودية مع العراق.