اللحظة الأخيرة تفسد الأيام الجميلة للسفرة
عوائل بحرينية محاصرة في إسطنبول بسبب العاصفة الثلجية
الوسط - عباس المغني
حوصرت عائلات بحرينية في إسطنبول بعد أن ألغيت السلطات رحلات جوية إثر عاصفة ثلجية ضربت الأراضي التركية.
وأدى إلغاء الرحلات المتجهة إلى البحرين في إرباك العائلات البحرينية التي كانت تخطط للعودة إلى البلاد في غضون اليومين الماضيين.
وأشارت إحدى المسافرات البحرينيات إلى أن عائلتها اضطرت إلى تكبد كلفة المبيت في أحد فنادق إسطنبول ريثما تتغير الظروف الجوية، إلا أن الأخبار لاتزال منقطعة حول توقيت استئناف الرحلات مما يجعل هذه العائلات محاصرة.
وتلقت العائلات رسائل من شركات الطيران تفيد بإلغاء الرحلات التي كان من المفترض أن تنطلق هذه الليلة، على أن يعوضوا بتذاكر أخرى تصرف خلال عام واحد أو استرداد قيمة التذاكر خلال عامين من الآن.
وذكرت المسافرة أن الأحدث الأخيرة عكرت صفو الأجواء الممتعة التي كان المسافرون يستمتعون بها في تركيا، كما أن هذه التغييرات تربك العائلات التي تريد العودة بعد استنفاد الإجازات التي كانت مخصصة.
واستقبلت تركيا خلال العام الجاري وحتى سبتمبر/ أيلول الماضي قرابة 33 ألف مسافر بحريني بزيادة تقدر بنحو ثلاثة آلاف مسافر مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2015، في حين قدمت شركات الطيران عروضاً خلال هذا الموسم البارد على المدن التركية.
وبين مسافرون بحرينيون عالقون في تركيا أن حاجز اللغة يعتبر من المعوقات التي تزيد من صعوبة القدرة على التواصل مع المطارات أو الشركات التركية، إذ لا تنتشر الإنجليزية بصورة كافية في المدينة التي تعد من أبرز المدن السياحية على مستوى العالم.
وأجبرت عاصفة ثلجية ضربت إسطنبول، السلطات على إغلاق مضيقين رئيسين للشحن، وإلغاء رحلات الطيران أمس، فيما تسببت العاصفة في خطورة القيادة على الطرق، ما ترك الكثير من السائقين عالقين خلال الليل في المدينة التي يقطنها 15 مليون نسمة.
وألغت الخطوط الجوية التركية، مئات الرحلات من وإلى مطار أتاتورك الرئيس في المدينة. وقالت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء، إنه جرى تحويل العشرات من الطائرات لمطارات أخرى، بسبب التساقط الكثيف للثلوج الذي بدأ منذ مساء الجمعة. وأضافت الوكالة أن نحو ستة آلاف من ركاب الشركة نقلوا لفنادق بسبب إلغاء الرحلات، وتم توزيع 20 ألف وجبة للعالقين في المطار.
وقالت هيئة خفر السواحل التركية، إن مضيقي البوسفور، الذي يمر عبر إسطنبول، والدردنيل في الجنوب، أغلقا أمام حركة الشحن البحري بسبب الثلوج الكثيفة التي تسببت في ضعف الرؤية.
وكلا المضيقين مهمان لخطوط شحن النفط العالمية، إذ يمر بهما أكثر من ثلاثة في المئة من الإمداد العالمي، وخاصة من روسيا وبحر قزوين.
وقالت بلدية المدينة، إن ارتفاع الثلوج وصل في بعض المناطق إلى 40 سنتيمتراً، وانتشر الآلاف من عمال مجلس البلدية، للإبقاء على الطرق مفتوحة خلال الليل.
وذكرت وكالة "دوغان" للأنباء، أن الكثير من سائقي السيارات تركوا مركباتهم وترجلوا، فيما اضطر البعض للبقاء داخل سياراتهم لأكثر من 10 ساعات خلال الليل، في انتظار تحسن الأحوال على الطرق.
وأضافت بلدية إسطنبول، في بيان، أن مترو الأنفاق في إسطنبول استمر في العمل خلال الليل لنقل الركاب الذين لم يتمكنوا من العودة لمنازلهم عبر الطرق المغلقة، بفعل العشرات من الحوادث التي تتسبب فيها انزلاق المركبات على الأسطح الثلجية.