مصارف خليجية وعربية توجه بوصلتها نحو إفريقيا بدلا من أوروبا
الوسط - المحرر الاقتصادي
كشف لصحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الأحد (8 يناير / كانون الثاني 2017) رئيس اتحاد المصارف العربية وسام فتوح عن توجه مصارف خليجية وعربية للاستثمار في إفريقيا بحثاً عن فرص واعدة في السوق الإفريقية، وذلك بعد أن فقدت السوق الأوروبية جاذبيتها بسبب أزماتها المالية وحالة الانكماش الاقتصادي التي تعيشها بعض الدول.
وقال إن توجه المصارف الخليجية والعربية نحو القارة الإفريقية جاء أيضا بسبب التشريعات والتنظيميات الصارمة المعقدة التي فرضتها الدول الأوروبية على القطاع المصرفي وتعاملاته المالية، لاسيما أن المصارف الخليجية بدأت تتطلع نحو أسواق جذابة في إفريقيا في ظل حالة التشبع الواضحة في أسواقها المحلية.
وأوضح فتوح أن الاستثمار في السوق الإفريقية ليس مقصورا على مصارف خليجية وعربية وإنما شهدت استثمارات متعددة لمصارف عالمية، حيث إن هناك انفتاحا إفريقيا على دول المغرب العربي.
وتوقع زيادة اهتمام المصارف الخليجية بالاستثمار في الدول الإفريقية خاصة مع وجود فوائض مالية لدى هذه المصارف تحتاج إلى توظيف بالشكل الصحيح لتحقيق عوائد مالية مجدية، مؤكدا أن بعض الأسواق الإفريقية، التي تتمتع ببنية مصرفية تحتية متطورة، تعتبر ملاذا آمنا للمصارف الخليجية والعربية خلال السنوات المقبلة، خاصة المصارف الاسلامية، في ظل وجود سياسة انفتاحية، من قبل بعض الأسواق الإفريقية فيما يتعلق بقطاعي المال والأعمال.
ونوه باهتمام المؤسسات والمصارف المالية بالاستثمار في الدول الإفريقية، في ظل وجود إفريقي مصرفي كبير، في اجتماع صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، بواشنطن في أكتوبر الماضي، وذلك للبحث عن فرص مشتركة مع المصارف العالمية، بخلاف الاهتمام الكبير من قبل صندوق النقد الدولي بالأسواق الإفريقية. وأشار إلى أن بعض الدول الإفريقية، خاصة تلك التي حققت طفرة مالية كبيرة خلال السنوات الماضية، وفرت بيئة استثمارية جاذبة، ويتوقع أن تحقق طفرة أكبر في ظل ارتفاع أسعار النفط واستغلال مواردها الطبيعية لخدمة الاستثمار، منوها بفرص تدفق الاستثمارات المصرفية الكبيرة في سوق المغرب العربي، خلال السنوات المقبلة.
وقال رئيس اتحاد المصارف العربية، إن الاستثمارات الجاذبة والمربحة، وتلك التي لا تواجهه مخاطر عالية، تعد هدفا لجميع المصارف من جميع دول العالم ليس الخليجية والعربية فقط، حيث إن هذه المميزات تتوافر الآن في بعض الأسواق الإفريقية، بعد وجود نزاعات سياسية، وعسكرية، في كثير من الدول العربية، الأمر الذي يرفع من درجة المخاطر في هذه الدول.
وأبان أن الأزمات المالية والانكماش الاقتصادي في بعض دول أوروبا، تسبب في توجه بعض المصارف نحو أسواق أخرى واعدة في إفريقيا، التي تعد سوق جاذبة للاستثمارات المالية المصرفية، خاصة أن هذه الدول بحاجة إلى استغلال مواردها الطبيعية في الصناعات وهذا الأمر يحتاج إلى وجود مصارف تقوم بتمويل هذه الصناعات.
وأضاف فتوح: "إن نمو العلاقات الاقتصادية بين دول الخليج مع الأسواق الإفريقية سيكون حافزا للمصارف الخليجية والعربية للتوجه نحو الأسواق الإفريقية، وبالتالي فإن دول الخليج عليها أن تؤسس لقيام مراكز مالية ضخمة في مدنها لتقديم الخدمات للمستثمرين والمصارف الإفريقية.