«انفلونزا الطيور» تهدد باختفاء الدجاج والبيض من موائد السعوديين
الوسط - المحرر الصحي
تسود مخاوف بين السعوديين من حدوث نقص في المعروض من الدجاج والبيض في الأسواق المحلية، في ظل قرارات حظر استيرادهما، والتي شملت إلى الآن 16 دولة أوروبية وأفريقية وآسيوية وأميركية، إثر انتشار مرض أنفلونزا الطيور عالي الضراوة فيها ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الأحد (8 يناير / كانون الثاني 2017).
وجاءت قرارات الحظر بعد تلقي السعودية بلاغات من المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE)، أفادت بظهور بؤر للمرض في مناطق من هذه الدول.
وتوالت القرارات التي أصدرتها كلاً من الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة البيئة والمياه والزراعة خلال الأسابيع الماضية، بحظر استيراد لحوم الدواجن وبيض المائدة ومنتجاتهما وتجهيزاتهما، من محافظات ومقاطعات دول عدة، وسبقها ارتفاع الأسعار، فهل يستيقظ السعوديون على موائد خالية من البيض والدجاج؟
وكانت السعودية حظرت استيراد البيض من مقاطعة باتش كيشكون وبكيش في المجر، ومحافظة خيرسون في أوكرانيا، ولوبوسكي في بولندا، ومقاطعة فرايزلاند في هولندا، واقاليم تارن، ولوت وغارون، وأفيرون، ومناطق: دوردونيي ولاند، وفيين العليا، وجارس، والبرانيس الأطلسية، والبرانيس العليا، ولوت في فرنسا، وولاية فورالبرغ في النمسا، إضافة إلى منطقة فينيتو الإيطالية.
أفريقياً، شمل الحظر كلاً من منطقة ماريتيم في جمهورية توغو، وأربع مناطق في دولة غانا، هي: أكرا، وفولتا، وأشانتي، والمنطقة العليا الشرقية، إضافة إلى تونس، وكذلك الهند، ومنطقة شوكها في بوتان في آسيا.
وشمل الحظر أيضاً ولايات: أنديانا، ونبراسكا، وأوريغون، وكاليفورنيا، وواشنطن، وأيداهو، ومينيسوتا، وميزوري، وكانساس، وأركنساس، ومونتانا، وشمال داكوتا، وجنوب داكوتا، وويسكونسن، وأيوا في الولايات المتحدة الأميركية.
واستوردت السعودية من المجر في العام 2015، حوالى أربعة آلاف و626 طناً من البيض والطيور وعسل البان ومنتجاتها. فيما استودرت من أوكرانيا ألفاً و108 أطنان، ومن فرنسا 26 ألفاً و644 طناً من الدجاج، ومن أميركا حوالى 19 ألفاً 662 طناً، و68 ألفاً و412 طناً من هولندا، وبولندا 14 ألفاً و966 طناً، ومن الدانمرك 65 ألفاً و908 أطنان، ومن ألمانيا 48 ألفاً و940 طناً. بينما تستورد من السويد ألفاً و472 طناً، ومن تونس 77 طناً.
ويمثل الدجاج المستورد حوالى 75 في المئة من استهلاك السعوديين. فيما يقدر المنتج محلياً بـ25 في المئة من المعروض في الأسواق، بحسب بعض التقديرات، فيما يشير آخرون إلى رقم أعلى من ذلك. ويصل استهلاك السعودية من الدواجن إلى حوالي 1.6 مليون طن سنوياً.
ويعد الدجاج أحد المكونات الرئيسة لأهم الأطباق التي يقبل السعوديون على تناولها يومياً. وتصنف البلاد من الدول المتصدرة في استهلاك الدجاج عالمياً. ويقدر نصيب الفرد الواحد من لحوم الدواجن بحوالي 47 كيلوغراماً سنوياً، ومتوسط استهلاك الفرد من بيض المائدة 120 بيضة سنوياً.
واعتبر مساعد المستشار الفني لشركة «فقيه للدواجن» محمد الغامدي، السعودية من أعلى الدول استهلاكاً للدواجن، مبيناً أن حجم الاستثمارات في هذا المجال تبلغ 42 بليون ريال. ووصل حجم الإنتاج المحلي من الدواجن إلى 700 ألف طن في العام 2015، والذي يغطي 45 في المئة فقط من الاستهلاك المحلي، بحسب تقديرات الغامدي.
ويحتل الدجاج هذه المكانة على موائد السعوديين لوفرته ورخص سعره، مقارنة مع اللحوم والأسماك، على رغم أن أكله كان قبل عقود قليلة يُعد أمراً «منبوذاً» عند شرائح واسعة من المجتمع، وكانوا يعيبون على من يأكل الدجاج بأنه يأكل «بنات المؤذن» في إشارة إلى الديك.
وتعرض سوق الدجاج إلى هزات كثيرة، إثر انتشار «أنفلونزا الطوير» في البلاد قبل سنوات، ما تسبب في وفيات بشرية وإعدام مئات الآلاف من الطيور، وأثار ذلك فزع عشاق أكل الدجاج.
وتزايد الحديث خلال الفترة الماضية حول حقن الدجاج المنتج محلياً والمستورد أيضاً بهرمونات ومحفزات نمو وبقايا مضادات حيوية، ما أثر على استهلاك السعوديين لهذه الوجبة، والتي تعتبر غذاء الطبقة المتوسطة.