70 % من العمليات الجراحية في مركز القلب تجرى لعلاج شرايين القلب
بالفيديو ... 13 إلى 14 حالة تشوه قلب لكل ألف حالة ولادة في البحرين
الجفير - فاطمة عبدالله
قال استشاري أمراض القلب للأطفال بمركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب نيل نيكوكاليس: «إن البحرين تسجل 13 إلى 14 حالة لتشوهات قلبية لكل ألف حالة ولادة، وهي تعد نسبة مرتفعة ومضاعفة، إذا ما قورنت بالنسبة العالمية وهي 1.5 حالة لكل ألف حالة ولادة».
وأضاف «تعد نسبة الإصابة بالتشوهات الخلقية بين المواليد الأطفال في البحرين مرتفعة جداً، وقد يكون السبب في ذلك صلة القرابة بين الزوجين، إضافة إلى إصابة الأم بالسكر، أو الحمل المتأخر الذي يسبب تشوهات في القلب، في الوقت الذي تحتل تشوهات القلب المرتبة الأولى في التشوهات الخلقية لدى المواليد عالمياً».
وجاء ذلك على هامش مؤتمر «مايو كلينك» لأمراض القلب والشرايين الذي عقد أمس الأربعاء (11 يناير/ كانون الأول 2017) في مركز المؤتمرات بفندق الخليج بتنظيم مركز محمد بن خليفة لأمراض القلب، بالتعاون مع مركز مايو كلينك بالولايات المتحدة الأميركية.
من جانبه، قال استشاري واخصائي جراحة القلب بمركز محمد بن خليفة للقلب بمستشفى قوة دفاع البحرين حبيب طريف: «يقوم المركز سنوياً بـ 450 إلى 480 عملية جراحية لقلب مفتوح، ومن ضمنها: جراحة القلب للشرايين وجراحة الصمامات وجراحة التشوهات الخلقية للأطفال».
وأضاف «70 في المئة من العمليات التي تجرى تكون عمليات شرايين القلب، بعدها تكون عملية الصمامات، وهناك نوعان من العلاجات العلاج الجراحي والعلاج عن طريق القسطرة».
وأكد طريف أن أمراض القلب في انتشار في المجتمع، سواء من ناحية أعداد المصابين، أو في انتشار هذه الأمراض بين العمر الأصغر، مبيناً أن ذلك ناجم عن: نمط الحياة وقلة الحركة وزيادة الوزن وانتشار داء السكري، الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب.
وأوضح طريف أن السكري والأمراض المزمنة من المسببات الرئيسية، أو ما يطلق عليها بعوامل الاختطار التي تزيد من نسبة الإصابة، إضافة إلى التدخين والسمنة وزيادة نسبة الكولسترول لها دور في الإصابة بأمراض القلب، وخصوصاً في ظل قلة الحركة وتراكم المواد الدهنية في الجسم، مشيراً إلى أن ذلك أصبح واضحاً أيضاً في الأطفال الصغار.
وأشار طريف إلى أن الجميع معرض بالإصابة بأمراض القلب سواء النساء او الرجال، لافتاً إلى أن نسبة الإصابة بأمراض القلب بعد عمر 40 تزيد لدى النساء، بينما تكون نسبة الإصابة بأمراض القلب أقل في حال كانت المرأة أقل من عمر 40، وقد يعود ذلك إلى الهرمون الأنثوي الذي يفرز الجسد.
وعن الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية، أشار طريف إلى أن نسبة التشوهات الخلقية بين الأطفال تعد مرتفعة في البحرين مقارنة بالنسب الموجود في الدول الأوروبية، مبيناً أن ذلك لا يقتصر على البحرين، فجميع دول الخليج العربي تعاني من ذلك، فهي اعلى معدلات من الدول الغربية، وقد تكون هناك دول أكثر من الدول الخليجية.
وتحدث طريف عن التقنيات في اكتشاف العيوب الخلقية، مبيناً أن البحرين منذ زمن لجأت إلى تقنيات متطورة في اكتشاف التشوهات الخلقية، من خلال الكشف المبكر قبل الولادة، والذي ساعد على إنقاذ الأطفال المصابين بالتشوهات من خلال وضع خطة للعلاج مباشرة بعد الولادة.
وأكد طريف أن القليل من التشوهات تؤدي إلى الوفاة، مبيناً أن أغلب التشوهات يمكن علاجها سواء بالأدوية أو بالطرق الجراحية.
وذكر طريف أن الأطفال المعرضين لأمراض القلب تكون لهم عوامل مكتسبة كداء السكري، مبيناً أن ذلك يمكن قياسه منذ الصغر، مشيراً إلى أنه لابد من توعية الأطفال بضرورة الحركة وتناول الطعام الصحي، مبيناً أن التوعية ليست بالدرجة المطلوبة في البحرين.
من جهته، قال استشاري أمراض قلب في مايو كلينك جوزيف معروف: «إن نسبة انتشار أمراض القلب في البحرين قريبة من النسب العالمية في جميع الدول، وخصوصاً أن من أهم الأمراض انتشاراً هي أمراض شرايين القلب، إذ إن هذه من أكثر الأمراض انتشاراً، في حين تليها أمراض صمامات القلب، في الوقت الذي تعتبر أمراض صمامات القلب من الأمراض الشائعة والتي تزيد احتمالية إصابتها كل ما تقدم الإنسان بالعمر».
وأضاف «أكثر أمراض القلب انتشاراً بين الأطفال هي التي لها علاقة بالأمراض الخلقية وليست المكتسبة التي تكون ناجمة عن عوامل الاختطار أو العامل الوراثي».
وتابع «التطور الطبي ساهم في زيادة عمر الطفل المصاب بالتشوهات الخلقية، فبعد أن كانت التشوهات الخلقية تؤثر على حياة الطفل أصبح اليوم بإمكانه أن يعيش 30 عاماً وأكثر، إلا إن هناك عاهات خلقية والتي لها علاقة بكهرباء القلب، وهذه التي يمكن أن تسبب وفاة المفاجئ بين الشباب في عمر المراهقة أثناء الرياضة، فأغلب هذه الفئة يفارقون الحياة فجأة، وقد يكون ذلك بسبب كهرباء القلب أو مشاكل أخرى في القلب».
وأكد معروف أن الهدف من هذا المؤتمر تبادل الخبرات بين البحرين وباقي الأطباء من باقي الدول.
من جانبه، قال استشاري أمراض قلب في مايو كلينيك ناصر ماشا: «هذا المؤتمر يقام للعام الرابع ويهدف إلى تبادل الخبرات بين الأطباء المشاركين، كما سيتم أيضاً إجراء بعض العمليات وذلك للاستفادة من الناحية العملية».
وأضاف «سيتم إجراء بعض العمليات، فمن بداية عقد هذا المؤتمر خلال الأعوام السابقة بعضهم زاروا مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، وسيتم إجراء 3 عمليات قسطرة في المركز يوم الجمعة».
وتابع «من المهم أن يكون تبادل خبرات بين الأطباء من جميع الدول، فأحياناً من الصعب تشخيص بعض الأمراض، لذا فإن في بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى استشارة أخرى».
وأكد أن أمراض القلب على الرغم من أنها من أهم أسباب الوفاة عالمياً، إلا أن هناك تحسنا في اهتمام الناس في نمط الحياة ما يقلل من نسبة الوفيات.
ويذكر أن المؤتمر الدولي يعقد للسنة الرابعة على التوالي، ويستمر حتى 14 يناير 2017، إذ استقطب في نسخته هذه ما يزيد عن 200 مشارك من الأطباء العالميين والمحليين، في الوقت الذي سيقوم 11 محاضرا من مايو كلينيك بإلقاء 34 محاضرة يستعرضون من خلالها بشكل شامل جميع الجوانب المتعلقة بأمراض شرايين القلب، وفشل عضلة القلب، وأمراض صمامات القلب، والعيوب الخلقية للقلب، واضطرابات النبض مع التركيز على طرق التشخيص المتقدمة والعلاج لمثل هذه الحالات.