الدهماني: نقل التقنية يحتاج إلى انسجام أطرافها
المنامة – جامعة الخليج العربي
وصف عميد كلية الدراسات العليا محمد الدهماني فتح الله عملية نقل التقنية "بالسهل الممتنع" حيث يتطلب تحقيقها توافر الانسجام التام بين فريق واسع من القيادات الحكومية، والأكاديميين، والباحثين، والتقنيين والممولين، والمشرعين، والمسوقين، لتحويل الأفكار الإبداعية إلى تقنيات مبتكرة قابلة للتطبيق والرواج السوقي عبر العديد من الخطوات المتقاطعة التي تطلب دقة عالية وتعاوناً بين مختلف الأطراف لنجاحها.
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان "الابتكار في مجال التقنية" قدمت ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها قسم إدارة الابتكار والتقنية في كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، وقال الدهماني إن الابتكار هو المفتاح الذي نعبر من خلاله من عصر لآخر، حيث تدفع الحاجة البشرية للتطور المجتمعات البشرية لابتكار حلول لتطورها كما حصل حينما اخترعت السيارة على سبيل المثال لتحل مشاكل التلوث التي كانت تسببها الأحصنة.
وأضاف الدهماني فتح الله ان القرن الواحد والعشرين جاء بالعديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية وللتصدي لهذه التحولات لابد من الاهتمام بابتكار التقنية التي تشكل الركيزة الأساسية لاقتصاد المعرفة، ومن هذا المنطلق يمكن الاستفادة من ثبوت العديد من النظريات العلمية والاختراعات التي جاء بها القرن العشرين لتحدث نقلة بارزة في العالم على صعيد العلوم الفيزيائية، والطبية، وعلوم الفضاء، والالكترونيات وغيرها.
ولفت الدهماني فتح الله إن عملية نقل التقنية تحتاج إلى إدارة حكيمة للتوفيق بين الأدوار المختلفة التي تلعبها: الحكومة، المشرعون، القطاع الصناعي، القطاع العلمي والبحثي. حيث يلعب قائد عمليات نقل التقنية مهمة قائد الأوركسترا الموسيقية لضمان تقريب وجهات النظر بين مختلف أطراف عملية الابتكار التقني.
وتناول الدهماني فتح الله مراحل انتقال التقنية حيث قال إنها تشمل: دراسة متطلبات السوق، ثم تحديد التكنولوجيات الممكن نقلها وتطبيقها، ثم التفاوض بين الأطراف المسئولة عن نقل التقنية كالجامعات والقطاع الصناعي، بعدها تأتي مرحلة التخطيط وهي العملية التي يتم من خلالها تحويل المنتج إلى منتج سوقي، ثم مرحلة النظر في التشريعات والقوانين التي تضمن حقوق مختلف الأطراف.
وقدم الدهماني فتح الله خلال المحاضرة نماذج لدعم انتقال التقنية ومنها: رأس المال المغامر ويقصد به تبني أصحاب رأس المال فكرة الجهة أو الشخص المبتكر والتشارك معه في تحمل الربح والخسارة. ومن الأمثلة الأخرى التبرعات المفتوحة حيث يعرض صاحب الفكرة الابتكارية فكرة مشروعه ويعلن عن رغبته في استقبال التبرعات المفتوحة لكل من ينوي دعم الفكرة، كما توجد أمثلة أخرى على دعم التقنية كالمؤسسات الحكومية الداعمة للابتكار، والحاضنات وهي الأماكن التي تتلقى فيها الشركات الصغيرة الدعم اللوجستي والمادي والاستشاري، إضافة الى الجامعات التي قد تعمل على تأسيس مكاتب بحثية رديفة تعمل على نقل التقنية، الى جانب دعم القطاع الخاص والذي يعد ركيزة مهمة لتعزيز الابتكار.
وفي ختام محاضرته قدم محمد الدهماني فتح الله مجموعة من الرسائل لجمهور الندوة: 1- إن إخفاق نقل التقنية يكون في معظم الحالات نتيجة نقص إدراك المشرفين على نقلها بأن عملية نقل التقنية عملية دقيقة لا يمكن الاستهانة بها. 2- نقل التقنية يحتاج إلى جهد فريق متكامل ومصمم على قهر الصعوبات. 3- حينما أراد حنبعل هزيمة روما في الحروب التي خاضها ضد الإمبراطورية الرومانية ابتكر طريقة جديدة فى القتال وظف من خلالها الفيلة. قبلها كان حنبعل قد سأل كيف ستهزم روما وأجاب قائلاً: "هناك طريق وان لم نجد الطريق سنصنعه" وهذا ما تحتاجه التقنية وفقاً للدهماني.