العدد 5235 بتاريخ 05-01-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط الرياضي اونلاين
شارك:


أسود الكاميرون في اختبار صعب لإثبات الذات والعودة للأضواء

القاهرة - د ب أ

 بعد غياب عن نسختين متتاليتين ثم الخروج المبكر والمهين من النسخة التالية، سيكون المنتخب الكاميروني لكرة القدم أمام أكثر من تحد عندما يخوض فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين لكرة القدم والتي تستضيفها الغابون من 14 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى الخامس من فبراير/ شباط المقبل.

وغاب أسود الكاميرون عن نسختي 2012 و2013 للبطولة الأفريقية ولكن عودة الفريق للبطولة لم تكن على المستوى الذي اراده الفريق إذ ودع البطولة الماضية العام 2015 في غينا الاستوائية من الدور الأول بعدما تعادل في مباراتين وخسر الأخرى.

وللنسخة الثانية على التوالي، سيكون المنتخب الكاميروني (الأسود غير المروضة) في حاجة للبحث عن بداية قوية لعهد جديد إذ يخوض البطولة بدون النجم الكبير صامويل إيتو صاحب الصولات والجولات في الملاعب الأفريقية والأوروبية.

وفشلت محاولة الأسود في البحث عن بداية جيدة لعهد ما بعد إيتو عندما خرج الفريق من دور المجموعات في النسخة الماضية من البطولة والتي استضافتها غينيا الاستوائية قبل عامين.

وغاب المنتخب الكاميروني "الأسود غير المروضة" عن فعاليات نسختي 2012 و2013 بعدما عانده الحظ في التصفيات.

ولم يقدم الأسد الكاميروني المنتظر منه أيضا في بطول كأس العالم 2014 بالبرازيل وخرج من الدور الأول صفر اليدين كما ابتعد النجم الكبير صمويل إيتو عن صفوف الفريق وأعلن في أغسطس/ آب 2014 اعتزاله اللعب الدولي لتكون النسخة الماضية هي الأولى للفريق الكاميروني في البطولات الأفريقية بدون إيتو منذ سنوات طويلة.

وعلى رغم البداية المتأخرة للمنتخب الكاميروني في مشاركاته ببطولات كأس الأمم الأفريقية، والتي لم تأت إلا مع مطلع سبعينيات القرن العشرين، أي بعد أكثر من عشر سنوات من انطلاق البطولة، وعلى رغم تأخر نجاح الفريق أيضا والذي لم يبدأ إلا في منتصف ثمانينيات القرن العشرين، ترك أسود الكاميرون بصمة مميزة على الساحة الأفريقية خلال العقود الماضية.

وبدأت مشاركات المنتخب الكاميروني في النهائيات الأفريقية العام 1970 بعدما فشل في التأهل لبطولة العام 1968 التي كانت الأولى له في تاريخ مشاركاته في التصفيات الأفريقية.

وخرج الفريق من الدور الأول لبطولة 1970، ثم وصل للدور قبل النهائي في البطولة التالية العام 1972 وتوقع الجميع أن تكون هذه البطولة هي البداية الحقيقية لأسود الكاميرون.

لكن الرياح تأتي أحيانا بما لا تشتهي السفن، إذ سقط الفريق في التصفيات المؤهلة للبطولات الأربع التالية، قبل أن يستعيد بعض اتزانه العام 1982 بالوصول للنهائيات التي أقيمت في ليبيا، ولكنه خرج من الدور الأول أيضا.

وجاءت البطولة التالية العام 1984 لتشهد البداية الحقيقية للأسود التي لا تقهر إذ حمل الفريق كأس البطولة للمرة الأولى في مسيرته وكتب أول سطر في تاريخ أمجاده.

وواصل الأسود مسيرتهم الناجحة في البطولتين التاليتين، فوصل الفريق لنهائي بطولة 1986 في مصر، لكنه خسر النهائي أمام أصحاب الأرض، ثم توج باللقب في المغرب العام 1988.

وعلى رغم ذلك، شهدت حقبة التسعينيات من القرن العشرين تذبذبا واضحا في نتائج الفريق في بطولات كأس الأمم الأفريقية على رغم وصوله لنهائيات كأس العالم 1990 و1994 و1998 و2002، وإنجاز التأهل لدور الثمانية في بطولة كأس العالم 1990 في إيطاليا.

وخلال تسعينيات القرن الماضي، خرج الفريق من الدور الأول للنهائيات الأفريقية عامي 1990 و1996 ومن دور الثمانية في بطولة 1990، ومن المربع الذهبي العام 1992، في حين لم يتأهل إلى النهائيات في 1994.

ومع بداية القرن الحادي والعشرين، كشر أسود الكاميرون عن أنيابهم وحققوا خلال عامين ما أخفقوا فيه على مدار 12 عاما، إذ توج الأسود بلقب البطولة عامي 2000 في غانا ونيجيريا و2002 في مالي وأكدوا بقيادة مهاجمهم المتألق صامويل إيتو أن المستقبل على الساحة الأفريقية سيكون لهم وليس لغيرهم.

ومع خروج الفريق بصعوبة بالغة، وفي مفاجأة من العيار الثقيل من دور الثمانية في بطولات 2004 و2006 و2010 وخسارة المباراة النهائية للبطولة التالية العام 2008 بغانا والغياب عن النسختين الماضيتين 2012 و2013، لم يعد أمام لاعبي الكاميرون سوى الحصول على اللقب الأفريقي في غينيا الاستوائية العام 2015 خاصة مع اخفاق الفريق في عبور دور المجموعات ببطولتي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل.

ولكن الرياح أتت مجددا بما لا تشتهيه السفن إذ ودع الفريق البطولة مبكرا بحصد نقطتين فقط من مبارياته الثلاث في الدور الأول.

ولهذا، يسعى المنتخب الكاميروني للفوز بالنسخة الجديدة من البطولة التي تستضيفها الجابون في الأيام المقبلة ليقترب مجددا من الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأفريقي والذي ينفرد به المنتخب المصري الذي يمثل "عقدة" بالفعل أمام المنتخب الكاميروني، إذ ساهم في إقصائه أكثر من مرة من المباريات الحاسمة، سواء على الألقاب، أو في التصفيات، وكان آخرها في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 وفي المباراة النهائية لكأس أفريقيا 2008 في غانا.

ورغم اعتزال إيتو قبل سنوات وابتعاد أكثر من لاعب كبير عن صفوف الأسود واعتذار البعض مثل جويل ماتيب عن عدم المشاركة مع الفريق في كأس أفريقيا بالغابون، سيعتمد البلجيكي هوجو بروس على عدد من العناصر التي أكدت كفاءتها في السنوات الأخيرة واكتسبت مزيدا من الخبرة ستساعدها على تقديم بطولة جيدة في الغابون.

وفي غياب كارلوس كاميني، سيكون فابريس أوندوا حارس مرمى أشبيلية أتلتيكو (الفريق الثاني لنادي أشبيلية الإسباني) هو الحارس الأساسي للفريق في البطولة الأفريقية.

كما يعتمد بروس في الدفاع على نيكولاس نكولو (لين الفرنسي) ومبرويسي أويونجو (مونتريال إمباكت الكندي) ومحمد دجيتي (خيمناستيكا تاراجونا الأسباني) وفي الوسط على إدجار سالي (نورنبرج الألماني) وجورج ماندجيك (ميتز الفرنسي) وسيباستيان سيناي (أوستند البلجيكي) وفي الهجوم على فانسون أبو بكر (بشكتاش التركي) وبنيامين موكاندجو (لوريان الفرنسي).

وأوقعت قرعة النهائيات المنتخب الكاميروني في موقف لا يحسد عليه حيث يلتقي في نفس المجموعة المنتخب الغابوني صاحب الأرض كما يلتقي منتخب بوركينا فاسو الفائز بالمركز الثاني في نسخة 2013 والمعروف بحماسه الشديد والقدرة على تفجير المفاجآت فيما سيكون الفريق الآخر بالمجموعة هو منتخب غينيا بيساو الذي يخوض النهائيات للمرة الأولى ويطمح إلى تفجير مفاجأة كبيرة.

وربما تتجه معظم الترشيحات في المجموعة الأولى بالنهائيات هذا العام لصالح المنتخبين الكاميروني والغابوني ولكن المنتخب البوركيني يحظى بفرص رائعة لمنافستهما على بطاقتي التأهل لدور الثمانية كما تظل المفاجآت واردة خاصة بعدما فقد المنتخب الكاميروني كثيرا من بريقه في السنوات القليلة الماضية.

ويستهل المنتخب الكاميروني مسيرته في النهائيات بمواجهة نظيره البوركيني في 14 يناير الجاري، وبعدها يلتقي الأسود مع منتخبي غينيا بيساو والجابون يومي 18 و22 على الترتيب.

وفي غياب إيتو لاعتزال اللعب الدولي، يترقب عشاق المنتخب الكاميروني النجم الذي يستطيع ملء هذا الفراغ الذي تركه اعتزال إيتو.

ويتصدر اللاعبين المرشحين لهذا الدور كل من ستيفان مبيا قائد الفريق ولاعب وسط أشبيلية الإسباني وفينسنت أبو بكر مهاجم بورتو البرتغالي.



أضف تعليق