العالم يترقب مصير المونديال وإنفانتينو يتمسك بوعوده الانتخابية
زيوريخ - د ب أ
بعد أقل من 11 شهرا على انتخابه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يتطلع السويسري جياني إنفانتينو إلى تنفيذ أحد أهم وعوده الانتخابية التي ساعدته في الجلوس على عرش الساحرة المستديرة.
يترقب إنفانتينو ومئات الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم واحدة من أهم الخطوات في تاريخ بطولات كأس العالم عندما يجتمع مجلس الفيفا غدا (الثلثاء) لمناقشة الاقتراح المقدم من إنفانتينو بزيادة عدد المقاعد في بطولات كأس العالم بداية من نسخة 2026.
ويتأهب 30 عضوا بمجلس الفيفا بقياد إنفانتينو إلى اتخاذ أحد أهم القرارات في تاريخ اللعبة وإن كان من الممكن أن يتأجل حسم القرار حتى إشعار آخر وألا يشهد الاجتماع غدا في مدينة زيوريخ السويسرية النتيجة التي يتمناها إنفانتينو خاصة في حالة طالب المجتمعون بالتعرف أولا على الزيادة التي ستطرأ على عدد المقاعد التي يحصل عليها كل اتحاد قاري قبل اتخاذ القرار بشأن زيادة عدد المقاعد.
وإلى جانب موضوعات أخرى مدرجة في جدول أعمال جلسة الغد والتي تأتي بعد يوم واحد من الحفل السنوي لتوزيع جوائز الفيفا، ستشهد الجلسة مناقشة مثيرة لاقتراح زيادة المقاعد في نهائيات المونديال من 32 منتخبا كما هو عليه الحال الآن إلى 40 منتخبا أو 48 منتخبا بداية من نسخة 2026 إذ ستسير النسختان المقبلتان في 2018 بروسيا و2022 بقطر على نفس النظام المعمول به منذ كأس العالم 1998 بفرنسا والذي يعتمد على تقسيم المنتخبات الـ32 المشاركة على ثماني مجموعات بكل منهما أربعة منتخبات ليتأهل الفريقان صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور الثاني الذي يقام بنظام المواجهات الفاصلة مثل باقي الأدوار التالية حتى النهائي.
ولن تقتصر المناقشات على زيادة عدد المنتخبات فحسب وإنما على نظام البطولة في حال الاستقرار على 40 منتخبا أو 48 منتخبا حيث يسفر كل من الاختيارين عن سيناريوهات مختلفة لنظام البطولة والتأهيل من الدور الأول في النهائيات إلى الأدوار الفاصلة.
وفي حال الاستقرار على زيادة عدد المنتخبات إلى 40 في النهائيات، ستقسم هذه المنتخبات على ثماني مجموعات بكل منها خمسة منتخبات أو عشر مجموعات بكل منها أربعة منتخبات.
وفي حال الاستقرار على زيادة عدد المنتخبات في النهائيات إلى 48، سيكون الاختيار لنظام البطولة بين إجراء دور فاصل بين 32 منتخبا يتأهل منها 16 منتخبا إلى الدور التالي للقاء المنتخبات الـ16 الأخرى في البطولة في دور المجموعات أو تقسيم المنتخبات الـ48 كلها إلى 16 مجموعة بكل منها ثلاثة منتخبات على أن يتأهل من كل مجموعة صاحبا المركزين الأول والثاني إلى الأدوار الفاصلة التي تقام بنظام خروج المغلوب أيضا.
وإذا استقر مجلس الفيفا على زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 40 أو 48 منتخبا، لن يكون هذا هو التغيير الأول بالطبع على عدد مقاعد النهائيات ولكن سيكون التغيير الأكثر إثارة للجدل كما سيعود على الفيفا والاتحادات الأهلية والقارية بمكاسب مالية كبيرة بخلاف زيادة نصيب كل قارة من مقاعد المونديال.
وعلى رغم هذا، يظل التخوف سائدا من إمكانية تأثير هذه الزيادة سلبيا على المستوى الفني للبطولة وهو نفس التخوف الذي ظهر منذ بدء التفكير في زيادة عدد المنتخبات في بطولات كأس الأمم الأوروبية من 16 إلى 24 منتخبا وهو ما بدأ تطبيقه بالفعل منذ النسخة الماضية (يورو 2016) بفرنسا.
ويتوقع المسئولون بالفيفا أن تسفر هذه الزيادة عن زيادة ملحوظة في عائدات البطولة تصل إلى 20 في المئة في حال كانت الزيادة إلى 48 منتخبا علما بأن عائدات البطولة المقبلة في روسيا تبلغ 5.5 مليار دولار.
وكان إنفانتينو وعد أيضا في إطار حملته الانتخابية بتقديم دعم مالي كبير إلى جميع الاتحادات الأهلية الأعضاء بالفيفا والتي يبلغ عددها حاليا 211 اتحادا أهليا.
ولم يخف إنفانتينو ميله إلى زيادة عدد المنتخبات في النهائيات إلى 48 منتخبا حيث أوضح في تصريحات له مؤخرا أن هذه الزيادة تحافظ على المستوى الفني للبطولة وتدعمه بشكل كبير نظرا لأهمية كل مباراة في البطولة بداية من الدور الأول وبغض النظر عن النظام الذي ستقام به البطولة.
وتسفر هذه الزيادة عن زيادة في عدد مباريات البطولة وهو ما يعني زيادة حجم العائدات من الرعاة وحقق البث التلفزيوني ولكنه يعني في نفس الوقت زيادة في الحد الأدنى لعدد الاستادات المطلوبة للاستضافة بحيث يكون 12 استادا على الأقل كما سيتطلب هذا زيادة ملموسة في تكاليف الاستضافة.
وفيما كشف إنفانتينو من قبل عن التأييد الذي ناله الاقتراح بشأن زيادة عدد المقاعد والذي جاء معظمه من الاتحادات الأهلية في آسيا وإفريقيا في ظل الزيادة الجيدة، كشفت الفترة الماضية عن معارضة قوية واضحة من قطاعات أخرى في مقدمتها معارضة أوروبية بقيادة الاتحاد الألماني للعبة والذي أعلن رئيسه راينهارد جريندل عن معارضة اتحاده لهذه الزيادة مشيرا إلى أن الإبقاء على العدد كما هو حاليا (32 منتخبا) أمر ضروري.
كما أبدت رابطة الأندية الأوروبية (إكا) بقيادة الألماني الآخر كارل هاينز رومينيغه معارضتها لفكرة زيادة عدد المقاعد في المونديال لما في هذا من زيادة في الضغوط على اللاعبين بسبب زيادة عدد المباريات في البطولة.
ولكن هذه المعارضة لم تسلم من استثناءات أوروبية يتزعمها مسئولون بأندية كبيرة من بينهم رئيس نادي ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريز ورئيس نادي برشلونة الإسباني جوسيب بارتوميو.