العدد 5242 بتاريخ 12-01-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


تعبئة لحماية آخر الفهود المهددة بالانقراض في إفريقيا

هارتبيسبورت (جنوب أفريقيا) - أ ف ب

تبذل جهات عدة جهودا حثيثة لإنقاذ الفهود المهددة بالانقراض في إفريقيا بسبب عوامل كثيرة بينها خصوصا تقلص رقعة انتشارها الطبيعية والصيد الجائر الذي يطالها، غير أن هذه المهمة دونها عقبات كبيرة.

وبينت دراسة نشرت نتائجها أخيراً أن عدد الفهود المتبقية حالياً في الحرية في العالم يقل عن 7100، موجودة بأكثريتها الساحقة في إفريقيا.

وبحسب التوقعات التشاؤمية لمعدي الدراسة، تتجه هذه الفصيلة "بخطى حثيثة" نحو الاندثار في حال لم تتخذ أي تدابير جذرية لحمايتها بشكل طارئ.

وفي ضاحية بريتوريا عاصمة جنوب إفريقيا، يستقبل مركز دي فيلت نحو مئة فهد بعيدا من مواقع التكاثر الطبيعية في غابات السافانا. فقد قلص زوال هذه المواطن الطبيعية تحت ضغط الانشطة البشرية، اعداد الفهود في العالم بنحو مئة ألف حيوان خلال قرن.

هذه الحيوانات التي باتت على احتكاك بالبشر تتعرض للقتل على يد مزارعين راغبين في حماية قطعانهم او تسقط في المكائد ويتم الامساك بصغارها وبيعها بطريقة غير قانونية كحيوانات منزلية للأثرياء في بلدان عدة.

وتقول ريتا غرينفالد من مركز دي فيلت لوكالة "فرانس برس" إن "الفهود هي أكثر الاجناس الحيوانية المهددة المنسية".

وتوضح "الارقام مخيفة. هذه الدراسة لها الفضل في تسليط الضوء على حجم المخاطر التي تتهددها ويجهلها العامة بدرجة كبيرة"، مضيفة "خلال جيل او اثنين، قد تزول الفهود الموجودة في البرية، ويجب القيام بجهد تثقيفي حقيقي".

التحدي الذي يواجهه المدافعون عن الحيوانات البرية كبير؛ فالفهود تعرف بصعوبة تكيفها مع الحياة في الأسر لأنها معتادة على اجتياز مسافات طويلة جداً لاصطياد طرائدها.

 

صعوبة البقاء خارج الأسر

 

وتبلغ مساحة الصيد الخاصة بهذه الحيوانات في كثير من الاحيان ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، وهي مساحة لا تستطيع المحميات الخاصة توفيرها لها. وفي مركز دي فيلت، تقدم الاطعمة للفهود غير أن هذه الممارسة لا تسمح لها بتطوير قدراتها على الصيد وتجعل بنتيجة ذلك امكانية صمودها في البرية امرا غير مضمون.

وفي حياته في الأسر، ينعم الفهد هيثكليف البالغ 7 سنوات بالأكل الوفير والامن وبحب الزوار. لكنه غير قادر على التأقلم مع حياة البرية اذ ان الحيوانات الاخرى من فصيلته تواجه منافسة مباشرة محتدمة من الاسود والنسور والضباع التي تفتك بشدة بصغارها.

وتضمنت الدراسة التي نشرت نتائجها في حوليات الاكاديمية الاميركية للعلوم، شرحا مفصلا عن الظروف الصعبة التي تعيش في ظلها الفهود وهي اسرع الثدييات في العالم.

وتوضح لوري ماركر احدى معدي هذه الدراسة من مركز البحوث الذي تمارس انشطتها فيه في ناميبيا "نطور برامج تسمح ببقاء هذه الحيوانات في اوساط يسجل فيها وجود بشري"، مضيفة "ثمة حلول، هذا يبعث على الامل".

وتشمل هذه الحلول تحسين ادارة المواشي لتقليص مخاطر افتراسها من جانب الفهود، او اللجوء الى كلاب رعيان تعيش بشكل دائم بين القطعان اذ ان الفهود تخشاها وتتوانى تاليا عن مهاجمة القطعان.

وتحذر لوري ماركر من خطورة الوضع مشيرة الى ان زوال الفهود في البرية ستكون له تبعات كارثية.

وتشير إلى أن هذه الحيوانات "تمزج بين السرعة والخطوات الانيقة"، مضيفة "هي جميلة وتتمتع بخصوصية وفرادة بين مثيلاتها من السنوريات".

وباستثناء نحو خمسين من هذه الحيوانات في إيران، تعيش كل الفهود في افريقيا وخصوصا في ناميبيا وانغولا وزيمبابوي وجنوب افريقيا وبوتسوانا وموزمبيق.

وبحسب دراسة اشرفت عليها جمعية علم الحيوان في لندن والجمعية المتخصصة في حماية الحيوانات البرية، تواجه هذه الحيوانات تهديدا خاصا في زيمبابوي حيث تراجع عددها بنسبة 85 في المئة خلال السنوات الست عشرة الاخيرة ليبلغ 170 فقط.




أضف تعليق