زار خلالها مركز الإرشاد الزراعي للمزرعة المتكاملة
«الأسطح الخضراء» في زيارة علمية وتعليمية للأحساء بالسعودية
الأحساء (السعودية) - محمدباقر أوال
في فبراير/ شباط 2015، افتتح المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة بالأحساء، ودشن في الافتتاح مشروع حصر الآفات والأمراض الزراعية في المملكة العربية السعودية.
تعتبر الأحساء أكبر محافظة من محافظات السعودية، وتقع في الجزء الشرقي من المنطقة الشرقية، وهي تتألف من مدينة الهفوف ومدينة المبرز والتي هي أيضاً مدينة الأحساء، وتعتبر هذه المحافظة البوابة لدول الخليج العربية، حيث إن مساحتها تصل إلى ما يُقارب 430 ألف كيلومتر مربع وهذا يُعادل حوال ربع مساحة السعودية.
أحدث افتتاح المركز نقلة نوعية في خدمات الإرشاد المقدمة للمزارعين ومربي الماشية والنحالين وصيادي الأسماك بشرائحهم المختلفة. إذ قال مدير الزراعة بالأحساء خالد الحسيني، إن البرامج التي يقدمها المركز يتم تنفيذها بالتعاون بين وزارة الزراعة بالمملكة العربية السعودية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي تسهم في إرشاد المزارع بكيفية استفادته من جميع مخرجات مزرعته ومخلفاتها واستغلالها الاستغلال الأمثل لإيجاد تدفقات نقدية يستفيد منها في تحسين العائد المادي له، إلى جانب توعيته وإثراء مخزونه التقني الزراعي.
فريق الأسطح الخضراء قام بزيارة علمية وتعليمية لمحافظة الأحساء يومي (السبت 31 ديسمبر/ كانون الأول 2016، الأحد 1 يناير/ كانون الثاني 2017)، وأطلعوا على ما يقوم به المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة بالأحساء من تقديم مشروعات وخدمات للمزارعين، كما قام الفريق في يومه الثاني للرحلة العلمية بزيارة إلى محطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية التابعة لجامعة الملك فيصل بالأحساء.
بدوره قال رئيس مركز الإرشاد الزراعي للمزرعة المتكاملة عيسى سلطان: «إن فكرة إنشاء المركز هو بناء نماذج زراعية مختلفة في الأحساء الذي يعتمد فيها المزارعون بشكل غالب على زراعة النخيل»، منوهاً في ذلك، بأن «إدخال البدائل صعب جداً، ولكننا في المركز حافظنا على الأصالة من زراعة النخيل ووضعنا نتائج من زراعة خضراوات مكشوفة وزراعة محمية أمام المزارعين لإقناعهم بنتائج المحصول».
وذكر «هناك أنواع عدة من التربة الصالحة للزراعة، يجب اختيارها من خلال مختبرات يتم فحصها». وشرح بذلك تقسيم التربة إلى أقسام عدة من الطين وطفال طيني طمي وطين طمي.
وقال «إننا نأتي بالمزارع للمركز لرؤية النتائج من محصول للإنتاج، وحل كثير من المشكلات التي يواجهها المزارع».
إلى ذلك، قام الوفد بجولة في مركز الإرشاد الزراعي، واطلع على أقسامه المتنوعة ومنها، المنحل، مزارع العنب، حقل خضروات، وبيت محمي.
كما تم خلال الجولة تنظيم ورش علمية منها، ورشة كيفية القضاء على الطفيليات قدمها الباحث الزراعي مصطفى المسعود، وورشة عن متنزه الأحساء الوطني قدمها مدير المتنزه إبراهيم اليحيى، وورشة عن الزراعة المحمية قدمها الأستاذ المشارك قسم هندسة النظم الزراعية، هندسة التحكم البيئي، جودة الهواء في كلية العلوم الزراعية والأغذية عماد المهناء.
وفي يومه الثاني، زار فريق الأسطح الخضراء محطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية التابعة لجامعة الملك فيصل بالأحساء، حيث اطلع الوفد الزائر على معمل محلب الأبقار، ومصنع الألبان، ومصنع الدواجن.
بدوره قدّم مشرف عام محطة تدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية بجامعة الملك فيصل، نبيل سعود البلوشي، شرحاً مفصلاً عن دور محطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية، وهو عبارة عن تدريب لطلاب البيطرة والأبحاث التابعين لجامعة الملك فيصل. وشرح البلوشي: «دور أجهزة المحطة وما تقوم به من بداية حلب الأبقار حتى إنتاج الألبان والروب واللبنة والحليب والأجبان المنوعة والزبدة».
وتابع: «إن المحطة أنشئت قبل عامين، إلا أن العمل الفعلي لم يبدأ للآن بسب عدم توافر الحليب بكميات قابلة للتصدير».
وأضاف «إن عدد الأبقار الموجودة بمحطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية نحو 80 عجلاً، ونطمح أن يكون أكثر في الأعوام المقبلة لنصل إلى 300 بقرة حلوب، بحيث يكون هناك إنتاج ويتحول المركز إلى استثماري».
بعد ذلك، قام الفريق بجولة داخل المحطة، حيث قام بزيارة مزرعة الدواجن والمحمية الطبيعية.
وفي جولة أخرى، زار فريق الأسطح الخضراء مركز أبحاث الثروة السمكية التابع لجامعة الملك فيصل. إذ تحدث في الجولة فني مختبر في المركز طالب الماجستير في جامعة الملك فيصل عدنان حسين حاجي، عن نظام الاستزراع السمكي بنظاميه المغلق والمفتوح، وشرح كيفية الاستفادة من المياه المستخدمة بالأحواض في استزراع الأسماك.
وأردف: «نستفيد من خلال الاستزراع السمكي في زراعة الطماطم والخيار وذلك عن طريق استخدام فضلات الأسماك».
أما عن نوعية الأسماك المستزرعة، قال: «أكثر الأنواع هي السمك البلطي وبأحجام متنوعة». وقال حاجي: «إن مساحة الأحواض هي 3 أمتار مكعبة وتحتوي نحو 400 سمكة صغيرة، وإن الأحواض الموجودة بالمركز 12 حوضاً كبيراً».
إلى ذلك، فإن المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة بالأحساء، يعد من أمثل المناهج الزراعية شيوعاً في البلدان المتقدمة هدفها المحافظة على البيئة وتحقيق قدرة تنافسية للمزارع ليسهم في زيادة كمية الإنتاج الزراعي المحلي بأقل استخدام للموارد الطبيعية وخاصة المياه، الأمر الذي يشجع المزارع على استغلال المزرعة استغلالاً كاملاً في جميع المجالات الزراعية، بدءاً من الإنتاج النباتي وتنمية الثروة الحيوانية، مروراً بتدوير المخلفات النباتية والحيوانية وإنتاج الأسمدة العضوية التي يعاد استخدامها في مواسم زراعية مقبلة بحسب الدورة الزراعية لكل منتج ولتكون المزرعة وحدة إنتاجية متكاملة.