مرشّح ترامب للعدل يتعهد مواجهة «وباء الإرهاب»
الوسط - المحرر السياسي
أصدرت أجهزة الاستخبارات الأميركية تقريراً متشائماً يرجّح نهاية «عصر هيمنة» الولايات المتحدة في العالم، وصعود الصين وروسيا في مقابل تفاقم النزاعات في مستقبل «مظلم وصعب». كما يتوقّع «تزايد الشرخ الطائفي» واستمراره حتى العام 2035، حسبما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأربعاء (11 يناير/ كانون الثاني 2017).
أتى ذلك قبل ساعات من خطاب وداعي ألقاه الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، يمهّد لحركة سياسية تتصدّى لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يتسلّم الحكم في 20 الشهر الجاري.
وانطلقت جلسات الاستماع لتعيين وزراء ترامب في الكونغرس أمس، بمواجهات ساخنة لجيف سيشنز، المرشّح لحقيبة العدل، والجنرال جون كيلي لحقيبة الأمن الداخلي. ودافع سيشنز عن استقلاليته إزاء ترامب، متعهداً مواجهة «وباء الإرهاب الإسلامي المتطرف». لكنه رفض فرض حظر على دخول المسلمين الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو، إذ ندّد الكرملين بتشديد الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين روس، وبمشروع قانون مقترح في مجلس الشيوخ الأميركي لفرض عقوبات «شاملة» على روسيا بعد اتهامها بـ «التدخل» في انتخابات الرئاسة الأميركية.
الى ذلك، حذرت الاستخبارات الأميركية، في تقرير يصدره كل أربع سنوات «مجلس الاستخبارات الوطنية» وتضمّن 240 صفحة، من أن إدارة ترامب ستواجه تزايد خطر حصول نزاعات دولية وتراجع القيم الديموقراطية في شكل يُعتبر سابقة منذ انتهاء الحرب الباردة، لافتاً الى أن الأدوات الاقتصادية والتغيّر التكنولوجي والتراجع النسبي للزعامة الأميركية في العالم، تشكّل عوامل «تدعو إلى التفكير في مستقبل مظلم وصعب».
وأضاف التقرير، وعنوانه «التوجهات العالمية: مفارقة التقدّم»، أن «السنوات الخمس المقبلة ستشهد صعوداً للتوترات داخل الدول ولديها». وتابع: «سواء كان للأفضل أم للأسوأ، يدفع المشهد الدولي البازغ عصر الهيمنة الأميركية بعد الحرب الباردة إلى نهايته». ورأى «صعوداً بطيئاً للصين وروسيا في التصدّي للتأثير الأميركي»، منبهاً إلى أن «السنوات الخمس المقبلة ستمتحن قوة أميركا (في اتجاه) الأسوأ أو الأفضل».
ووَرَدَ في التقرير الذي أُعدّ استناداً الى أكثر من 2500 اجتماع لأجهزة الاستخبارات في 35 دولة، أن «السنوات الخمس المقبلة ستشهد قيادة روسية مستمرة، في محاولة استعادة القوة الروسية العظيمة، من خلال التحديث العسكري، والتدخلات الخارجية، وبسط دور روسيا في مقابل الحدّ من تأثير الغرب وتعزيز القوة النووية وتأجيج المشاعر الوطنية»، مستدركاً أن موسكو «تبقى غير واثقة بموقعها الخارجي، وستتحرّك حين يلزم لبسط مصالحها الوطنية».
وفي الشرق الأوسط، رجّح التقرير «ازدياد نسبة الإرهاب والتنافس الإقليمي، وتفاقم الشرخ السنّي- الشيعي على المدى القصير، وقد لا ينتهي قبل 2035».
في غضون ذلك، قاطع جلسة الاستماع الى سيشنز في الكونغرس، متظاهرون اتهموه وترامب بالعنصرية، وهذا ما نفاه المرشح لتولي وزارة العدل، متعهداً حماية القانون والدستور الأميركيَين واحترامهما في حال الموافقة على تعيينه، كما أوقف خلال الجلسة أشخاص قالوا إنهم من حركة «كو كلوكس كلان» العنصرية.
وواجه سيشنز أسئلة صعبة خلال مثوله أمام لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، إذ قالت السيناتور ديان فينشتاين، أبرز الأعضاء الديموقراطيين في اللجنة، إن منصب وزير العدل «يتطلّب خدمة الناس والقانون، لا الرئيس»، متحدثةً عن «خوف كبير» في الولايات المتحدة، لا سيّما لدى السود.
ودافع سيشنز عن نفسه ومؤهلاته، متعهداً التصدي للهجرة غير الشرعية والعنف المسلّح و «وباء الإرهاب الإسلامي المتطرف». ورفض فكرة طرحها ترامب لحظر دخول المسلمين الولايات المتحدة.
وكان الرئيس المنتخب عيّن صهره جاريد كوشنر (36 سنة) مستشاراً بارزاً في البيت الأبيض، معتبراً أنه «سيكون ذا قيمة هائلة في فريقي لإطلاق برنامجي الطموح وتنفيذه». وكوشنر معروف بمواقفه الليبرالية وبقربه من إسرائيل، علماً أنه يهودي.
إلى ذلك، وصف الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف فرض واشنطن عقوبات على شخصيات روسية بارزة اتهمتها بأداء دور ضمن «آلة القمع الروسية»، بـ «خطوة إضافية» في اتجاه «تفسّخ العلاقات» بين موسكو وواشنطن. وانتقد مشروع قانون أعدّه أعضاء ديموقراطيون وجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، لتشديد العقوبات على روسيا، لاتهامها بالتدخل في الانتخابات الأميركية، وبسبب ممارساتها في سورية وأوكرانيا.